عرفت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر منذ فترة طويلة.. واسع الأفق. منضبط المنهج ومنفتحاً علي كل الآراء والاتجاهات.. عرفته أيضا من خلال كتاباته وكتبه المتعددةوالتقيته في مناسبات عديدة ضحوكاً بشوشاً مع الاحتفاظ بالهيبة والوقار. ومنذ أيام تلقيت دعوة كريمة من فضيلته مع مجموعة من الزملاء رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية في حضور الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين. وكان اللقاء بمكتبه بمشيخة الأزهر وهو اللقاء الأول من نوعه منذ أن تولي المشيخة علي خلفية الهجمة الشرسة التي تلقاها شيخاً ومشيخة من بعض وسائل الإعلام. لأول مرة أري الرجل القامة مهموماً وحزيناً..ورغم اعترافه بالتقصير في حق التواصل مع الإعلاميين.. إلا أنه مدرك تماماً أن هناك جهات رسمية تشهر بالأزهر ومواقفه وتتهمه بأنه يدعم الإرهاب وأنه مخترق من الإخوان.. كذلك لم تخل نبرات صوته من حزنه الشديد للنيران الصديقة التي تم تصويبها ناحية المشيخة وقياداتها. تحدث فضيلة الإمام معنا مقترباً من المناطق الأكبر حساسية.. قال إنه حمي الأزهر من براثن الأخونة ورفض رفضاً قاطعاً أن يكون رئيس الجامعة والوكلاء والمفتي من بينهم وهدد بالاستقالة مرتين حتي تراجع الإخوان عن موقفهم. أثبت الإمام الزاهد أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر وراءها ذيول شيعية تخطط بليل للنيل منه ومن رجاله لرفضهم نشر المذهب الشيعي علي أرض المحروسة. كان حديثه واضحاً وصريحاً من ابتزاز بعض من يطلقون علي أنفسهم بالمثقفين الذين يستخدمون كل معاول الهدم في جدران الأزهر. وتعجب من أمثال هؤلاء الذين يطالبون بحرية الرأي وفي نفس الوقت يصادرون علي الأزهر حريته وآرائه في أن يقول ما يشاء. حوار المكاشفة بين الشيخ والإعلاميين امتد لقرابة أربع ساعات ورغم أن القلة شنت هجوماً لاذعاً علي الشيخ والمشيخة إلا أن الرجل احتوي كل التساؤلات واستقبل كل الخناجر المسمومة في إصرار منه علي بيان موقف الأزهر من قضية الأخونة والشيعة والهجمة الإعلامية المنظمة والنيران الصديقة وإرهاب المثقفين.. ورغم هذه الضربات إلا أن غالبية الحضور عبروا عن تضامنهم ودعمهم الشديد للأزهر شيخاً ومشيخة واعترافهم بأنه كان ومازال وسيظل إن شاء الله يؤدي دوره ورسالته في وقت تقصف الأهواء والنزاعات في جنبات العالم الإسلامي.