حزب أردوغان يطالب البرلمان ببحث إرسال قوات إلى ليبيا.. والتصويت الخميس

كشفت وسائل إعلام تركية عن طرح مقترح إرسال قوات تركية إلى ليبيا على البرلمان التركى، غدا، فيما أعلنت حكومة الوفاق الوطنى الليبية عزم وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا زيارة طرابلس فى 7 يناير المقبل.
وطلب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى تركيا من المشرعين أن يكونوا مستعدين للنظر فى مقترح يسمح بإرسال قوات إلى ليبيا، بحسب قناة «تى. آر. تى» التليفزيونية التركية.
وكشفت القناة عن أن الاقتراح ربما يتم طرحه فى البرلمان، غدا، قبل أسبوع من الموعد المقرر، وربما يتم التصويت عليه فى 2 يناير المقبل.
ومن المتوقع أن يواجه هذا التفويض اعتراضا من قبل الأحزاب المعارضة التركية التى سبق أن صرحت بأنها لن تسمح بحدوث مواجهة بين الجيشين التركى والمصرى فى ليبيا.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن قطر هى من سيدفع فاتورة التدخل التركى فى ليبيا، كما ستساعد بالدعم الإعلامى واللوبيات لتصوير العملية على أنها «إنقاذ لطرابلس والحكومة الشرعية». وكشف مركز أبحاث «نورديك نتورك ريسيرش» الأوروبى، المتخصص فى مكافحة التطرف، عن مساع تركية نشطة لاستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق فى ليبيا.
وأشار تقرير للمركز- مقره ستوكهولم- إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يهدف من وراء ذلك إلى خلق «وكلاء حرب» عن تركيا فى منطقة الساحل والصحراء انطلاقا من ليبيا، ودعم تحقيق المصالح التركية فى السيطرة على ليبيا وإقليم الساحل والصحراء فى إفريقيا من خلال العمل المسلح ونشر التطرف. وتساءل التقرير عما إذا كان حلم «الخلافة وأطماع السيطرة»، الذى فشل أردوغان فى إطلاقه من سوريا، قد يجد منطلقا جديدا له الآن فى ليبيا، معتبرا أن دعم أردوغان أبناء الطوارق فى ليبيا يشبه إلى حد كبير دعم تركيا للمجموعات المسلحة المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا، مثل «جبهة النصرة».
وحذر التقرير من أن استمالة أردوغان العناصر المتطرفة من أبناء الطوارق فى ليبيا قد يكون أشد خطراً من دعم المتطرفين فى سوريا، نظراً لامتدادات شعب الطوارق عرقيا وقبليا خارج ليبيا، وتحالفاتهم على امتداد دول منطقة الساحل والصحراء، ما يمكّن أنقرة من زعزعة استقرار الإقليم وأمنه بالكامل وبسط نفوذها فيه، خاصة فى النيجر وتشاد ومالى والجزائر.
وبحسب التقرير، أسند أردوغان ملف تجنيد قبائل الطوارق إلى أمر الله إيشلر، الذى كان مكلفا بإدارة الملف الليبى، وشغل منصب نائب رئيس وزراء تركيا، وأجرى عدة زيارات إلى ليبيا خلال العام الجارى كمبعوث شخصى لأردوغان، التقى خلالها بقيادات حركات إرهابية تنتمى لتنظيم «داعش»، حطت رحالها فى صحراء ليبيا بحماية من قبائل الطوارق بعد فرارها منهزمة من سوريا والعراق. ويشغل إيشلر حاليا منصب رئيس لجنة التعليم والشباب والرياضة فى البرلمان التركى، وهو المنصب الذى يوظفه فى تحقيق تقارب مع قيادات الطوارق التى بدأ نظام أردوغان فى استقبالها منذ إبريل الماضى.
ويشير التقرير إلى أن إيشلر أدلى بتصريحات أثارت جدلا خلال مرافقته وفود قبائل الطوارق خلال تواجدها فى تركيا، قال فيها إن «داعش تتمتع بإنسانية أكبر فى التعامل مع خصومها وأسراها، فهى تذبحهم لكنها لا تعذبهم».
وفى طرابلس، قالت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبى، التى يرأسها فائز السراج، فى بيان، إن «وزير الخارجية، محمد سيالة، أجرى اتصالا هاتفيا مع المفوض السامى للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، تناول تطورات الأوضاع». وأكد المسؤول الأوروبى، وفق البيان، عزمه زيارة ليبيا فى 7 يناير المقبل بصحبة وزراء خارجية كل من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا للتباحث مع رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج وعدد من المسؤولين. وتجددت الاشتباكات مساء، فى طرابلس، بين قوات الجيش الوطنى الليبى وكتائب الزاوية فى منطقة أبوعيسى غرب مدينة الزاوية، التى تبعد 48 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، فيما أعلن الجيش الليبى سيطرته على طريق مطار طرابلس ومعسكر النقلية الاستراتيجى فى العاصمة. وأكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه بالجيش الليبى، أن قوات الجيش تقترب من قلب العاصمة طرابلس، ولا يفصلها سوى أقل من 4 كيلومترات.