يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معركة من أجل البقاء السياسي في الانتخابات التى بدأت أمس، ومستمرة حتى مثول الجريدة للطبع، والتى تشهد منافسة شرسة قد تنهي هيمنته المستمرة على الساحة السياسية منذ عشر سنوات. ولم تحسم استطلاعات الرأي اتجاه الناخبين بشكل واضح، مما يشير إلى احتدام المنافسة بين حزب أزرق أبيض الوسطي، بزعامة بيني جانتس، رئيس أركان الجيش السابق، وحزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو، لكنها تشير أيضا إلى أن حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف قد يلعب دور صانع الملك في محادثات الائتلاف. وتشير حملات الحزبين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية الثانية في إسرائيل خلال خمسة أشهر إلى خلافات بسيطة بينهما بشأن العديد من القضايا المهمة مثل الصراع الإقليمي في مواجهة إيران والعلاقات مع الفلسطينيين والولاياتالمتحدة والاقتصاد. ولن يؤدي انتهاء حقبة نتنياهو على الأرجح إلى تغيير كبير في السياسة بشأن القضايا الخلافية الساخنة في عملية السلام مع الفلسطينيين التي انهارت قبل خمس سنوات. وأعلن نتنياهو عزمه ضم غور الأردن في الضفة الغربيةالمحتلة، حيث يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم. لكن حزب أزرق أبيض قال أيضا إنه سيعمل على تقوية الكتل الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية على أن يعتبر غور الأردن "الحدود الأمنية الشرقية" لإسرائيل. كما يغازل نتنياهو الناخبين بتهويد القدس. وتمت الدعوة للانتخابات بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف في أعقاب انتخابات أبريل نيسان التي تساوى فيها الليكود مع أزرق أبيض، إذ حصل كل حزب منهما على 35 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست أو البرلمان. وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها إسرائيل انتخابات مرتين في عام واحد. ويحذر نتنياهو من أن «اليساريين» قد يحلوا محله مما قد يضعف إسرائيل في عيون الأعداء والأصدقاء على السواء. وقد غمر موجات محطات الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي بدعوات لمؤيدي الليكود للمشاركة بقوة. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين أمس الأول في المكتب البيضاوي "ستكون شديدة التنافس. ستكون انتخابات متقاربة للغاية". ويحاول كل من نتنياهو وجانتس تنشيط قواعدهما وجذب الأصوات من الأحزاب الصغيرة. ويصور نتنياهو جانتس على أنه عديم الخبرة وغير قادر على كسب احترام قادة العالم مثل ترامب. ويتهم جانتس نتنياهو بمحاولة صرف الأنظار عن احتمال توجيه تهم فساد له والتي وصفها رئيس الوزراء بأنها بلا أساس. وقبل الانتخابات الأخيرة، أعطى ترامب نتنياهو دفعة من خلال اعتراف الولاياتالمتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. لكن هذه المرة، البيت الأبيض أكثر انشغالا بالتوترات المتعلقة بإيران.