في 28 سبتمبر 70 استرد الله وديعته وغادر ناصر دنيانا ولكن سيرة نضاله ودفاعة عن شعب مصر وأمته العربية بقيت نبراساً للأجيال . مازال اليمين المصري يوجه مدفعيته الفاسدة يومياً إلى عبد الناصر لأن تجربته أصبحت كابوساً خانقاً له لا يتصور تكرارها أو حتى إعادة بعض عناصرها ولكنه الحقد الأسود والتفكير في مصالحهم الذاتية على حساب مصالح هذا الشعب الصابر أبداً . يكتب الصحفي الفرنسي الجنسية المصري المولد إريك رولو في كتابه المهم في كواليس الشرق الأوسط ، زاكراً أسباب حقد الامبريالية الأمريكية على ناصر.. كتب.. كانت الولاياتالمتحدة تتهم مصر بالتبعية للاتحاد السوفيتي، وبالسعي إلى تقويض الحكومات الموالية لأمريكا في المنطقة كانوا يعتبون عليه مساعدته لحركات التحرر الوطني في العالم أجمع وتنديده بالتدخلات العسكرية الأمريكية في كل من الكونغو وسانت دومنجو وفيتنام ودعمه المتعدد الأشكال لجمهورية اليمن التي كانت تهدد استقرار المملكة العربية السعودية في الجوار وغيرها من البلدان النفطية الأخرى الحليفة للولايات المتحدة، كانت واشنطن قلقة أيضاً من إقرار الاشتراكية العلمية في وادي النيل ومن الإفراج عن جميع الشيوعيين، ومن سلسلة عمليات التأميم للمصالح الغربية في مصر وخلاصة القول حسب كتاب إريك رولو كانت الحملة المناهضة للاستعمار التي شنتها القاهرة قد وصلت إلى آفاق تجاوزت حد الاحتمال للامبريالية.. انتهى كلام إريك وهو يوضح بجلاء بطولة هذا الزعيم الوطني العظيم في تحديه لقوى الاستعمار الجديد والقديم . وعندما خرجت جماهير 9 ، 10 يونيو بعد ضربة النكسة تطالبه بالبقاء وقيادته لمعركة تحرير الأرض كانت هذه الجماهير تؤمن بمدى نقاء وجسارة زعيمها الذي مازالت مرحلة نضاله تؤرق خفافيش الظلام حتى الآن . طبت حباً وميتاً يازعيم. *صلاح سليمان 28/سبتمبر2020