صورة مميزة من بين صور قمة الدول السبع الكبرى فى كندا، تناقلتها وكالات الأنباء والصحف فى أنحاء العالم، وأثارت انتباه كل وسائل الاعلام الغربية وشبكات التواصل الاجتماعي. الصورة تظهر المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل وهي تحدق بصرامة واستغراب فى الرئيس الأمريكي ترامب وقد وضعت يديها على المكتب الذي يجلس إليه وقد عقد ذراعيه فوق صدره أشبه بالتلميذ الذي ضبط متلبساً بارتكاب سلسلة من المخالفات، وعلى وجهه شبه ابتسامة بلهاء تدل على الاستخفاف بكل ما يجري حوله، وأنه فى واد آخر، ولا يأبه بأن يكون موضع محاسبة، ويبدو أشبه بطفل مشاغب، يتعرض للتوبيخ من ناظرة المدرسة التي أصابها الاشمئزاز من تصرفاته، ويقف فى الصورة رئيس وزراء اليابان « شينزو آبي « مكتوف اليدين بينما يقف اليميني المتطرف جون بولتون، مستشار ترامب، إلى جوار رئيسه. ويرى الكثيرون أن الصورة تعبر بشكل رائع، لا لبس فيه، عن حالة العلاقة الراهنة بين أوروبا، والولاياتالمتحدة، وخاصة بعد قمة السبع الكبار التي التقطت الصورة أثناء انعقادها. وقالت صحيفة USA Today الأمريكية إن هذه الصورة تعادل ألف كلمة. ومما يلفت النظر أن الذي وضع هذه الصورة على تويتر هو المتحدث باسم المستشارة الالمانية. ويقول الكاتب الأمريكي اليكس لانتير، إنه فى حدث غير مسبوق.. انهارت قمة الدول السبع وسط اتهامات.. واتهامات مضادة مريرة وتهديدات بحرب تجارية بين الدول التي تشكل قلب الاقتصاد العالمي، وهذه الخلافات التي تستعصى على الحل، انفجرت بسبب إقدام واشنطن على فرض رسوم جمركية على واردات من دول الاتحاد الأوروبي وكندا، والمكسيك. وكانت تلك هي أول مرة منذ بدء قمم السبع الكبار فى عام 1975. (والتي كانت تضم أصلاً خمس دول هي أمريكاواليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا ) التي لا يتفق فيها رؤساء الدول على البيان الختامي. وكان ترامب قد وافق فى البداية على وضع توقيع أمريكا على البيان، بل أثنى على علاقته بالحلفاء الغربيين وامتدح رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، ثم علم وهو فى الطائرة فى طريقه إلى قمة سنغافورة مع رئيس كوريا الشمالية أن ترودو صرح بأن كندا، مازالت عند موقفها، وهو الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية على بضائعها عن طريق فرض رسوم مضادة على السلع الأمريكية.. فأرسل تعليماته من طائرته الرئاسية بعدم التوقيع على البيان الختامي، ووصف رئيس الوزراء الكندي " بأنه "مخادع وضعيف جداً" ! أجواء القمة اتسمت بالتوتر والحدة، وخاصة بعد أن اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توقيع البيان الختامي بواسطة الدول الست مع استبعاد الولاياتالمتحدة، وندد البيان بالاجراءات الحمائية. يقول الكاتب سيرج حليمي فى صحيفة "لوموند دبلوماتيك الفرنسية": من وجهة نظر واشنطن، فإن دولا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا ليست لها أهمية، أو أنها أقل أهمية بكثير من السعودية وإسرائيل". فهل تقبل أوروبا أن تتعامل مع أمريكا بينما البندقية الأمريكية مصوبة نحو رأسها؟!.