كارثة غرق قارب يحمل أكثر من 950 مهاجرا غير شرعي من آسيا وإفريقيا بينهم 200 سيدة و50 طفلا. عبر السواحل الليبية الي سواحل إيطاليا في طريقهم الي أوروبا. وقبلها قاربان يحملان حوالي 450 مهاجرا وغيرهما. فجَّرت قضية إنسانية خطيرة. فيما يشبه غرق السفينة ¢ تايتنك¢ لكن للفقراء ليرتفع بذلك عدد ضحايا الهجرة غير الشرعية في الربع الأول من هذا العام ل 1600 في حين تم إنقاذ أكثر من 11 ألفا.. وتشير الإحصاءات إلي تضاعف عدد الضحايا ل 30 ضعفا عن العام الماضي..هذا دعا كارلوتا سامي- المتحدثة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين- الي وصف الكارثة بأنها أسوأ مجزرة في تاريخ البحر المتوسط! تشير التقديرات إلي أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إيطاليا خلال الربع الأول من هذا العام فاق ال 170 ألفا ولمواجهة الكارثة طالبت إيطاليا دول الاتحاد بالمساهمة في تحمّل تكاليف عمليات الإنقاذ حيث تتحمّل إيطاليا بمفردها حوالي 90 مليون يورو شهريا! ولم تقف تداعيات قضية الهجرة غير الشرعية عند حد الموت وكشف عورات الدول الطاردة للمواطنين أو حتي التي يتخذها المهاجرون غير الشرعيين منفذا وممرا لغيرها من الدول الجاذبة للمهاجرين. أشعلت الهجرة غير الشرعية المنافسة علي الانتخابات الرئاسية الفرنسية مبكرا بين الرئيس الحالي فرانسوا أولاند ومنافسه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. حيث اتهم أولاند منافسه ساركوزي بأنه السبب في زيادة حجم المأساة وتفاقم الأوضاع بعد إسقاطه نظام الزعيم الليبي معمر القذافي مما نتج عنه انتشار الفوضي وتزايد أعداد المهاجرين انطلاقا من الأراضي الليبية. وأخذ أولاند يلقي بوعوده بتبني خطة لمكافحة الهجرة غير الشرعية. بالتنسيق مع باقي دول الاتحاد الأوروبي سمَّها¢ تصحيح أخطاء الماضي¢ معلنا عن السماح باستقبال 500 ألف لاجئ بصفة تقريبية كنصيب فرنسا من اللاجئين المحتمل توزيعهم علي دول الاتحاد. ولذا اقترح أولاند فكرة استقبال النازحين من دول النزاع المسلح والفارين من الموت كخطة بديلة للمقترحات التي قدمتها بعض دول الاتحاد أثناء القمة الاستثنائية الأسبوع الماضي. ومنها: وضع ترسانة للمراقبة في حوض المتوسط لإجهاض رحلات الموت قبل إقلاعها. والقبض علي تجار القوارب بعد تحطيمها. والتحضير لعملية أمنية دفاعية محتملة بما يتوافق مع القانون الدولي. مواجهة عملية في مواجهة علمية وعملية لبحث دوافع الهجرة غير الشرعية. وبحث أسباب رفض الشباب للوظائف. في مصر مثلا. فقد كشف أشرف دوكار- رئيس اتحاد عمال مدينة العاشر من رمضان- في تقرير له بعنوان¢ التشغيل ومعلومات سوق العمل¢ عن وجود أكثر من 100 ألف وظيفة لا يُقبل عليها الشباب. مرجعا السبب في ذلك إلي غياب التدريب وعدم ربط مخرجات التعليم بسوق العمل. مطالبا بضرورة الإسراع في الاتجاه الي التدريب التحويلي بوصفه سفينة الإنقاذ. الهجرة شرعا لبيان حكم الشرع في هذا النوع من الهجرة. يوضح الشيخ عثمان إبراهيم عامر- من علماء الأزهر - أن الهجرة في اللغة هي من الهجر وهو الترك. والهجرة الشرعية هي الهجرة من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة, وهذه الهجرة انتهت بفتح مكة سنة ثمان من الهجرة لقوله صلي الله عليه وسلم ¢لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ¢ يضيف: ما نسميه نحن بالهجرة فهو الجهاد في سبيل الحصول علي لقمة العيش, وهذه الهجرة بهذا المعني تكون مشروعة إذا تحقق فيها ما يأتي : - أن يكون السفر لها في غير معصية ولغير معصية كأن يكون المهاجر مسافرا من أجل أن يعمل ليعول والديه أو زوجته وأولاده, وأن يكون العمل نفسه مشروعا ليس فيه ما يُحَرَّم أو يُجَرَّم. - أن تكون البلد التي سيسافر إليها هذا المهاجر يأمن فيها علي نفسه وعلي دينه. - ألا يكون المهاجر من بلده وموطنه لجريمة اقترفها ويخشي العقاب عليها. - أن تكون الوسيلة التي سيستقلها هذا المهاجر في سفره عن طريق البر أو البحر يغلب علي ظنه أنها وسيلة آمنة. فإذا حدث أن مات هذا المهاجر أثناء رحلته مع توافر هذه الشروط في رحلته فهو شهيد ينال جزاء الشهيد. وإن لم تكن هذه الشروط متوفرة بأن كان سفره في معصية أو إلي معصية. أو كان سفره إلي بلد لا يأمن فيه علي نفسه ولا علي دينه, أو كانت الوسيلة التي استقلها في سفره ليست آمنة. في هذه الحالات إذا حدث أن مات المهاجر فليس بشهيد. بل ألقي بنفسه إلي التهلكة وهذا لا يجوز لقوله تعالي: ¢ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة¢ آية رقم 195 من سورة البقرة. وقوله تعالي: ¢ولا تقتلوا أنفسكم ¢ آية رقم 29 من سورة النساء. الشهداء أنواع يضيف الشيخ عثمان عامر: ومعلوم أن الشهداء ثلاثة أنواع: - شهيد الدنيا والآخرة وهو من مات في معركة مع المسلمين ضد المشركين وكان مقبلا غير مدبر. - شهيد الدنيا فقط وهو من مات في معركة مع المسلمين ضد المشركين إلا أنه قاتل رغما عنه - شهيد الآخرة فقط وهو واحد من هؤلاء الذين عَدَّهم النبي -صلي الله عليه وسلم-: المطعون. والمبطون, والغريق والحريق, والرجل تحت الهدم. والمرأة في الوضع. والفرق بين هؤلاء :أن شهيد الدنيا والآخرة. وشهيد الدنيا كلاهما يُعامَلُ في الدنيا معاملة الشهيد فلا يُغسَّلان ولا يُصلي عليهما. وأما شهيد الآخرة فقط فهو لا يُعامل معاملة الشهيد في الدنيا وإنما يُغَسّل ويُصَلي عليه. وأوضح انه . بالنسبة للشباب وما عسي أن يصنعوا. إنهم يستطيعون أن يصنعوا الكثير. إن الشباب بما فيه من قدرات بدنية ومواهب عقلية يستطيع أن يكتسب قوته من عرق جبينه وكد يمينه ولا يأنف من أي عمل مهما كان في نظره حقيرا. فلقد قبَّل الرسول صلي الله عليه وسلم يد رجل من الصحابة لما رآها خشنة من أثر الفأس وقال: ¢هذه يدى يحبها الله ورسوله¢ فكما أن الشاب إذا سافر إلي الخارج يقوم بأي عمل يوكل إليه فلا مانع أبدا أن يكون ذلك في أي مكان من بلده ووطنه وبين أهله وذويه. وقال : علينا كأفراد أن نواجه بقوة هذه الهجرة غير الشرعية ونحذر من يقوم بها بأنهم ونحذرهم من أنهم يقدمون علي سفر غير مضمون النتائج وفيه مجازفة ومخاطرة وعلي الدولة من أكبر مسئول إلي أصغر مسئول. مسئولية كبيرة في توفير فرص العمل المناسبة لكل شاب حسب قدراته ومواهبه وتخصصه. ولقد أكرمنا الله ومنّ علينا في مصرنا بكثرة ميادين العمل وتنوعها. حسب شهرة كل محافظة أو قرية. فمحافظة دمياط مثلا مشهورة بصناعة الموبيليا وصيد الأسماك والحلويات حتي أنها تُعْتَبَرُ جاذبة للعِمالة من المحافظات الأخري. ولذا لا نجد روح المجازفة عند شباب دمياط في السفر والهجرة إلا في مجال صيد السمك في منطقة عزبة البرج فهم يسافرون معزَّزين مكرَّمين إلي بعض البلاد الأوربية كاليونان, ويعودون مع السفن التي يعملون عليها. وهناك محافظات مشهورة بالسياحة أو الإنتاج الزراعي أو المصانع وهكذا. بما يتيح المجال واسعا للعمل شريطة أن يُقبل ويَقبل الشباب تلك الأعمال ولا يأنف منها.