وينتقل بنا تقرير نيابة أمن الدولة المقدم لمحكمة أمن الدولة العليا طوارئ إلى تنظيم آخر تربى أيضا فى كنف السادات وتحت حمايته وهو تنظيم محمد سالم الرحالة ويمكن القول إنه فى نفس الوقت الذى كان فيه محمد عبدالسلام فرج يقوم باستكمال الهيكل الأولى لتنظيمه كان هناك وعلى ذات الطريق وبذات الأفكار طالب أزهرى أردنى يدرس فى رواق الشام بالأزهر يقوم بعمل مماثل، وهكذا بدأ محمد سالم الرحال ذات المسيرة وبذات الفكرة مع اختلاف طفيف هو أن الرحال كان يعتقد بإمكانية ترتيب انقلاب عسكرى وليس عملا شعبيا حركيا.. وانضم إلى الرحال عديد من الشبان منهم كمال السعيد حبيب "خريج كلية الاقتصاد" وأحمد راشد "طالب بكلية الزراعة – جامعة القاهرة" ونبيل نعيم "تاجر ببولاق".. واستمر سالم الرحال فى تجميع الأنصار لكن السلطات قررت فجأة ترحيله، فقام كمال حبيب باستكمال العمل وانضم إليه فى ذات المهمة أحمد رجب سلامة "محصل بميناء القاهرة الجوي" ومحمد طارق إبراهيم "طبيب أسنان" وأسامة قاسم "لا يعمل" ونبيل فرج "مزارع" وعبدالعظيم عكاشة "طالب بكلية التربية" وخميس مسلم "سائق"، وفى ذات الوقت كان محمد عبدالسلام فرج ينتهى من تشكيل الهيكل القيادى لتنظيمه وفى اجتماع تم بمنزل عبود الزمر اتفق على تشكيل مجلس شورى الجماعة من محمد عبدالسلام فرج وعبود الزمر وناجح إبراهيم والدواليبى ودربالة وكرم زهدى وعاصم عبدالماجد وأسامة حافظ وحمدى عبدالعظيم وطلعت فؤاد قاسم، ويتفرع من مجلس الشورى ثلاث لجان "لجنة العدة و"لجنة الدعوة" و"اللجنة الاقتصادية"، وأن يتولى فرج مسئولية القاهرة والجيزة ودربالة والدواليبى محافظة المنيا، وعاصم عبدالماجد وأسامة إبراهيم وناجح إبراهيم مسئولية أسيوط وحمدى عبدالعظيم مسئولية سوهاج وطلعت فؤاد قاسم وعلى الشريف نجع حمادى وقنا، وتقرر أن يختص أمير كل مجموعة بكل ما يتعلق بالنشاط واختيار الأفراد وتربيتهم وتدريبهم وتعويدهم على المعتكفات وقيام الليل ورفع مستواهم الفكرى والبدنى والعسكري. وفى هذه الأثناء اتصل طارق الزمر بمسئول تنظيم سالم الرحال وهو كمال السيد حبيب وأقنعه بالعمل المشترك واتفق كمال حبيب على الانضمام لتنظيم محمد عبدالسلام فرج، وبدأ الاثنان يعملان معا ويتحركان معا من مسجد إلى مسجد وجمعا مجموعات من الشبان قام نبيل المغربى بإعطائهم دروسا فى الإغارة والزحف والاقتحام وأحضر لهم طارق الزمر طبنجة للتدريب، وهكذا تبدى الأمر بأن التنظيم يتشكل ويتسع ويتدرب ويتسلح ويستعد بالفعل "ومرة أخرى أعود لأؤكد أن التخفى والحذر لم يكونا مطلوبين فالأمن لا يتعرض ولا يعترض" وفى أوائل عام 1981 قام كرم زهدى بترتيب لقاء بين محمد عبدالسلام فرج و خالد أحمد شوقى الإسلامبولى الملازم أول بالقوات المسلحة "وقد أشير إليه فى قرار الاتهام بأنه متوفي" وبدأ الضابط خالد الإسلامبولى يتردد أسبوعيا على محمد عبدالسلام فرج فى القاهرة وارتبط به وانضم إليه كما قام فرج بتقديم خالد الإسلامبولى إلى عبود الزمر ليكون تحت إمرته، كما قام فرج بزيارة الدلنجات حيث التقى فى مسجد المحطة بالمهندس عطا طايل حميدة وعرض عليه أفكاره ودعوته لتأسيس تنظيم يسعى لإقامة الدولة الإسلامية فوافق وانضم إليه، وفى نفس الوقت علم عبدالحميد عبدالسلام محمد "صاحب مكتبة" "متوفي" بأمر هذا التنظيم وأنه يهدف لإسقاط النظام وأن قتل رئيس الجمهورية "تحديدا" هو جزء من خطة التنظيم فانضم إليهم، ثم قام نبيل المغربى بتقديم حسين عباس محمد "رقيب متطوع بالقوات المسلحة" و"متوفي" وهو شقيق زوجة المغربى إلى محمد عبدالسلام فرج وأبلغه أنه قد ضمه إلى التنظيم، وبتوجيه من محمد عبدالسلام فرج قام نبيل المغربى بالاتصال بصبرى حافظ سويلم "عريف متطوع بالقوات المسلحة" الذى وافق على الانضمام للتنظيم ويمضى تقرير النيابة فى عرض تفاصيل التشكيلات التنظيمية وأسماء أعضائها وكيفية تدريبهم، لكننا نتوقف لنشير إلى أمر مهم، فالمنضمون إلى تنظيم محمد عبدالسلام فرج "الجهاد" كانوا جاهزين ولا يحتاجون إلى إقناع بالفكرة وبمجرد أول اتصال يقبلون وينضمون بما يوحى بأن مناخا كان قد تكون وسط الشبان الذين يترددون على المساجد نتيجة ترك هذه المساجد تدار لحساب محمد عبدالسلام فرج وأمثاله الذين أسهموا فى إعداد جيل من الشبان جاهزين للفعل الإرهابى المتأسلم، أما الملاحظة الثانية فهى أن الذين جرى تجميعهم لاغتيال السادات ساعة العرض العسكرى قد أتوا أيضا دون إعداد مسبق وإنما باتصالات سريعة ووافقوا بسرعة واشتركوا بسرعة لدرجة أن أحدهم قد تسلم الملابس العسكرية ليلة مساء الخامس من أكتوبر وقام بلبسها داخل سيارة فى مكان مظلم بجوار حديقة الميريلاند.. وهذا ببساطة تم ترتيب عملية خطيرة لاغتيال رئيس الجمهورية بما يوحى ليس فقط بضعف وتراخى الأجهزة الأمنية وإنما بسوء تقدير فى حسابات الجهاز الحاكم الذى سمح لثعابين التأسلم السياسى بالتسلل للمساجد والسيطرة عليها بحيث أصبحت فكرة اغتيال رئيس الجمهورية سهلة الابتلاع وسهلة التنفيذ. ونواصل..