"ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".. قالها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية فى خطابه الشهير عقب اغتيال "الخازندار" وذلك لتبرئة الجماعة من العملية الإرهابية حينها. وها هي محاولات جديدة لعناصر التنظيم بالخارج، للعودة إلى المشهد السياسي المصري وتبرئة الجماعة من العمليات الإرهابية التي سقط على اثرها مئات الشهداء من الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء. مقالات بصحف إخوانية تتحدث عن نبذ العنف وإدانته، وتوحيد صفوف المعارضة المصرية. وذيول للجماعة أمثال؛ أيمن نور، وعبود الزمر، وغيرهم.. لم يدركهم الملل من الحديث عن التصالح مع الإخوان، وصناعة طوق النجاة للجماعة وعناصرها بالخارج وداخل السجون المصرية. إضافة الي حديث جديد عن مراجعات الإخوان داخل السجون وحل الجماعة، وفك الحبال التي التفت حول أعناق قيادات الإخوان. قال سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن الحديث عن نبذ العنف ليس جديدا على جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا أن الجماعة تحاول بهذه المبادرات تدارك حالة الغضب ضدها، سواء من المواطنين أو من بين صفوف المعارضة المدنية. مؤكدا أن الجماعة ليس لها أي وجود على الساحة المصرية فى الوقت الحالي، وربما هذا أيضا هو ما يدفعها إلى إطلاق مثل هذه الدعوات. وأشار "عيد" إلى إعتياد الجماعة على افساد اي مشهد دون تقديم ما يفيد الجماعة الوطنية أو الدولة المصرية أو ما يثبت صحة حديثها، مؤكدا أنه على الإخوان وقبل إعلان أي مبادرات تقديم ما يؤكد جدية هذه المبادرات، مثل الإعتراف بالجرائم التي ارتكبوها، وإعلان حل الجماعة، وتقديم كل من أجرم فى حق هذا الشعب الى المحاكمة، والانضمام الي صفوف الشعب وإعلان المرجعية له وليس للمرشد، موضحا أن كل ما دون ذلك لا يعد إلا مراوغات من الجماعة لها أهداف أخرى غير المعلنة. وعلى الجانب الآخر يرى "عيد" أن الدولة تثمن أي مراجعات فكرية داخل السجون لمثل هذه التنظيمات وعناصرها، كما تدعم أي اتجاه فردي للتخلي عن الأفكار المتطرفة والجماعات الداعية لها، لكنه فى الوقت نفسه استبعد قيام الدولة بالحوار مع الجماعة بشكل مركزي والاتصال المباشر معها، بل تدعم هذا بصورة لا مركزية، عبر تخفيف الملاحقات لبعض العناصر، أو التعامل بما يسمى التعامل الأمني المنضبط، موضحا أن الدولة تتعامل بتردد مع الملفات الجماعية فى هذا الشأن. فيما قال الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، أن القارئ لتاريخ الاخوان يعلم جيدا أن الجماعة عندما تمر بأزمات تقدم مثل هذه المبادرات عبر بعض عناصرها وليس بصورة رسمية، وقد حدث ذلك من قبل عدة مرات، موضحا أن مايحدث الآن ما هو إلا نتيجة الأزمة التي يتعرض لها التنظيم، مضيفا أن ما يخفى عن أعين الكثير هو لعب الإخوان على جميع الأحبال، لعدم خسارة كل شيئ فى حالة آن واحد. وأكد "نعيم" أن أمريكا ليست بعيدة عن مبادرات جماعة الإخوان، موضحا أن هناك أهداف أمريكية تريد تنفيذها عبر الضغط بورقة جماعة الإخوان المسلمين من جديد، مشيرا الى أن البيت الأبيض ما زال يحرك الجماعة فى العديد من البلدان، وتعمل الجماعة على تحقيق أهداف الولاياتالمتحدة منذ أن كانوا على رأس السلطة فى مصر، وليسوا على عداء مع النظام الأمريكي الحالي كما يظن البعض. كما أشار "نعيم" إلى ضغوط بعض الدول على السلطة فى مصر لإجراء مصالحة مع الإخوان، إلا أن الإرادة الشعبية الرافضة للإخوان، هي المانع الأكبر أمام السلطة من التفكير فى ذلك الأمر، كما استبعد نعيم ان تكون هناك اي مشاورات فى الوقت الحالي مع الجماعة لانه حسب خبرته يقول : "الأمن لا يتحاور مع تنظيمات منقسمة على ذاتها. وفى نفس السياق، يرى منير أديب، الخبير فى جماعات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي، أن نظرة واشنطن ل"الإخوان" كورقة ضغط سياسية، لم تتغير على ضوء الأوضاع الجديدة التي أعقبت ثورة 30 يونيو فى مصر، والتي أطاحت بحكم الجماعة، موضحا أن الدول الغربية بشكل عام، لها مصالح سياسية فى الشرق الأوسط، ولا شك فى أن هذه الجماعة ما زالت تمثل قوة معارضة حسب اعتقادهم، وتستخدم هذه الدول الجماعة فى الضغط على النظم العربية لتحقيق مصالحها.