فور وصول المصريين علي الطائرة المصرية التي نقلتهم من مطار جربا التونسي. الذي يقع بالقرب من الحدود الليبية. سجد المصريون لله شكرًا علي العودة من ليبيا سالمين بعد جرائم الخطف والذبح التي مارستها قوات ¢داعش¢ الإرهابية¢ ضد المصريين هناك. العبارة السابقة تكررها وسائل الاعلام للمرة الثانية مع بداية الجسر الجوي لنقل المصريين العاملين في ليبيا بناء علي تعليمات الرئيس السيسي. في المرة الأولي حينما اشتد القتال في ليبيا قامت الحكومة المصرية بعمل جسر جوي لنقل آلاف المصريين من ليبيا عبر معبر جربا التونسي. ونجح الجسر الجوي. وعاد معظم المصريين وسجدوا شكرا لله أيضا. والمفاجأة الكبري انه لم تمر عدة ايام علي عودة المصريين من هناك الا ووجدنا المئات يصطفون امام مكتب الخطوط الجوية الليبية للحصول علي تذكرة عودة.. وكانت النتيجة خطف 21 مصريا من قبل تنظيم داعش الإرهابي وإعدامهم بصورة وحشية. يروي العائدون من ليبيا ان مليشيات انصار الشريعة استخدمتهم في بناء الخنادق والغرف وأن هناك تنظيمات مسلحة طلبت منهم مبالغ مالية لإطلاق سراحهم ولأن البلطجة والخطف مقابل طلب فدية من الامور المنتشرة في ليبيا في ظل غياب سيطرة الدولة علي الأوضاع هناك فإن المصريين من أكثر الجنسيات التي تتعرض لهذه المآسي. وفي التفجير الانتحاري الذي وقع بمدينة القبة الليبية كان من بين الضحايا 5 مصريين. ولا تزال عمليات الخطف بحق المصريين مستمرة حيث قال رئيس منظمة ضحايا حقوق الإنسان الليبية ناصر الهواري: إن ثلاثة مهندسين مصريين تم اختطافهم. عند قدومهم من مدينة سبها إلي الجفرة. مشيرا إلي أنهم مهندسين يعملون في الشركة الفرنسية للاتصالات. كل هذه التداعيات تؤكد ان ليبيا منطقة شديدة الخطورة. ولهذا فإن السفر إليها في ظل هذه الاوضاع هو بمثابة انتحار والقاء بالنفس الي التهلكة. تهلكة يقول الدكتور محمد نبيل غنايم. أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة : العلماء يستدلون بالآية القرآنية الكريمة " ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة" علي حرمة إلقاء النفس في الخطر والهلاك. وهم هنا يأخذون بعموم السبب لا بخصوص السبب. والسفر إلي ليبيا في الوقت الحالي وفي ظل الاوضاع الخطيرة جدا الموجودة هناك هي بمثابة القاء بالنفس الي التهلكة. وبالتالي يحرم السفر هناك لانه يكون بمثابة انتحار. وأضاف: ولي الأمر وبحكم ما يمتلكه من معلومات قرر عدم سفر المصريين إلي هناك. وبناء عليه فان من يخالف ذلك يكون قد ارتكب اثما. ويكون هنا هو المسئول عن نفسه إذا تعرض لأي خطر من أي نوع. حالة حرب يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ مظهر شاهين امام وخطيب مسجد عمر مكرم : إننا في حالة حرب مع الارهاب ومع داعش. ولا ينبغي في حالة الحرب أن نعطي الفرصة لعدونا أن يقهرنا أو يحتفظ بأسري لديه للمساومة عليهم. وأضاف : السفر إلي ليبيا حاليا هو انتحار فعلي فكل الأراضي الليبية تعيش نفس الخطر ولا يوجد بها أمن أو أمان لأي مصري هناك. شاهين شدد علي أن من يعود إلي ليبيا ثانية يكون مسئولا عن نفسه وعن حياته خاصة وان الدولة حذرت من خطورة السفر الي هناك بل وطلبت من الحكومة أن تمنع السفر الي ليبيا تماما. وعلينا الا نكلف الدولة فوق طاقتها خاصة واننا في حالة حرب علي الارهاب كما قلنا. وقال شاهين : إن أي مصري عرضة في ليبيا لأن يكون تحت رحمة هذه الجماعات ولا أحد يعلم ما يمكن أن يتعرض له هناك بخلاف القتل والخطف.