فى حوارها ل "الأهالى" .. د."كريمة الشامى" نائب رئيس الاتحاد الدولى للمرأة الأفريقية لشئون شمال إفريقيا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لصحة المراة الذى وافق 28 مايو الماضى التقت "الاهالى " بالدكتورة "كريمة الشامى" – نائب رئيس الإتحاد الدولى للمرأة الأفريقيه لشئون شمال إفريقيا – والتى اكدت ان العالم يحتفل في هذا اليوم من كل عام بهدف خلق مناخ يدعم المرأة ويعمل على وجود ضمانات فعالة للحفاظ على حقوقها الصحية، كما اعتبرت هذا اليوم دعوة لمتخذى القرار ولجميع المؤسسات التى تهتم بالمرأة، بل و المجتمع ككل لإحترام وحماية والتحقيق الكامل لحقوق المرأة فى الصحة الجسدية والنفسية وتمكينها من حقوقها الصحية المتعلقة بها ككونها أنثى، خاصة فى المناطق النامية ،وضرورة تحقيق ضمانات فعلية لممارستها لهذه الحقوق.. وامور اخرى تتعلق بالمرأة جاءت فى نص الحوار… * مالذى يمكن التركيز عليه فى اليوم العالمى لصحة المرأة؟ أن الاحتفال باليوم العالمي لصحة المرأة فرصة للتركيزعلى ضرورة توعية المرأة المصرية، والمرأة حول العالم بأهمية الوقاية من الأمراض عبر التثقيف ، خصوصا وأن الوقاية خير من العلاج. فمع ازدهار الحياة وتطورها، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الصحية الإعلامية المختلفة، نرى أن المرأة المصرية أصبحت أكثر حرصاً على جودة حياتها ،والانتباه لمسائل حياتية مهمة مثل التغذية والريجيم، وإشاعة حياة صحية في محيط العائلة أيضا. وفي هذا اليوم يجب علينا ان نركز أيضاً على حقيقة أن المرأة تعاني من الكثير من المشاكل الصحية، بالإضافة الى قصور في خدمات الرعاية الصحية المقدمة لها ولأسرتها، عوامل مؤثرة * ماهى أكثر المشاكل الصحية التى تعانى منها المرأة؟ قد تختلف مشاكل المرأة الصحية حسب أعمار النساء ،أو أسباب وأنواع الأمراض، لأن هناك عوامل كثيرة تؤثر على الصحة بوجه عام وعلى صحة المرأة بوجه خاص, ومن بينها عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية ودينية ونفسية. فعلى الرغم من التقدم الملحوظ فى صحة المرأة ، فلا تزال المجتمعات مقصّرة في حق المرأة في المراحل الأساسية من حياتها ، ولاسيما في مرحلتي المراهقة والشيخوخة. فنتائج وتقارير منظمة الصحة العالمية شمولية حتى الآن، بشأن صحة المرأة في كامل دورة حياتها، من الميلاد إلى الشيخوخة مروراً بمراحل الطفولة والمراهقة والبلوغ. ولهذا فتقارير منظمة الصحة العالمية تدعو إلى اتخاذ إجراءات في قطاعات أخرى غير القطاع الصحي، من أجل تحسين صحة الفتيات والنساء.،وتحسين المعارف في مجال صحة الفتيات والنساء. * ماهى الجهود التى يجب أن تتم للنهوض بصحه المرأة؟ إن الاهتمام والنهوض بصحة المرأة يجعلها قادرة على العطاء واستدامة مسيرتها العملية على مختلف الأصعدة وفي كل المجالات، للوصول إلى ما نتطلع إليه لتكون المرأة شريكاً في بناء مجتمع تنافسي مستدام. بالاضافة الى تمكين النساء من المعلومات والخبرات الخاصة بصحتهن ،والاجابة عن تساؤلاتهن المختلفة ومعوقات وصولهن الي الصحة السليمة ،وطرق وصولهن الي الحياة الافضل. ،وهناك بعض الموضوعات التى يجب الاهتمام بها مثل الصحة الإنجابية للمرأة ،والتى هى من الموضوعات التي لم تأخذ حقها حتي الآن، من التناول سواء علي المستوي الرسمي الحكومي او علي المستوي المؤسسات التى تهتم بالمرأة. ،وكذلك عدم الوعي، وتدني المعلومات بالنسبة لصحة المرأة، سواء الجسمانية او النفسية. بالإضافة الى الطلاق المبكر بين الشباب حديثي الزواج، لعدم توافر الوعي لدي الطرفين حول الصحة الجنسية ،والممارسات الصحية التي تحرمهم من الاستمتاع بحياتهم الخاصة ، والنهوض بصحة المراة يهدف إلى الارتقاء بجوانب حياة المرأة في المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية والبيئية ،بما ينعكس على الأسرة والعيش بأمان وتعزيز أنماط أفضل الممارسات من خلال توفر خيارات للمرأة فيجب ضمان مشاركة المرأة في وضع السياسات والخطط الصحية التي تلبي إحتياجاتها ،والمشاركة في تطبيق تلك السياسات لتأمين الصحة الكاملة للمرأة جسدياً ونفسياً في مختلف مراحل عمرها وفي كل المناطق . ورفع مستوى الخدمات الصحية للمرأة المصرية، في جميع مراحل حياتها . وأيضاً تعزيز قدرة المرأة وضمان مساهمتها الفاعلة في الحفاظ على البيئة، وترشيد الادارة السليمة للموارد الطبيعية . امراض * ماهى أكثر الأمراض خطورة على صحة المرأة؟ سرطان الثدي,كمثال لبعض الامراض الخطيرة، حيث إن هذا المرض أصبح يهدد حياة المرأة المصرية ،ويخيفها أكثر من أي مرض آخر ، ولكن هناك ما يبعث على التفاؤل والأمل الآن، اكثر مما كان عليه الوضع في السنوات الماضية، ففي السنوات ال 30 الاخيرة توصل الاطباء الى انجازات كبيرة في مجالي الكشف المبكر والعلاج لمرض سرطان الثدي، فانخفض بالتالي عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي. فالكشف المبكر ينقذ حياة المرأة ووفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، هناك مليون وسبعمائة ألف سيدة تم تشخيصهن بسرطان الثدي على مستوى العالم، ولهذا يجب على أفراد المجتمع التكاتف جميعا من أجل تحقيق أعلى معدلات الشفاء، وذلك من خلال اتخاذ مواقف فعلية من شأنها التأكيد على حق المرأة فى الحفاظ على صحتها. هل من الممكن أن تتجنب المرأة هذا المرض؟ بتشجيع الأزواج لزوجاتهم للقيام بالفحص الطبي بدءا من سن العشرين كل 3 سنوات ومرة كل عام بدءا من سن الأربعين بالتزامن مع الكشف بأشعة الماموجرام ، تعليم الأمهات لبناتهن ضرورة وكيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي شهريا بدءا من سن العشرين ، تدريب وتوعية الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية بمرض سرطان الثدي، وعلاماته وطرق الفحص والاكتشاف المبكر، ويأتى دور وسائل الإعلام ،وتناول مرض سرطان الثدي من خلال جميع القنوات المسموعة والمرئية والصحفية، قضية سرطان الثدي على أنه مرض يمكن الشفاء منه إذا اكتشف مبكرا ودعوة السيدات إلى إجراء الفحوصات المطلوبة ، مساندة القطاع الخاص للعمل الأهلي في تحقيق دوره بنشر الوعي بالحفاظ على صحة الثدي.بالإضافة الى تحسين خدمات الرعاية الصحية فى المستشفيات الحكومية ، توصيل الناجيات من مرض سرطان الثدي صوتهن وتجربتهن إلى المجتمع ككل بكل الوسائل وأنه يمكن قهر المرض والتغلب عليه بالاكتشاف المبكر. ولهذا يجب على كل سيدة اتباع نمط حياة صحي يقلل من فرص الإصابة بسرطان الثدي، وأنه يجب عليها المعرفة عنه والقيام بالفحوصات الضرورية. كيف تهتم المرأة بصحتها بشكل عام؟ يجب على المرأة المحافظة على صحتها عن طريق التغذية الصحية السليمة المتوازنة بجميع العناصر الغذائية ،والمواظبة على الحركة وممارسة الرياضة، حتى ولو بالمشى فالرياضة البدنية تعمل على تحسين كفاءة أداء أعضاء الجسم، وهى أيضاً لها أهمية كبيرة في الوقاية من السمنة ومحاربة الأمراض، خصوصاَ الأمراض المزمنة، والحماية من هشاشة العظام ،وخطر الإصابة بالأمراض السرطانية مع تحسين النوم والمزاج للمساعدة في علاج الاكتئاب. كما أن للرياضة والنشاط البدنى دورا مهما وضروريا جداً لمواجهة القلب وسرطان الثدي والخمول البدني والسمنة وزيادة الوزن، وضغوطات العمل والحياة. الصحة النفسية * ماذا عن ضرورة الصحة النفسية لصحة المرأة؟ إن توعية المرأة بمجال الصحة النفسية من شأنه تقليل نسبة حدوث الأمراض، والسيطرة على الكثير منها، وكذلك الكشف المبكر عن الأمراض، علماً بأن بدء العلاج بالسرعة الممكنة يجنب حدوث مضاعفات للمرض. لذلك يجب علي كل امرأة أن تلتزم بإجراء الفحوصات التى من شأنها حمايتها ووقايتها. هناك عادات يومية تضمن السلامة لجميع النساء بمختلف وظائفهن ومراكزهن الاجتماعية من بينها تعلم الاسترخاء لمواجهة حالات القلق واجتياز مرحلة الضغوط، وأهمية إشاعة أجواء السعادة داخل الأسرة، وتحويل المنزل إلى نادٍ صحي للأم وجميع أفراد العائلة. فيجب على المرأة أن تعرف أهمية الحفاظ على صحتها النفسية وأن تحافظ أيضاً عليها كما تحافظ على صحتها الجسدية، ويجب أن تعرف المرأة أهمية مراجعة أخصائي نفسي لتشخيص عارض ما، وأن تتخلص من المفاهيم الخاطئة والخاصة بموقف المجتمع الذي مازالت شريحة منه تعتبر أن المجنون فقط هو من يحتاج إلي طبيب نفسي. ماهى رسالتك للنهوض بصحة المرأة؟ وهنا أريد أن أوجه رسالة الى المجلس القومى للمرأة وجميع متخذى القرارات والمهتمين بالمرأة في التركيز والاهتمام بتحسين نمط جودة الحياة الخاص بالمرأة المصرية، فمصطلح "جودة الحياة" أصبح مطلبا لحياتنا مثل الجودة في العمل والجودة في السيارة التي نركبها والملابس التي نرتديها وجودة الرعاية الصحية، فلماذا لا نهتم بجودة الحياة التي نعيشها؟" كذلك العمل على تقديم خدمات الرعاية الصحية وفقاً للمعايير العالمية، كذلك الاهتمام برفع مستوى وعي المرأة الصحي ،خصوصاً وأنها صاحبة الأثر الأكبر داخل الأسرة في تحديد نوعية الحياة الصحية؛ لكونها تسهم بنسبة تفوق ال 80 % من القرارات الأسرية الصحية ذات العلاقة بجودة الحياة ، وتمكين المرأة من التمتع بحياة كريمة وآمنة في جميع مراحلها العمرية، وتعزيز السلامة الصحية والنفسية من خلال متطلبات تحسين جودة حياة المرأة، وتوسيع خيارات العمل المتاحة للمرأة لتكون قيمة مضافة في المجتمع. وعقد سلسلة من ورش العمل والمحاضرات والمؤتمرات في هذا الإطار، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية بصحة المرأة لإقامة فعاليات صحية توعوية على مدار العام. وأخيراً أريد أن أقول إن الاهتمام بصحة المرأة ينبع من كونها هي المسئولة عن صحة عائلتها، لذلك فإن تحسين صحة المرأة يؤدي إلى تحسين صحة المجتمع ككل.