على مدار الفترة الأخيرة، ارتفعت وتيرة الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بين أفراد الأطقم الطبية، فكارثة اقتحام الفيروس للمعهد القومي للأورام، هي الأكبر حتى الآن، وتسببت في إصابة أكثر من 20 من العاملين بالمعهد، وغلقه ليومين، وتعطل جزئي للعمل به، كما تم إغلاق مستشفى صدر دكرنس بمحافظة الدقهلية، بعد اكتشاف أكثر من 20 إصابة بين أفراد الطاقم الطبي، واكتشاف ما يقرب من 30 إصابة بين الفريق الطبي بمستشفى الزيتون التخصصي، واكتشاف إصابات بمعهد القلب القومي ومعهد الكبد القومي، ومتشفي مبرة مصر القديمة ومركز أورام دار السلام، بالإضافة إلى إصابة طبيب امتياز بمستشفي الدمرداش وأخر بمستشفيات جامعة أسيوط، وممرض بمستشفي سيد جلال التابع لجامعة الأزهر، وإصابة طبيبين وممرضة بمستشفى الفيوم العام، إغلاقها تمام وتحويل الطاقم الطبي بالكامل للحجر الصحي، وإصابات أخرى على مستوى الجمهورية. وعلمت ” الأهالي ” من مصدر مطلع في بوزارة الصحة والسكان، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا بين الطواقم الطبية ” أطباء وممرضين وفني أشعة “، ارتفع إلى أكثر من 200 حالة على أدنى التقديرات، بعد التأكد من إصابة 22 طبيباً وممرضاً بالعدوى في مستشفى الزيتون التخصصي بمنطقة الأميرية في القاهرة، و21 آخرين من العاملين في مستشفى صدر دكرنس بمحافظة الدقهلية، بالإضافة إلى إصابة 20 من العاملين بالمعهد القومي للأورام . وقال إنه ثبت إيجابية تحاليل فيروس كورونا، لعدد كبير من الأطباء وطواقم التمريض في مستشفى الزيتون التخصصي، نتيجة استقبال المستشفى السيدة المسنة في 23 مارس الماضي لإجراء عملية غسيل كلوي، وحجزها في وحدة العناية المركزة لعدة أيام، إلى أن ظهرت عليها أعراض الإصابة بالفيروس، حتى وفاتها يوم 28 مارس الماضي داخل المستشفى نفسها . وأضاف أن إدارة المستشفى تكتمت على إصابة المسنة المتوفية بفيروس كورونا، ولم تخطر الطاقم الطبي بإصابتها إلا بعد عدة أيام من تعاملهم معها، حين ظهرت أعراض الإصابة على أحد الممرضين، والذي يعمل أيضا في مستشفى الخانكة للأمراض النفسية، مما دفع الأطباء والممرضين للمطالبة بإجراء تحليل (PCR) لهم جميعاً، ليتبين لاحقاً إصابة 22 من أعضاء الطاقم الطبي على دفعتين من العينات. كما أشار إلى أن إصابات الفريق الطبي في مستشفى صدر دكرنسبالدقهلية مرشحة للزيادة، بعد ثبوت إيجابية عينات 21 من الأطباء والممرضين، في ضوء غلق المستشفى لمدة أسبوعين، وأخذ المزيد من العينات للمخالطين للحالات المصابة، فضلاً عن احتجاز 103 من أفراد الطاقم الطبي والإداري بالمستشفى في المدينة الجامعية بالمنصورة. وتسببت تلك الإصابات في عزل لجميع المخالطين للمصابين من الأطقم الطبية وعددهم بالمئات، وذلك في الوقت الذي تعانى فيه الدولة في الأساس من نقص في الكوادر البشرية الطبية. ومن جانبه، شدد الدكتور حسين خيري، نقيب الأطباء، على ضرورة إغلاق العيادات الخارجية بجميع المستشفيات، باستثناء الحالات الحرجة والطارئة، والمعامل ومراكز الأشعة، وكذلك تأجيل جميع الجراحات غير العاجلة التي يمكن تأجيلها. وأشار إلى ضرورة وضع بروتوكول عاجل لفحص وإجراء التحاليل لأعضاء الفريق الطبي الذين يتعاملون مع الحالات المشتبه بإصابتها، دون انتظار ظهور أعراض مرضية عليهم، مع ظهور نتائج الفحوص والتحاليل في أسرع وقت ممكن، وسرعة التعامل معها وعزلهم في أماكن لائقة، بتخصيص مستشفى في كل محافظة أو قسم بكل مستشفى لهذا الغرض، حتى يشعر جميع أعضاء الفريق الطبي بالاطمئنان خلال عملهم . كما أكد على ضرورة توفير مستلزمات الوقاية الشخصية للأطباء والفريق الطبي من كمامات وجوانتيات وبدل واقية ومطهرات وغيرها بجميع المستشفيات، مطالبا بعمل منصة الكترونية تجمع كل أماكن الرعايات المركزة، للتسهيل على المرضى والأطباء في تحويل الحالات بدون تأخير. روشتة أكد الدكتور هشام شيحة، رئيس قطاع الطب العلاجي الأسبق بوزارة الصحة، على عدة نقاط ضرورية للتعامل مع انتشار الإصابات بفيروس كورونا المستجد بين الأطقم الطبية، أولها استثناء الأطقم الطبية كاملة من الأطباء وحتى عمال المستشفيات من البروتوكول الموضوع للتعامل مع فيروس كورونا الخاصة بمن يتم إجراء التحاليل لهم، وضرورة إجراء تحاليل وكشف دوري عليهم، ضرورة توفير كمامات n95 للأطقم الطبية. وشدد على ضرورة توفير كل الواقيات من ملابس وجوانتيات ومطهرات، وتدريب كاف للأطقم الطبية على استخدام وسائل مكافحة العدوى، بالإضافة إلى منع عمل الممرضين والأطباء من العمل بأكثر من مستشفى، لتجنب انتقال العدوى من مكان لأخر . مصدر للعدوى أما الدكتور خالد آمين زارع، أمين نقابة أطباء الجيزة، فقال إنه بعد إعلان 15 حالة إيجابية لأطباء وممرضين بمعهد الأورام، الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، بعد أيام من إعلان نتائج إيجابية تحاليل زوجة الدكتور أحمد اللواح، والذي توفى إثر إصابته بالفيروس، مشيرا إلى أن نسبة إصابات الفريق الطبي مِن كورونا تكاد تقترب من 10% . وأضاف أن أعضاء الفريق الطبي، ليسوا أكثر عرضة فقط للتعرض للعدوى، ولكنهم أيضا قد يكونوا مصدر خطير جدا لنقل العدوى لمرضاهم ولأهلهم، كما أن إصابة الأطباء والممرضين يعنى خسارة أيدي عاملة وقوة بشرية مهمة لمواجهة الفيروس وتوابعه، مؤكدا على ضرورة توفير المستلزمات الوقائية للفريق الطبي، لأنها ليست رفاهية، بل أول شيء يجب الاهتمام به لمواجهة أي وباء . وشدد على ضرورة ألا يعمل أحد أعضاء الفريق الطبي، بدون أدوات وقائية تحت أي ظرف، والابتعاد قدر الإمكان عن الأهل والأصحاب، لتقليل الاحتكاك بهم، بالإضافة إلى تبليغ مرصد النقابة مباشرة عن أي حالة إصابة أو شك أو نقص في المستلزمات الوقائية، وإجراء عزل فردى فورا . وطالب كل الأعضاء على مستوى الجمهورية، بسرعة التواصل مع مرصد نقابة الأطباء، على واتس رقم 01095111247، في حالة التعرض للإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، أو في حالة الاشتباه في الإصابة، من خلال إرسال رسالة إلى النقابة لمتابعة الأعضاء، وتقديم الدعم اللازم لهم.