صرّح جنرال أمريكي مطلع الأسبوع الحالى “إن الجيش الأمريكي يعتقد أن تسليم روسيا طائرات حربية إلى ليبيا, ربما لن يغير التوازن في الحرب الأهلية التي بلغت طريقا مسدوداً، لكنه يمكن أن يساعد موسكو في نهاية المطاف ضمان معقل استراتيجي في شمال أفريقيا”, حيث تم تسليم 14 طائرة ميج 29 وسوخوي-24 لقاعدة الجفرة الجوية التابعة لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي), ونفى الجيش الوطني وعضو بالبرلمان الروسي ذلك. على الجانب الآخر يشارك الرئيس التركى “رجب طيب أردوغان”, في زعزعة استقرار ليبيا, كما ساعد فى زعزعة استقرار سوريا من خلال دعم الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا بما في ذلك “جبهة النصرة”، يقوم بمغازلة الطوارق منذ بعض الوقت لإنشاء مجموعة بالوكالة جديدة لتعزيز سياساته في منطقة الساحل وشمال أفريقيا, وذلك حسبما ذكر موقع ” نورديك مونيتور”, فزيارة عشرة من شيوخ الطوارق وقادة من ليبيا إلى تركيا في 1 أبريل, أحدث مثال على سلسلة من الاتصالات التي تم ترتيبها من قبل عملاء أردوغان, كجزء من الجهود لجذب الطوارق في السنوات الأخيرة, الذين يتمتعون بسيطرة كبيرة على مساحات شاسعة من الصحراء الفارغة, التي ما يتم استغلالها من قبل الخاطفين وتجار المخدرات والإسلاميين الراديكاليين, لتعزيز سياسات وطموحات الرئيس التركي بمجموعة جديدة من الأدوات لابتزاز عدد قليل من البلدان الأفريقية, بما في ذلك ليبيا ومالي والجزائر والنيجر والرد على الحلفاء الغربيين. ويقدم أردوغان الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري للطوارق، فربما وجد أردوغان حلفاء جدد في هذا الجزء من أفريقيا مثلما فعل في سوريا، حيث قام بتمويل وتسليح مجموعات متنوعة، من الإخوان المسلمين إلى فصائل القاعدة, بالنظر لكيفية زعزعة استقرار سوريا بسبب التدخل الإسلامي التركي، هناك قلقٌ متزايد حول احتمال مواءمة أردوغان بشكل وثيق مع الطوارق, والعلاقات المتنامية مع القبائل الأفريقية, حيث سيتم تصويرهم على أنهم رواد توسيع جهود التبشير الإسلامى في أفريقيا. وبينما تتلقى حكومة الوفاق دعما حيوياً من تركيا يشمل ضربات بطائرات مسيرة, كان آخر تلك الضربات استهداف قاعدة الوطية العسكرية, قامت روسيا بتعزيز القدرات العسكرية للجيش الوطنى الليبى لمواجهة تلك الضربات, الذي أخفق حتى الآن في جهوده المستمرة منذ عام للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني وميليشياتها, رغم أن موسكو قد لا تكون بحاجة إلى انتصار صريح للمشير حفتر لتعزيز المصالح الروسية، فالأمر لا يتعلق بكسب الحرب، ولكن ربما بإقامة معاقل, ويكمن أحد مخاوف واشنطن الرئيسية في إمكانية استخدام موسكو لمثل هذا الموقع لنشر صواريخ, وهذا سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لأوروبا وحلف شمال الأطلسي وكثير من الدول الغربية". وفى هذا السياق صرّح نائب رئيس مجلس مشايخ ليبيا, بأن أطماع أرودغان ستتحطم على أسوار طرابلس, بينما قال رئيس البرلمان الليبى ” نحن متمسكون بسحب الاعتراف الدولى من المجلس الرئاسى وتشكيل حكومة وطنية, فليبيا تتعرض لمؤامرة لهدم الدولة واحتلالها, وحفتر يدعو لمواجهة استعمار تركيا الغاشم”. وبعد الجهود الحثيثة من الاتحاد الأوروبى لإتمام هدنة إنسانية ووقف القتال فى ليبيا, تلك الجهود باءت بالفشل نتيجة اختراق اتفاق وقف إطلاق النار, وبعد البيانات التى صدرت من جامعة الدول العربية والتى لم يكن لها أى حيّز داخل دوائر التنفيذ فأصبحت بلا قيمة أو أهمية, وبعد محاولات الجزائر المستميتة لوقف الخيار العسكرى واستبداله بحوار سياسى ليبى ليبى خالص, والذى أيضاً لم تتمكن من تحقيقه نتيجة إصرار تونس على تيسير المهمة التركية فى نقل السلاح والمرتزقة الأجانب إلى الحدود الغربية الليبية, عبر حدودها, دون الانتباه لمبادئ الحفاظ على الأمن القومى العربى, ومع تدفق المزيد من إمدادات الأسلحة والمقاتلين، يترقب الليبيون في خوف، صراعاً لا ينتهي تواصل فيه القوى الخارجية تأجيج الحرب. ويبقى التساؤل حق مشروع لكل مواطن ليبى, هل تقاسُم القوى الدولية النفوذ فى ليبيا سيُنهى الصراع, أم ستزداد دوائر الصراع تعقيداً؟!