مساعي وجهود مستمرة من دول الجوار الليبي " مصر، تونس، الجزائر" للتوصل إلى صيغة ترضي جميع الاطراف المتصارعة من النسيج الليبي بهدف عودة الأمن والاستقرار للشعب الليبي والحفاظ على مؤسساته ومقدراته، فكلنا نعلم جيدا بعد تجربة "سوريا" إن تدخل أطراف عالمية لها مطامع استعمارية يطيل من عمر الصراع الداخلي، ويدفع الشعب الثمن باهظا من أمنه وسلامه وحريته.فهل تعي الأطراف المتنازعة داخل ليبيا الدرس وتتحلي بالمرونة حتي تجنب الشعب ويلات الدمار والاقتتال، وتجفف بحور الدم ؟! ايطاليا تتحين الفرصة للتدخل فى ليبيا بقوة عسكرية سواء بمفردها أم بمعاونة الناتو، وإذا دخلت هذه القوات إلى ليبيا حيث النفط.فهل يوجد من يضمن خروجها فيما بعد ؟ لهذا يجب على جميع الأطراف الليبية ابداء كثير من المرونة حتي تتخطي ليبيا ازمتها بأقل خسائر ممكنة وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية. أكد اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية إن ليبيا ليست دولة مستقرة ونحن فى حالة حرب مع داعش ليبيا والوضع هناك أصبح فى غاية الخطورة، ولذلك غير مسموح نهائيا بالسفر إليها، المواطن الليبي يهاجر إلى مصر، ليبيا الآن تسيطر عليها داعش وتم تصنفها "كدولة خطر" ولقد قمنا بإغلاق حدودنا معها. ولقد قام الطيران المصري بتوجيه أكثر من ضربة "جوية- برية" للدواعش فى ليبيا، وفى الوقت الحالي، نحن لا نتعاطي مع ليبيا. وحول اصرار ايطاليا على التدخل فى الشأن الليبي يؤكد خلف أن لا أحد يريد التدخل لحل الأزمة الليبية، وتركوا لمصر مسئولية التعامل مع الملف الليبي، ولقد طلبت ايطاليا من مصر حراسة السواحل حيث توجد علاقات طيبة تربط مصر بإيطاليا ومعالجة انهيار الموقف فى ليبيا يقع حاليا على عاتق مصر التي تقوم بجهود تثمن على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف خلف قائلا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد "اننا نبذل كل ما فى جهدنا فى ليبيا" فنحن اكثر الدول تضررا بسبب حدودنا المشتركة مع ليبيا والتي تبلغ 1200 كيلو متر من الظهير الصحراوي لذلك نحن نتواجد دائما لتأمين هذه الحدود.وعندما نشعر بأي تحرك تجاه مصر توجه قواتنا ضربات لمعاقل داعش في"درنة" وغيرها من المدن الليبية وهذا معروف عالميا.فلا توجد دول تريد التدخل لا بالسلب أو بالإيجاب وانجلترا وفرنسا هما السبب الرئيس فى تعقيد الملف الليبي. ومشكلة ليبيا الحقيقية هي مساحتها لان مساحة ليبيا ضعف مساحة مصر وهناك أيادي كثيرة تلعب فى الخفاء، ومع ذلك نحن نبذل أقصي جهد ممكن مع الجزائروتونس ولكن هل المجتمع الدولي جاد فى إيجاد سلام فى ليبيا ؟! الناتو تسبب فى الأزمة الليبية عندما اسقط نظام القذافى دون ايجاد بديل، ولذلك يجب عليه ان يتدخل بقوته مرة أخري ويتواجد على الأرض حتي تتعافى الدولة مرة أخري وهذا لم يحدث، فككوا ليبيا وضربوها وتركوها بالحالة التي هي عليها الآن، فأصبحت معقلا للمجرمين ومنبعا للهجرة غير الشرعية وما إلى ذلك، و فى خضم كل هذا نحن نهتم بتأمين حدودنا، وهي حاليا مغلقة مع ليبيا وممنوع السفر إليها تماما. مرحلة الغرس والزرع وفى نفس السياق وحول تقييم الجهود المبذولة لتوفيق الأوضاع فى الداخل الليبي وعودة الأمن والاستقرار، وإرساء قواعد دولة المؤسسات من قبل دول جوار ليبيا أضاف "بلقاسم قزيط" عضو مجلس الدولة الليبي قائلا إلى الآن لا توجد ثمار ومازلنا فى مرحلة الزرع والغرس، ولم يحن بعد موسم الحصاد وجني الثمار، وحول تصنيف ليبيا من ضمن البلدان الأكثر خطورة فى العالم قال "قزيط" هذا صحيح ليبيا تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها للأسف التدخل الخارجي"الأطراف غير المحلية" أغلبه سلبيا ولا يوجد وعي وطني بخطورة المرحلة.وأكد "قزيط" أهمية الدور الذي تقوم به مصر لرأب الصدع فى نسيج المجتمع الليبي ومحاولتها فى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة فى الداخل. وأضاف دكتور محمد الشريف المحلل السياسي الليبي : إن الوضع الأمني فى ليبيا مازال يتسم بالصعوبة والتعقيد وإن هناك بعض التحسن الأمني فى المنطقة الشرقية ولكن فيما يخص المنطقة الغربية، فيوجد بها الكثير من المخاطر والمشكلات، كانت آخرها عملية إختطاف العاملين الأجانب بمحطة الكهرباء الغازية الجديدة. النفط الليبي ومن أهم المشكلات التي تواجه ليبيا هو اصرار إيطاليا على التدخل فى ليبيا ولديها أكثر من حجة من بينها الهجرة غير الشرعية التي تتوجه إلى شواطئها كما إن إيطاليا كانت ومازالت لديها مطامع استعمارية فى ليبيا وهي تنظر إلى ليبيا على إنها الشاطيء الرابع لروما، كما إن "ايني جاس" أكبر شركة استكشاف نفطي فى العالم موجودة فى ليبيا وبالتالي هي تريد أن تزيد حصتها فى المجال وأن يكون لها اليد العليا فى ليبيا.وهنا لن يكون الكلام عن إيطاليا فقط، بل هناك ايضا المنافسة داخل الإتحاد الأوروبي، والمنافسة بين الدول الكبري فى دائرة الصراع الليبي الدولي وليس الإقليمي.كل هذه العوامل لها تأثير كبير فى تأجيج الصراع فى الداخل الليبي.بسبب التدخل الأجنبي منذ 2011 إلى هذه اللحظة هو السبب الرئيسي فيما يحدث فى ليبيا بالكامل.وأدي إلى تهالك النسيج الإجتماعي الليبي مما خلق وضعا أمنيا سيئا. واستطرد الشريف قائلا نعم هناك جهود كثيرة من دول الجوار وعلي رأسها مصر وبعض الدول الأخري مثل تونسوالجزائر فى الملف الليبي بدأت تؤتي ثمارها.ومنذ عام 2014 أصبح الوضع فى المنطقة الشرقية " حوالي 600 كيلومتر مربع" تحت سيطرة الجيش بالإضافة للمنطقة الجنوبية وكل هذا نتيجة للجهود والضغوط التي تقوم بها دول الجوار وهذه حقيقة إن هناك مناطق أصبحت شبه آمنة فى ليبيا سواء فى الشرق أو فى الجنوب ويمكن التحرك فيها بحرية ويوجد بها حركة إقتصادية مثل بنغازي، طبرق، البيضا، الجفرة الشاطي وهذه المناطق أصبحت تحت سيطرة الجيش والأجهزة الأمنية، وهذه حقيقة إذا لم توجد جهود مثمرة فى هذا الملف لما وصلنا إلى هذه الانفراجات الكبيرة. وجدير بالذكر إنه من أخطر الجرائم التي تحدث حاليا داخل ليبيا هو الإتجار بالبشر.حيث قام عدد من الناشطين الأفارقة بعرض عدد من الفيديوهات يتحدثون فيها عن هذه الجرائم ويطالبون المجتمع العالمي بالتحرك لوقف تجارة البشر وخاصة الأطفال من دول إفريقيا لمن يرغب من دول أوروبا.فهل تعود ليبيا بنا إلى عصر النخاسة ؟!