توقع عدد من مربى الدواجن ارتفاع الاسعار بالاسواق مع دخول فصل الشتاء، نتيجة ارتفاع حالات النفوق، والتي وصلت إلى 60% في بعض المحافظات ، علاوة على خروج عدد كبير من المربين من المنظومة مؤقتاً، تجنباً للمزيد من الخسائر التى طالتهم فى الموسم الصيفى ،بعد تدنى سعر البيع من المزرعة. واكد بعض اصحاب المزارع على ان موسم الشتاء يشهد حالة عزوف كبيرة منهم عن الاستثمار الداجنى خلال هذه الفترة ، نظراً لوجود نسبة عالية فى النافق تصل إلى 10% ، بسبب انخفاض درجة الحرارة، مشيرين الى ان معدل النفوق يرتفع فى الشتاء مقارنة بالصيف بنسبة 30%، ما يؤدى إلى خسارة أصحاب المزارع ، حيث إن بيع الكيلو الحى ب 25 جنيهاً احيانا، يسبب خسارة 7 جنيهات على صاحب المزرعة. واشاروا الى ان إعلان وزارة الزراعة استعدادها للتصدى لإنفلونزا الطيور كل عام، لم يكن كافياً لطمأنة مربى الدواجن فى مزارعهم، خاصة صغار المربين، وهم الجزء الأكبر فى المنظومة ، مطالبين بتغيرات شاملة لملف الدواجن فى مصر، فى ظل غياب التنظيم والرقابة على التحصينات، مشيرين الى الازمة التى تتكرر كل عام، مع انخفاض درجات الحرارة فى فصل الشتاء، حيث نقص الأمصال واللقاحات البيطرية، الذى بدوره يؤدى إلى زيادة حجم النافق فى المزارع على مستوى الجمهورية، فكما أكد عدد من الخبراء العاملين بالقطاع البيطرى، أن حجم الانتاج الداخلى لا يكفى 5% من احتياجتنا لمواجهة حجم الإصابة بالفيروسات، ويتم الاعتماد بشكل أساسى على اللقاحات المستوردة، وبرغم أنها أزمة ليست جديدة إلا أن وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية لم يجدا حلا يقضى على تلك الأزمة نهائيا. من جانبه، قال الطبيب البيطرى ، دكتور "محمد عبد العزيز"، اخصائى دواجن ، ان الأدوية بها مشكلتين أساسيتين هما، الاولى ،أنها دون تسعيرة موحدة من الدولة، مما يجعل الشركات تغير أسعارها كل شهرين طبقا لأهوائها، بجانب انتشار أدوية مغشوشة وغير فعالة نتيجة عدم وجود رقابة، موضحا أن الأمراض الفيروسية الموجودة ، مثل " الأى بى، نيوكاسيل، إنفلونزا الطيور"، قد تؤدى إلى نفوق نسبة 100% فى بعض المزارع ، ، فى الوقت الذى تتواجد فيه تحصينات ليس لها أى جدوى، بسبب استيراد 90% من اللقاحات من الخارج، نتيجة اختلاف العترات المحلية عن تلك التى تم تصنيع اللقاح لها. واشار الى ارتفاع معدلات النفوق فى المزارع ، والناتج عن انتشار مرض "الأى بى" أو "التهاب الشعبى الفيروسى"، والذى تحور كثيرا عن وقت دخوله إلى مصر، وأصبحت اللقاحات الموجودة حاليا لا تناسب العترة المنتشرة، مضيفا ان الشركات المصنعة للامصال واللقاحات غير قادرة على تغطية 5% من احتياجات المربين بالمزارع، خاصة أن حجم الانتاج اليومى يصل إلى 4 ملايين دجاجة وجميعها يحتاج إلى تحصين، الأمر الذى يستدعى وضع الدولة لخطة لإنشاء عدد من المصانع لإنتاج اللقاحات. فيما اكد دكتور "محمد عطية"، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى ، بالهيئة العامة للخدمات، ان الهيئة تتخذ مع دخول فصل الشتاء ،جميع الإجراءات الوقائية لمواجهة مرض انفلونزا الطيورمن خلال برامج للتقصى النشط في الأسواق ومزارع الدواجن ، والتعامل الصحى السليم مع البؤر، علاوة على متابعة الأمان الحيوى بالمزارع والتحصين، وتشكيل فرق للتعامل الصحى السليم مع بؤر المرض المكتشفة، بالاضافة الى تشكيل فريق الاستجابة السريعة بكل إدارة بيطرية، وتدريب كل عضو من أعضاء الفريق فى برنامج على إجراءات ضمان التخلص الأمن من الطيور ومخلفاتها، مضيفا أن الهيئة نفذت من خلال إدارة الطب الوقائى الاستراتيجية الخاصة بمكافحة المرض ، من خلال إجراءات التقصى الوبائى النشط فى جميع محافظات الجمهورية وفى أسواق بيع الطيور، مشيرا الى أنه يتم سحب عينات دورية من جميع المزارع بنظام التقصى النشط للمزارع التجارية لجميع أنواع الطيور "الدجاج والبط والرومى والسمان"، لفحصها وعمل التتبع الجينى فى المعمل القومى للرقابة على الإنتاج الداجنى، للوقوف أولا بأول على الحالة الوبائية والمرضية للفيروس وعمل التتابع الجينى للفيروس. بينما يرى دكتور" حسين خلف الله، مدير مديرية الطب البيطرى سابقًا، أن إنفلونزا الطيور تظهر في فصل الشتاء حيث يساعد على انتقال الفيروس بسهولة عن طريق الرياح، مؤكدًا أن طرق الوقاية من المرض تتمثل في تنظيم عمل الأحواض داخل المزارع وتطهيرها بصورة مستمرة وتوفير أجهزة التطهير الحديثة لمنع توغل الفيروس بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن التطعيمات التي تجلب للطيور في المزارع أغلبيتها فاسدة تضر بالطيور ،حيث يتم إحضارها بدون رقابة عليها أو تخزينها فترة كبيرة مما يقوم بإفسادها دون الشعور بذلك .