لقد اشترك عدد كبير من الصحابة في فتح مصر منهم: عبدالله بن الحارث بن حزم بن عبدالله بن معدي كرب الزبيدي سيرته قبل فتح مصر كان من أهل الصفة - أي الفقراء المهاجرين. ومن الفرسان المعدودين. جاء مصر في جيش الفتح. وكان كبيراً في السن حتي إن سائلاً سأله: ما أعملك إلي مصر. وليس فيك مضرب بسيف. ولا مطعن برمح. ولا مرمي بسهم؟ قال: جئت أكون في صفوف المسلمين لعل سهماً عرب أي: طائش يأتيني فيقتلني "فتوح مصر/300". سيرته بعد الفتح وبعد فتح مصر خط عبدالله بن الحارث له داراً مع بقية الفاتحين حول جامع عمرو بن العاص في الفسطاط. وبعد مرة فكر في الحياة وسط القري قأطقعه عمرو أرضاً في قرية في بطن الوادي بين فرعي النيل بالغربية. بني عليها داراً ومسجداً. تقول د. سعاد ماهر عن القرية التي أقطعها عمرو بن العاص لعبد الله بن الحارث تقول: هي قرية سقط تراب وهي من القري المصرية القديمة.. وهي قرية من مديرية الغربية بقسم محلة منوف من الشمال الشرقي لمحلة روح وذكر ياقوت قرية باسم سقط تراب بأسفل مصر. وذكر الزبيدي صاحب تاج العروس سقط تراب السمنودية وهي سقط القدور. وهي المعروفة بسقط عبدالله وبها توفي عبدالله بن الحارث آخر من مات من الصحابة في مصر وقبره ظاهر يزار. وقد زاره صاحب تاج العروس في رحلته إلي الوجه البحري عام 187 للهجرة. وقد وصفت د. سعاد ماهر قبر الصحابي عبدالله بن الحارث ومسجده وقالت: دفن عبدالله بن الحارث في داره التي كان يسكنها بسقط تراب. وقد تحولت داره إلي مزار لوجود قبره به. وظل الحال علي ذلك حتي القرن الخامس الهجري حين أقام خلفاء الدول الفاطمية علي القبر قتة. وبنوا بجانبها مسجداً صغيراً وقد أعيد بناء المسجد عدة مرات "مساجد مصر وأضرحتها 1/41". وفاته لقد عمر عبدالله وجاوز المائة ومات عام 88 للهجرة وقد اختلف في مكان دفنه فقال بعضهم دفن في سفح المقطم بجوار عقبة بن عامر. وأكد آخرون دفنه في مكان إقامته بالغربية وكان عبدالله آخر صحابة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - موتاً في مصر. مرويات عبدالله بن الحارث للحديث روي عبدالله بن الحارث عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قرابة عشرين حديثاً منها بسبب تسميته عبدالله قال: توفي رجل ممن قدم علي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - غريب فقال - صلي الله عليه وسلم - وهو عند القبر ما اسمك؟ فقلت: العاص. وقال - صلي الله عليه وسلم - لابن عمر: ما اسمك؟ فقال: العاص. وقال للعاص ابن العاص ما اسمك؟ فقال: العاص. فقال - صلي الله عليه وسلم - أنتم عبدالله. انزلوا. قال: فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر. وقد بدلت أسماؤنا. "فتوح مصر/ 302". وقال عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قوله: "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار. يعني اسباغ الماء عند الوضوء علي الأرجل. قال - صلي الله عليه وسلم - ايضا: إن الله أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر". وقد وصف عبدالله بن الحارث النبي - صلي الله عليه وسلم - بقوله: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رحمه الله رحمة واسعة.