ليت المثقفين يهدأون ويخففون من هجمتهم الشرسة علي الأزهر الشريف مؤسسة وشيخاً وعلماء.. فبعد ما قاله فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب بالأمس أثناء اجتماعه برؤساء تحرير الصحف ونقيب الصحفيين ننتظر ممن يطلقون علي أنفسهم المثقفين ودعاة حرية الإبداع أن يعلنوا تبرؤهم من كل ما قالوه في حق الشيخ والمشيخة وعلماء الأزهر. لكن هيهات. فضيلة الدكتور أحمد الطيب قليل الكلام. لكنه عندما يتكلم يكون قد فاض به الكيل من تجاوزات البعض فقد قال من بين ما قال إن مؤسسة الأزهر ليست هيئة كهنوتية بل تعليمية والعقل الأزهري متفتح لأبعد الحدود. ولم تكن أبداً ضد الابداع والنقد البناء والثقافة وأن البعض اعتقد أن الأزهر ضد الحداثة والتطوير معلنا تقديره للمثقفين ومعاتباً إياهم قائلاً إن وثيقة الأزهر التي صدرت مؤخراً نالت تقدير واحترام مثقفي أوروبا ولكنها لم تلق الدعم المتوقع من مثقفي مصر. وأكد شيخ الأزهر أن هناك العديد من الكتب والأعمال الفنية التي تحدثت عن المقدسات ولم يقل الأزهر فيها إلا رأيه ولا يصادر علي رأي الآخرين. وقال إن كل قادة التطرف والعنف لم يكونوا من خريجي الأزهر باستثناء واحد فقط "يقصد د. عمر عبدالرحمن". ومن أهم ما قاله شيخ الأزهر اعترافه بما أصاب مؤسسة الأزهر من وهن وضعف كأي من مؤسسات الدولة. ونفي صفة الاخونة عن المشيخة والشيخ ونوابه ورئيس الجامعة وعمداء الكليات باستثناء واحد أو اثنين. كلام كثير قاله د. أحمد الطيب كشف به حقائق كثيرة ولكن ما يهمني هنا هو حديثه بكل أدب واحترام عن الثقافة والمثقفين وتقديره للابداع. وهذا عهدي بشيخ الأزهر هذا العالم الجليل الذي طالته سهام الجهل والتطاول من إعلاميين وصحفيين ومدعي الثقافة. ولكن ماذا نقول؟.. هذا حظ العالم من الجاهل وحظ الجاهل من العالم. في هذا المكان منذ اسبوعين طالبت علماء الأزهر بالخروج والرد بالحجج والبراهين والأسانيد والآيات والأحاديث علي مروجي الفتن في الإعلام. وعدم الاكتفاء بالصمت عملاً بقول الشاعر "الصمت عن أحمق أو جاهل شرف" فلا مجال للصمت أمام كلام يهدم ثوابت العقيدة والدين الإسلامي. ويحرض ضد علماء الأزهر ويصفهم بالتخلف والجمود ويشكك في امهات الكتب وعقلية واضعيها ولا يتوقف عن التحدث عن علماء الأمة بكل تطاول وتبجح. حتي أن أحدهم أعلن عن إنشاء مؤسسة تنويرية بالاتفاق مع وزارة الثقافة لكشف مهازل كتب التراث الإسلامي وعلماء الأزهر وأن هذه المؤسسة ستكون لها أفرع خارج مصر. ما قاله فضيلة شيخ الأزهر أمس يكشف الكثير ولكن يبقي من مؤسسة الأزهر أن تخصص عالماً أو اثنين أو ثلاثة للرد علي مزاعم وإدعاءات بعض الإعلاميين الذين يرون أنفسهم أكبر وأفقه وأكثر ثقافة حتي من شيخ الأزهر نفسه.. فهل يستجيب د. أحمد الطيب قبل أن ينساق الكثير من شبابنا وراء هذه الأفكار الهدامة التي بدأت مع الأسف تؤتي ثمارها؟!!