*ليس من المفيد توجيه ضربة نووية لأوكرانيا.. ولدينا عقيدة عسكرية أسباب استخدام النووي..الشعب الصيني صديق مقرب،للشعب الروسى والزعيم الصيني صديقي فى المنتدى السنوى الذى يعقد فى روسيا تحت مسمى « نادى فالداى» وهو نادى سياسى للمناقشة بدأ أعماله منذ عام 2004، ، واسم النادى اكتسبه من أول مكان عقد فيه النادى مناقشاته، حيث عقد حينها فى مدينة «نيجنى نوفجورود» الروسية بالقرب من بحيرة «فالداى». الهدف من النادى هو الحوار بين النخب السياسية الروسية والدولية، لإعطاء تحليل سياسى وعلمى واقتصادى محايد للأوضاع السياسية سواء فى روسيا أو العالم. كان الجميع ينتظر المنتدى هذا العام ربما لطرح وجهة نظره فيما يحدث فى العالم سواء الأزمة الأوكرانية أو الطاقة أو الاقتصاد العالمى الذى يعانى من الركود والتضخم، ويعقد المنتدى هذا العام تحت شعار «السلام بعد الهيمنة: العدل والأمن للجميع». انتظر الجميع فى المنتدى، الذى عقد فى الفترة من 24 وحتى 27 من أكتوبر الماضى، خطاب الرئيس بوتين الذى عادة ما يلقيه فى الجلسة الافتتاحية الرئيسية بالمنتدى لمعرفة اتجاهات البوصلة فيما يتعلق بالأزمة فى أوكرانيا أو مصير العملية العسكرية الروسية هناك، أو على الأقل الهدف منها، والأزمة الاقتصادية العالمية وإمدادات الطاقة، وهنا سأركز على خطاب الرئيس الروسى ثم تحليل الخطاب وردود الأفعال الدولية عليه سواء من خلال الحضور أو الصحافة ووسائل الإعلام. النظام العالمى تحدث الرئيس بوتين عن النظام العالمى وقال: «إن هيمنة الغرب جاءت نهايتها، وتنتظرنا فترة من الصعب التكهن بنتائجها»، وهاجم المنظمات الدولية وقال إن «المؤسسات الدولية تتداعى، ومبادئ الأمن الجماعى تتلاشى»، وتغيرت قواعد القانون الدولى ولم يتم وضع قواعد جديدة. وأشار الرئيس بوتين إلى أن روسيا لا تتحدى النخب الغربية، وهى ليست عازمة لأن تصبح مهيمنة. واعتبر ما يحدث من تغير تقنى فى النظام العالمى، والذى لم يتنبه له الجميع، هو فى الواقع شئ طبيعى، لأن مراكز قوى جديدة تولد فى العالم، وعلى وجه الخصوص فى آسيا، كما أن لدى أفريقيا، الفقيرة حتى الآن، قدرات هائلة. ثم عرج الرئيس بوتين على الحدث الأهم فى فضاء الاتحاد السوفيتى السابق وهو العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وأخر التطورات فيها، وما إذا كان هناك أمل فى إجراء مفاوضات أو وجود بارقة أمل لحل دبلوماسى للأزمة، خاصة أن رئيس غينيا بيساو الذى حضر المنتدى، زار أوكرانيا بعد روسيا ولقائه بالرئيس بوتين وأخبر الرئيس الأوكرانى بأن الرئيس بوتين لديه رغبة فى التفاوض، وكان ذلك فى المؤتمر الصحفى للرئيس الغينى مع الرئيس الأوكرانى وقال ذلك بوضوح، لكن السكرتير الصحفى للرئيس الروسى دميترى بيسكون نفى هذا الأمر تماماً. على أى حال لنعود إلى ما قاله الرئيس الروسى بخصوص العملية العسكرية فى أوكرانيا وما إذا كان الهدف منها قد تغير مع تطور الأوضاع فى أوكرانيا من الناحية العسكرية. اتفاقية مينسك وهنا أشار الرئيس بوتين إلى أن عدم تنفيذ أوكرانيا لاتفاقية مينسك هو ما دفعه لبدء العملية العسكرية فى أوكرانيا، وكان الهدف منها هو مساعدة الدونباس، وأشار إلى أن خسائر أوكرانيا فى الفترة الأخيرة تصل 1 إلى 7 أو 1 إلى 8، أى أن مقابل كل عسكرى روسى يقتل تقتل روسيا فى المقابل 7 أو 8 جنود أوكران، فى نفس الوقت عاد الرئيس بوتين إلى روابط الدم بين الشعبين الأوكرانى والروسى وقال« فى الأساس الروس والأوكران شعب واحد، وجد نفسه فى دولتين بعد انهيار الاتحاد السوفيتى» وقال الرئيس بوتين وهذا فى تقديرى أخطر ما قاله «إن ما يحدث بين روسياوأوكرانيا هو جزئياً حرب أهلية». وتحدث الرئيس بوتين عن الضمانات الأمنية لأوكرانيا وقال الضمان الوحيد للدولة والسيادة الأوكرانية ووحدة الأراضى كان من الممكن أن تكون روسيا فقط، غير أنه إذا كان جزء من العرق الأوكرانى يعتبر نفسه شعبا مستقلا "يمكن أن ننظر لهذا باحترام. ضربة نووية وحول توجيه ضربة نووية لأوكرانيا قال الرئيس بوتين ليس من المفيد توجيه ضربة نووية لأوكرانيا وأضاف أن روسيا لديها عقيدة عسكرية توضح الأسباب التى تستخدم فيها الأسلحة النووية. وأضاف الرئيس الروسى أن روسيا لم تقل ولم تتحدث بشأن استخدام أسلحة نووية أبداً، ولكن مجرد تلويح للرد على تصريحات قادة الدول الغربية، وتحدث الرئيس بوتين كذلك عن اتصالات وزير الدفاع سيرجى شويجو بنظرائه من دول فى الغرب والشرق، وقال إنه اتصل فى الفترة من 23 26، وأخطرهم بوجود قنبلة نووية قذرة تم تصنيعها بتكليف من الرئيس الأوكرانى، ولكى يستطيعوا عمل تلك القنبلة يمكنهم شحن صاروخ توتشكا أو" بنفايات ذرية. وتحدث عن سباق التسلح الحالى، مع تهديد مبطن للغرب وقال إنهم فى المستقبل قد يلحقون بروسيا فى الأسلحة الأعلى من سرعة الصوت، ولكنهم حتى الآن لم يلحقوا بها". واتهم الرئيس بوتين الغرب بأنه هو من أشعل الحرب الدموية القذرة، يقصد فى أوكرانيا. الاقتصاد العالمى تطرق الرئيس بوتين إلى الحالة الاقتصادية فى العالم وقال إن الاقتصاد العالمى والتجارة يجب أن تكون أكثر حرية، وتنبأ بأن التعامل بالعملات الوطنية سيقوى وبالتدريج سيسود. وأضاف أن النظام الاقتصادي والمالى الجديدين يجب أن تتماشى مع مصالح الأغلبية. وعن مخاوف البعض من التأميم قال الرئيس بوتين إن بلاده لا ترى ضرورة لعمليات تأميم، وأن الغرب لم يستطع هدم الاقتصاد الروسى وأنه أصبح أكثر مرونة وقدرة على التكيف، ورجال الأعمال أكثر نضجاً. وتوقع الرئيس بوتين أن تصل نسبة التضخم فى بلاده بنهاية هذا العام الجارى حوالى 12%، ومع الربع الأول من العام القادم 2023 حوالى 5%، وتوقع أن تكون البطالة فى حدود 3,8%، وهى أقل مما كانت عليه فى فترة جائحة كورونا. ثم انتقل الرئيس إلى قمة العشرين المزمعة فى نوفمبر المقبل والتي ستعقد فى إندونيسيا، واحتمال حضوره، قال الرئيس الروسى، احتمال أن أحضر، لكنى أفكر فى الأمر، وإن كان أشار إلى أن روسيا فى كل الأحوال ستكون ممثلة فى هذه القمة ولم يحدد الرئيس بوتين مستوى التمثيل. تصدير الغاز ثم انتقل الرئيس بوتين إلى الموضوع الذى يهم روسيا وأوروبا وهو تصدير الغاز لأوروبا التى يتوقع كثيرون أنها قد تعانى من هذا الشتاء من شيئين أسعار الغاز والحصول عليه وقال الرئيس بوتين إن بلاده على استعداد لتصدير الغاز والنفط إلى أوروبا، ثم أضاف "إذا كانوا لا يريدون، فلا داعى"، وصرح بأن روسيا ستسمح للشركات من الدول الصديقة بالاشتراك فى عمليات استخراج النفط والغاز فى روسيا وأكد ذلك بقوله "من يريد ذلك، فليأت"، وعلق على الانفجار فى خط أنابيب الغاز "السيل الشمالى" وقال يوجد أنبوب غاز أخر يعمل، ويمكنه نقل 27,5 مليار متر مكعب من الغاز لأوروبا. وأنعش الرئيس الروسى آمال الدول الفقيرة فى الحصول على الأسمدة مجاناً وقال سنرسل إلى الدول الأفريقية قائمة بالموانئ المحتجز فيها سفن محملة بالسماد فى أوروبا، مجموع حمولة هذه السفن ما يقرب من 300 ألف طن، نحن مستعدين أن نمنحها لهم مجاناً. كانت بعض الدول الأوروبية قد رفضت السماد الروسى، ورفضت تفريغ السفن الناقلة له. وانتقل الرئيس بوتين إلى مستوى الدخل فى روسيا وأوروبا وطالب الأوروبيين بالنضال من أجل رفع رواتبهم، وقال لا تصدقوا أن روسيا عدوكم روسيا صديقتكم، ثم أضاف أنه يطالب المواطنين الروس بالنضال أيضاً لرفع الرواتب، وأشار إلى أن دخل المواطن الروسى، لكنه واقعياً ينخفض بسبب الأسعار أو القدرة الشرائية للعملة وهذه المشكلة يجب حلها. بعد ذلك انتقل الرئيس الروسى للحديث عن زعماء العالم وقال على سبيل المثال الرئيس التركى "إنه لا يسمح لنفسه أن يكون عبئاً، أو يتاجر بمصالح غيره، ووصف العلاقة معه بالمتانة والاستقرار"، وامتدح الرئيس بوتين الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى وقال "إنه شاب حاسم وذي شخصية، وأضاف هذه حقيقة واضحة"، وأشار إلى أن لروسيا علاقات جيدة بقادة أفارقة منها جنوب أفريقيا، وتحدث عن أنه يعرف إمكانيات ومستقبل أفريقيا. حبال الود مما لا شك فيه أن حديث الرئيس بوتين وإن كان فيه الكثير من التفاؤل بشأن غروب شمس الهيمنة الغربية إلا أنه لا أحد يقطع بذلك، كما أن الحديث يكشف عن أن روسيا مازالت مبقية على حبل الود مع أوروبا وعلى الصداقة معها، عندما عرض تصدير الغاز والنفط دون أى عوائق رغم الأزمة الحالية وتبادل الهجوم ومساعدة أوكرانيا بلا حدود، كما أنه أرضى الدول الأفريقية أو الدول الفقيرة بعرض الأسمدة الموجودة فى الموانئ الأوروبية دون مقابل وهذا بلا شك سيظهر روسيا فى دور (الاتحاد السوفيتى) الذى منح دول العالم الفقيرة كثيرا من الدعم رغم اختلاف السياق هنا، إشادة الرئيس بوتين ببعض زعماء العالم بلا شك علاقة الود بالزعماء الذين يفضل الرئيس الروسى التعامل معهم، وللصراحة الذين على الأقل لا يناصبون روسيا العداء حتى وإن لم يؤيدوها مثل الهند والصين، وبالطبع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان على موقفه فى "أوبك بلس" رغم أنف واشنطن. وأتصور أن صداقة ستكون قوية بين المملكة العربية السعودية وروسيا فى المستقبل.