"عصب العملية التعليمية " هكذا يطلق على المعلم كونه عنصرا اساسيا فى المنظومة التعليمية التى تضم ضمن اطرافها الطالب والمدرسة والأسرة والادارة. فمع إعلان الرئيس السيسى أن 2019 عاما للتعليم، يضع بذلك المسئولية امام كل القائمين بالدولة بضرورة الاهتمام بتحسين وضع المعلم المصرى ادبيا وماديا واجتماعيا، خاصة انه عانى طيلة السنوات الماضية من تجاهل وعدم اهتمام وتدنى فى المرتبات وتراجع فى مستواه العلمي والادبي الامر الذي انعكس على مستوى التعليم. البنية الأساسية وقال د.محمود منسي "عميد كلية التربية بجامعة الاسكندرية سابقا" ان تحسين البنية الاساسية للتعليم يعد من الأمور الأساسية لتطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بها خاصة ان مصر اصبحت خارج منظومة الترتيب الدولي لجودة التعليم. واضاف ان استراتيجية تطوير التعليم التى طرحها وزير التعليم د.طارق شوقي، لا ترتبط بالواقع حيث إنها تعتمد على استخدام وسائل تكنولوجية حديثة فى التعليم مثل استخدام التابليت ووضع المناهج الدراسية عليه، الا ان هناك اولويات اساسية من ضمنها بناء مدارس كافية والتخفيف من الكثافة الطلابية فضلا عن اعادة الانشطة التربوية. ولفت الى ان تحسين اداء المعلم المهنى والادبي، له دور محوري فى تطوير العملية التعليمية، متسائلاً " كيف يمكن الارتقاء بالمعلم بعد إلغاء نظام تكليف خريجي كليات التربية الذى تم الغاؤه فى عهد وزير التعليم الاسبق د.حسين كامل بهاء الدين، واصبح 80% من العاملين بالتدريس ليسوا من خريجي كليات التربية، الامر الذي يشير بذاته الى ان الوزارة لا تهتم بالاداء المهنى والتربوي للمعلمين. واشار منسي، الى ان الخطة القومية لارسال المعلمين بعثات للخارج توقفت منذ 30 سنة فى عهد الرئيس مبارك، بعدما كان فى عهد الرئيس السادات تم ارسال الفى بعثة لاساتذة كليات التربية لدول أوربا. تدريب المعلمين وقال حسن أحمد "أمين المهنيين بحزب التجمع" إن كل الدول التى ننقل منها التجارب فى اطار تطوير المنظومة التعليمية سواء ماليزيا او المانيا او اليابان وغيرها، يضعون المعلم فى اعلى المراتب حيث لايمكن الارتقاء بالتعليم سوى من خلال الاهتمام بوضع المعلم المادى والأدبي. واضاف ان وزارة التعليم عليها ان تضع خطة واضحة لتدريب المعلمين بشكل مستمر، الامر الذي يساهم فى نقل عملية التعليم الى عملية التعلم بحيث تكون قائمة على الحوار والمناقشة داخل الفصول بين الطلاب والمعلمين، بالاضافة الى توفير الامكانيات المادية والادبية للمعلمين الامر الذي يمكنه من الاطلاع والتطوير الذاتي المستمر. واشار الى ان تدريب المعلمين بالاكاديمية المهنية لتدريب المعلمين يتم بشكل شكلي ولم يستفد المعلم شيئا نظرا لعدم كفاءة المدربين العلمية والثقافية، بالإضافة الى ان الاختبارات غير جدية ولاتقيس القدرات وبالتالي يضطر المعلم الى اخذ الدورة التدريبية للحصول على الشهادة والترقية دون تحسين او تطوير لأدائه. كليات التربية وقال د.على اسماعيل "رئيس قسم إعداد المواد التعليمية الاسبق بالمركز القومى للبحوث التربوية" إن تدهور وضع المعلم المصرى جاء نتيجه تدهور كليات التربية حيث يوجد ارتباط قوى بين تدهور التعليم وتخريج الكليات لبعض المعلمين، وبالتالى نجد سوء حال المعلم من حيث اعداده العلمي كي يستطيع ان ينفذ استراتيجية تطوير التعليم، وما بين تفرغه لعملية التعلم بالمدارس. واضاف انه لايوجد لدينا كوادر علمية تستطيع ان تنهض بكليات التربية، نظرا لانه كان هناك تجريف عام خلال ال 40 سنة الماضية لكل جوانب الحياة، وبالتالى ينبغي ان نقوم بعمل دراسة شاملة لهذه الكليات كى نستطيع ان نقومها وكشف جوانب الضعف والارتقاء بها وتنميتها. بيئة العمل وقال عبد الناصر اسماعيل "رئيس اتحاد المعلمين المصريين" إن المعلم يحتاج الى توفير بيئة عمل جيدة كي يستطيع ان يقوم بواجبه، فكلما زادت كثافات الفصول قلت الأدوات التربوية وكفاءة المعلم، بالإضافة الى تحسين الوضع الاجتماعي للمعلمين، حيث يوجد الكثير من المعلمين الذين يمتهنون مهنا اخرى منها سائق تاكسي وصنايعي فى المعمار الامر الذي ينتقص كل مجهوده البدنى والعقلي الذي من المفترض ان يوجهه للمدرسة. ولفت الى ان الدولة غير مسئولة عن تعيين الخريجين، واصبح التعيين يتم من خلال المسابقات التى تعقد على مستوى الجمهورية حسب احتياجات وزارة التعليم، مطالبا الدولة بالالتزام بالدستور الذي حدد نسبة الانفاق على التعليم لا تقل عن 4% من الناتج القومى الاجمالي حتى تصل للمعدلات العالمية.