حقيقة تحويل الدعم السلعي إلى نقدي وتحريك سعر رغيف الخبز.. متحدث مجلس الوزراء يوضح    دمر كل شيء، لحظة انفجار ضخم في بنك بأوهايو الأمريكية (فيديو)    شاب فلسطيني يوجه التحية ل مصر بعد رفضها التهجير (فيديو)    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 29 مايو 2024 في جمهورية مصر العربية    فيديو ترويجي لشخصية إياد نصار في مسلسل مفترق طرق    جوزيف بلاتر: أشكر القائمين على منظومة كرة القدم الإفريقية.. وسعيد لما وصلت إليه إفريقيا    شوفلك حاجة تانية، هل حرض شيكابالا مصطفى شوبير للرحيل عن الأهلي؟    موازنة النواب: الأوقاف تحتاج لإدارة اقتصادية.. ثروتها 5 تريليونات وإيراداتها 2 مليار    إسرائيل تسير على خط العزلة.. والاعتراف بدولة فلسطين يلقى قبول العالم    يرسمان التاتوه على جسديهما، فيديو مثير لسفاح التجمع مع طليقته (فيديو)    مقرر الصناعة بالحوار الوطني: صفقة رأس الحكمة انعشت القطاع المصرفي.. والأسعار ستنخفض    خمس دول في الناتو: سنرسل لأوكرانيا الدفعة الأولى من القذائف خلال أيام    اليوم.. الحكم علي المتهم بقتل طليقته في الشارع بالفيوم    حزب الله يبث لقطات من استهدافه تجهيزات تجسسية في موقع العباد الإسرائيلي    ارتفاع أسعار اللحوم في مصر بسبب السودان.. ما العلاقة؟ (فيديو)    ادخل اعرف نتيجتك..نتائج الشهادة الإعدادية في محافظة البحيرة (الترم الثاني) 2024    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    شيكابالا يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو    «مستعد للتدخل».. شيكابالا يتعهد بحل أزمة الشحات والشيبي    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    حظك اليوم| الاربعاء 29 مايو لمواليد برج الثور    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى احتفالات التجمع بمرور 46 عامًا على التأسيس…سيد عبدالعال: التجمع خاض معارك للدفاع عن الوطن والبسطاء
نشر في الأهالي يوم 12 - 04 - 2022

*عارضنا محمد مرسى من أول يوم … وكنا على ثقة من التفاف الشعب حولنا
*مشروعنا: إسقاط الفكر الوهابي.. وعودة الثقافة المصرية الأصيلة
*خالد محيي الدين أول من حذر من خطورة الجماعة الإرهابية.. لكن السادات لم يستمع
*السادات أطلق جماعات التأسلم السياسي على الشعب المصري
*خطابنا السياسي يتميز بالموضوعية والبعد عن الشخصنة والتوجه نحو نقد السياسات مباشرة وهى مدرسة خالد محيي الدين التى لا يزال التجمع يقتدي بها
*مبارك مارس سياسات معادية للشعب وحذرنا من مشهد 25 يناير قبل حدوثه
*أيدنا السيسي اعتمادًا على تراثنا ورؤيتنا لاحتياجات مصر فى حال التخلص من حكومات ما قبل 25 يناير وحكومة الإخوان.. ولكن لا يمنع ذلك من ممارسة النقد الموضوعي للسياسات
*نظرة السيسي إلى الفقراء فى مصر بأنهم ليسوا مجرد مجموعات من المحتاجين ماليًّا ولكنهم مواطنون فقدوا فرصة العمل وسبقها التعليم والعلاج والحياة الكريمة
*حوار حسين البطراوي
46 عامًا مضت على تأسيس حزب التجمع خاض خلالها معارك للدفاع عن البسطاء والفقراء والطبقة الوسطى، رافعا شعار العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتنمية الشاملة وإقرار الحقوق الوطنية من صحة وتعليم وأجور عادلة وفرص عمل مناسبة وعيش كريم. مدافعًا عن مدنية الدولة، مقاومًا للفكر الوهابي، رافضًا ومحذرًا من خطورة جماعات التأسلم السياسي.
على مدار 46 عامًا واجه حكومات ورؤساء للدفاع عن الوطن والمواطنين، تبنى الرؤية الوطنية على أساس وحدة الأرض والشعب وترسيخ مفهوم المواطنة، دفع خلال مسيرته النضالية الثمن، لكنه لم يتراجع بل كانت تعاليم قادة الحزب، وعلى رأسهم مؤسسه الزعيم خالد محيى الدين، أحد مؤسسي تنظيم الضباط الأحرار وأحد ثوار ثورة يوليو، دافعًا لاستمرار النضال الوطنى.
خالد محي الدين
« الأهالى» التقت سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، فى الاحتفال بالعيد السادس والأربعين للحزب.
كنت واحدًا من مؤسسى الحزب.. فهل تتذكر تلك اللحظة التاريخية .. وهل كان تأسيس التجمع ضرورة فى ذلك الوقت؟
لحظة تأسيس الحزب من الناحية التاريخية، كانت استجابة للظروف الموضوعية التى كانت تمر بها مصر فى ذلك الوقت.. فمنذ انتصارنا عسكريًّا فى أكتوبر1973، استغرقت محاولة إجهاض هذا النصر قرابة 3 سنوات عن طريق الانتقاص من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمصريين ومحاولة التقليل من شأن الدور المصري الإقليمي وإعادة ترتيب المنطقة وفقًا للرؤية الأمريكية، بما يقلص من نتائج الحرب السياسية والاقتصادية لصالح إسرائيل، مع بروز الليبرالية الاقتصادية بمنهج تقليص الاعتماد الموجه للاستثمار الصناعي والزراعي لصالح رؤوس أموال المضاربين الأجانب فى تجارة الواردات فى مصر.
كل هذه الإجراءات تزيد من الغضب الشعبي، وكان التحدي أمام مصر بعد نصر أكتوبر هو أن تنتقل إلى مفهوم الدولة العصرية الحديثة، بفتح منافذ الحرية للشعب والديمقراطية وإقرار حقوق المواطنة والتنمية الاقتصادية لصالح الأغلبية الشعبية التى قدمت كل التضحيات فى حرب أكتوبر 73، إلا أن النظام ورئيس الجمهورية خالفا ذلك تمامًا وعجزت السلطة الحاكمة عن تبرير سياستها أمام الشعب، وزادت حدة المعارضة للنظام، وكانت فرض الواقع نفسه لتغيير طبيعة النظام السياسي من الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية.
فور تأسيس الحزب .. سرعان ما بدأ الخلاف بين التجمع والسادات .. لماذا؟
بدأت التعددية الحزبية أولا بتأسيس المنابر داخل الاتحاد الاشتراكي، وتشكل منبر اليسار بقيادة زعيم الحزب خالد محيي الدين، وخاض هذا المنبر أولى معاركه الجماهيرية فور تأسيسه، وكان ذلك فى انتخابات 76، ونجح التجمع فى حصد عدد من المقاعد لبعض قياداته ومن بينهم خالد محيي الدين.
نشأ التجمع ومنذ اللحظة الأولى، وعلى عكس ما أراده الرئيس السادات، امتدت جماهيرية الحزب بقوة إلى معظم القرى في المحافظات كافة، وامتلك الحزب كل المقومات التى جعلته أول حزب يساري علني، وانضم إليه منذ التأسيس العديد من المفكرين والنقابيين من قادة الرأي والفاعلين فى المجتمع.
ولم يمر عام على تأسيس الحزب حتى دخلت السلطة والسادات فى صراع معنا، وكان ذلك بتحميل التجمع مسئولية انتفاضة الشعب فى 18و19 يناير1977، والتى عرفت بانتفاضة الخبز، وتم اعتقال عدد كبير من قيادات الحزب عبر حملات أمنية مكثفة شنتها السلطة على الحزب، لكن الحزب تماسك واستطاع إفراز قيادات جديدة فى المحافظات وفى كل المواقع، وهذا سر قوة الحزب.
فالرئيس السادات هو الذي بدأ العداء مع الحزب، وعبر مسيرتنا الحزبية لم نخض حربًا مع أحد إلا مع الإخوان.. بما أننا كحزب التجمع لم نبادر بخصومة مع السادات، ولم نكن نود خوض ذلك الصدام معه لكنه أمر فرضه علينا. كما أننا لم نبادر بالخصومة مع مبارك أيضا، ولكن كانت لنا مواقف واضحة ضد سياساته وبالتالي بادر مبارك بالخصومة معنا، والمقابل نحن بادرنا بالخصومة مع محمد مرسي ونظام الإخوان.
حذر التجمع من جماعات التأسلم السياسي منذ تأسيسه..فلماذا كان الهجوم الشرس من السادات على الحزب؟
السادات
المعركة الأساسية للتجمع تنبيه الشعب أن السياسة التى يتبعها الرئيس السادات فى إحكام قبضته على السلطة تعتمد على استبدال القيم الحضارية للشعب المتمثلة فى المحبة والتسامح بالفرقة والكراهية بين مكونات الشعب، مسلمين ومسيحيين، وذلك باستدعاء تنظيم الإخوان المنحل لإعادة تكوين نفسه بموافقة الأجهزة الأمنية وبرعايتها.
ونشأت داخل التجمع اللجنة القومية للدفاع عن الثقافة المصرية انضم وطنيون من كافة التيارات الفكرية والسياسية وقامت اللجنة، وخاضت العديد من المعارك فى مواجهة زحف التيار المتأسلم إلى المواقع النقابية والجامعات، وأيضًا فى مواجهة ثقافة التكفير ونفي الآخر سواء كان دينيا أو نوعيا كامرأة على سبيل المثال.
وهنا يجب أن أوضح أن الموقف المبكر فى مواجهة الإخوان وتيار الإسلام السياسي لم يكن محصلة نقاش بين قادة الحزب فقط، ولكن كان نتاج الخبرة التاريخية للحزب والممثلة فى خالد محيي الدين الذي حذر السلطة، ثم قادة الفكر فى مصر وهو ما شهدناه بعد سنوات من وصول جماعة الإخوان الإرهابية للحكم، من أن النتيجة التى يمكن أن تصل إليها سياسة إطلاق الإخوان على المجتمع بهدف تحجيم التيار المدنى واليساري سوف تؤدي إلى كسر هيبة الدولة وإيجاد قوى غير مدنية تتنازع السلطة للهيمنة على الدولة، وهذه الرؤية تبناها التجمع.
ورغم الخلاف والصراع بين التجمع والرئيس السادات كان الخطاب السياسي للتجمع يتميز بالموضوعية ونظافة اللسان -إن جاز التعبير- والبعد عن الشخصنة، والتوجه نحو نقد السياسات مباشرة، وهذه هى مدرسة خالد محيي الدين التى لا يزال التجمع يقتدى بها.
أيضا من المعارك التى خاضها التجمع ضد الرئيس السادات وهى معركة جماهيرية سلمية ضد اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. وكانت المعارك الاجتماعية لها الأولوية والأهمية فى برنامج التجمع منذ النشأة وحتى الآن، خاصة فى مواجهة تقليص دور الدولة فى الرعاية الصحية ومجانية التعليم والدفاع عن القطاع العام وضرورة تطوير المصانع لتواكب وسائل الإنتاج الحديثة.
التجمع استطاع أن يحافظ على وجوده وقوته رغم كل الظروف التى كانت تعمل ضد تحقيق هذا الهدف سواء بفرض القيود على حركته خارج مقار التجمع أو الضربات الأمنية أو القضايا السياسية لكوادر المحافظات أو ترويع الأعضاء بالفصل من الوظيفة أو النقل الجغرافي للمنتمين للحزب.
إلا أن صلابة الحزب وخبرة قياداته تمكنت من الحفاظ على الحزب واستمرار دفاعه عن الوطن ومصالح المواطنين، ليس فى مواجهة السلطة القائمة، وإنما فى مواجهة المخططات الخارجية التى تستهدف إخضاع مصر وتفريغ وتهميش دورها.
مواقف حادة مع أنظمة الحكم خلال عمر التجمع تنطلق من ثوابت باعتبار أن التجمع حزب عقائدي .. فهل تعارضون الحكومات للمعارضة فقط؟
التجمع ليس حزبا عقائديا، بل حزب برنامج، ويتم تجديد هذا البرنامج من وقت لآخر، جوهر البرنامج وطني ويدافع عن مصالح الطبقات الشعبية والوسطى، ولا يعنى هذا أننا ضد أي برامج تنموية للحكومة إلا بشرط أن تكون أعباؤها أو تكاليفها يتحملها كل الطبقات يشكل عادل وإلا تنصرف الدولة عن دورها فى توفير الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والسكن.
وعلى المستويين العربي والخارجي، سيظل الحزب ضد هيمنة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على السياسة المصرية الخارجية وتوجهها، وهذا موقف وطني مجرد لحزب التجمع بصرف النظر عمن يحكم مصر، وندعم الحاكم عندما يتصدى لهذا التدخل الأجنبي, وبالتالي كان هذا جوهر خلافنا مع الرئيس السادات ثم مبارك الذي أضاف من سياسة ترك الخدمات العامة كالتعليم والصحة والنقابات للإخوان والتيار المتأسلم، بالإضافة لمواقفه الأخرى التى أدت إلى تهميش دور مصر الإقليمي والدولي إلى حد ما، ولم ينجح تماما فى ذلك نظرا لوزن مصر فى المنطقة وليس لشخص الحاكم، وامتد هذا بشكل أكبر عندما وصل الإخوان إلى السلطة بعد25 يناير، فزادت وتيرة معارضة التجمع لسياسته الداخلية والخارجية، مستهدفا كشف علاقات الإخوان بالأجهزة الخارجية وكشف مخططات إخراج مصر من محيطها الإقليمي بالكامل لصالح دول أخرى.
من السادات إلى مبارك .. معارضة مستمرة .. لماذا؟
مبارك
خلال فترة الرئيس مبارك كنا ندعو للتصويت ضد تجديد ترشحه للرئاسة، بسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى اتبعها خلال فترة حكمه، باعتبارها سياسة معادية للشعب، وكثيرا ما كنا نحذر من مشهد 25 يناير قبل حدوثه وننصح بتعديل المسار، فكنا نستشعر الخطر بسبب التضييق على الحريات وترك الانتخابات لآلية التزوير الفجة عبر سنوات عديدة وليس فقط في انتخابات عام 2010 .
وفي عهد مبارك تكونت جماعات مصالح قوامها الأساسي الفساد وليس البيزنس، وكانت تلك الجماعات متحالفة مع جماعة الإخوان وخاضوا سوياً الانتخابات في عامى 2000 و2005, فكانت النتيجة الطبيعية الوصول لثورة 25 يناير.
لكن فى فترة حكم الإخوان .. اتخذ الحزب موقفًا أكثر حسمًا فى المعارضة .. ثم الحزب الرئيس السيسي بعد ذلك .. لماذا.؟
منذ الأيام الأولى لحكم الإخوان اتجهت الإرادة الجمعية لمواجهة حكم الإخوان مع قناعة وإيمان قوي أن الشعب المصري سيتخذ هذا الموقف إن أجلا أو عاجلا، وقد توحدت الأغلبية من الشعب ضد سلطة التيار المتأسلم، وهذه الوحدة شملت أيضًا أبناء الشعب فى الجيش والشرطة فى 30 يونيه.
ورغم نتائجها المباشرة بإسقاط سلطة الإخوان لكن هذا لم يكن كافيا للتأييد الكامل للسلطة الجديدة لكننا انتبهنا فى حزب التجمع إلى أن السلطة الجديدة بقيادة عبدالفتاح السيسي لم تكن بديلا فقط للإخوان، ولكنها أتت لتنهى الهيمنة الدولية على القرار السياسي المصري واستعادة الوزن الإقليمي والتأثير الدولي، واستعادة دور مصر كمصدر للثقافة فى محيطها العربي والسعي لتقديم مشروع ثقافي بديل لذلك المشروع المفروض حتى الآن على الشعب المصري.
الأمر الثانى هو خطاب أو خطة السيسي نفسه تجاه الفقراء فى مصر بأنهم ليسوا مجرد مجموعات من المحتاجين ماليًّا ولكنهم مواطنون فقدوا فرصة العمل وسبقها التعليم والعلاج والحياة الكريمة.
السيسي
وبالتالي فإن السياسات الاجتماعية ليست مجرد هبات أو معنونات ولكنها تنمية وفتح فرص عمل للمواطنين كافة دون تميز، وإذا كان هناك تميز فهو تميز إيجابي للمرأة المصرية فى التعليم وفي جهاز الدولة الوظيفى وفرص العمل فى المجالات كافة.
هذا الموقف المؤيد للرئيس السيسي لم نتخذه إلا اعتمادا على تراثنا ورؤيتنا لاحتياجات مصر حال التخلص من حكومات ما قبل 25 يناير، وحكومة الإخوان. فالرؤية النضالية للتجمع هى التى كانت وراء تأييد السيسي، ولكن لا يمنع ذلك من ممارسة النقد الموضوعي للسياسات.
كيف ترى الحياة الحزبية الآن.. خاصة وسط التوسع فى عدد الأحزاب.. دون نشاط يذكر؟
الأحزاب الموجودة الآن لم تختبر، لأنها نشأت فى ظل قيود على الحريات والحياة السياسية، ولا يوجد سوي حزبين من الأحزاب القديمة وهما التجمع والوفد، ومع ذلك هذان الحزبان وخاصة التجمع ظلا مستهدفين حتى ثورة 30 يونيه.
وفى ظل القيود لا نستطيع الحكم على قوة الأحزاب، إلا إذا حدث تعديل فى قانون الأحزاب، يعتبرها كجزء من منظومة الدولة وليس مجرد شكل فى البرلمان أو مقرات دون القدرة على التأثير الملموس وسط الجماهير التى تدافع عنها. وأغلب هذه الأحزاب لا يعرفها المهتم بالحياة السياسية أو يعرف قيادتها,
وسيظل التجمع معبرا عن الشرائح الغائبة فى فكر وسياسة الحكومة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية مدافعا عنها وفقا لبرنامج الحزب الذي يؤكد أن أى تنمية لها تكلفة ولا يمكن تحميل التكلفة للمواطن دون توزيع عادل لهذه الأعباء بين الطبقات الاجتماعية.
فى ظل انتشار الثقافة الوهابية فى مصر .. هل لدى التجمع مشروع ثقافى؟
لدينا مشروع لهزيمة الثقافة السائدة من خلال إحياء ودعم الثقافة الوطنية المصرية التى تعلي من شأن العمق الحضاري لمصر، فمصر لا تزال ملتقى الحضارات والأديان، ولا تميز بين البشر بسبب الدين أو اللون، مشروعنا يعلي من قيم الاستنارة والمواطنة في مواجهة قيم العنصرية والفرقة.
ويدرك حزبنا أن الضعف الذي أصاب الدولة ما قبل 25 يناير و30 يونيه أحد أسبابه الهامة هو هيمنة الثقافة الوهابية ومحاولة زرعها فى عقل ونفوس شعبنا، وربط مصر ثقافيا بالوهابية،
هذا مشروعنا هزيمة الثقافة الوهابية وإعادة الاعتبار للشعب الذي يحترم الفنون والآداب والديانات ويسمح لمصر بالنفوذ الإقليمي والدولي.
ذكرت فى المؤتمر الثامن للحزب أن لديكم خطة لإعداد جيل جديد من الكوادر الشبابية لتولى قيادة الحزب.. ماذا تم فى هذا الشأن؟
كنت من شباب حزب التجمع لحظة التأسيس وتعلمت من قادة الحزب أنه من واجبي إعداد الجيل الحالي من الشباب ليتولى إدارة الحزب بالكامل فى مؤتمر الحزب المقبل فى 2024، عبر خطة للإعداد بدأت منذ عامين بالدفع بعدد من الشباب إلى مواقع القيادة فى المحافظات كافة، وكذلك فى الأمانة العامة للحزب والمكتب السياسي، واختيار بعضهم فى المجالس النيابية، نواب وشوري، من خلال القائمة الوطنية.
هذا البرنامج هو برنامج فى جانب منه تثقيف وتدريب وإنما هو فى أغلبه عمل جماعي فى المجالات المختلفة سواء نقابيا أو مجتمعا مدنيا.. إلخ. هذا الجيل يتم إعداده وسيخضع للتقييم بناء على ما يقدمونه من نشاط وعطاء.
فنقل القيادة من جيل إلى جيل فى الحزب ليس على أساس السن فقط بل أيضا على أساس الكفاءة. وإذا لم ننجح فى هذه المهمة سنخسر كثيرا أمام حزبنا وشعبنا.
آمال عريضة تعقد على وحدة اليسار فى مصر .. هل ذلك ممكن؟
صيغة التجمع ليست عقائدية تسمح بوجود وعضوية كل الاتجاهات، لكن هذا لا يعنى أن التجمع هو حزب اليسار الوحيد، هناك أحزاب يسارية كان بيننا وبينها تحالف، ولم يعلن أن هذا التحالف قد انتهى، وإنما غاب دوره منذ انتخابات التجديد للرئيس السيسي لولاية ثانية، وكان التجمع مؤيدًا للتجديد على عكس الأحزاب اليسارية الأخرى، ومع ذلك أؤكد أن قيادات التجمع حريصة على العمل المشترك مع مكونات اليسار المصري فيما يمكن أن نتفق عليه.
أما وحدة اليسار فهذا أمل وأمنية، إذا تحرك الآخرون تجاهنا ستجدون أبوب التجمع مفتوحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.