انتقد أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، قائلا: "إن أردوغان محدود الثقافة الدينية، ولكن الجهل التام بمقام الأزهر كان مفاجئا". جاء ذلك في لقاء استمر أكثر من ساعة بالمشيخة بين الإمام الأكبر ومستشار الرئيس. ووجّه المسلماني كلامه لرئيس الوزراء التركي قائلا: "عليك بالصمت، فلدينا الكثير مما يمكن أن يقال، وأخشى أن ينفد صبر مصر"، مؤكدا أن الخارجية تمارس دورها في الرد على تطاول أردوغان. كما عرض المسلماني على الطيب خارطة الطريق، فيما أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال استقباله لمبعوث الرئاسة، أنه استاء كثيرا فور سماعه تلك التصريحات، مؤكدا أنه متسامح في حقه أما بالنسبة لإهانة مصر أو محاولات النيل منها فإنه يرفض ذلك جملة وتفصيلا. وشدد الطيب على رفضه التدخل في شؤون مصر الداخلية، داعيا الخارج إلى احترام إرادة غالبية الشعب المصري. وأكد الطيب على ضرورة ألا تطول مدة الفترة الانتقالية والإسراع في تنفيذ خريطة الطريق من تعديلات دستورية وانتخابات، مشددا على عدم المساس بالهوية الإسلامية في الدستور، وأن المادة الثانية خط أحمر، مع ضرورة الحفاظ على استقلال الأزهر. ودعا الطيب إلى أهمية مد جسور التعاون مع كل التيارات وعدم إقصاء أي طرف شريطة عدم التورط في دم أو قضايا جنائية. ولفت شيخ الأزهر، إلى أنه انحاز لأخف الضررين في 30 يونيو وانحاز للدولة بعدما كان أمامه خياران، إما الدولة أو الفوضى، وذلك بناء على رغبة الغالبية من أبناء الوطن. وقال المسلماني، في تصريحاته: "على الأتراك والمتشدقين منهم أن يعلموا أن السماحة والاعتدال والفكر الوسطي هما أساس أي نهضة". ولفت مستشار الرئيس، إلى أنه نقل تحية الرئيس المؤقت عدلي منصور إلى شيخ الأزهر، مؤكدا أن كل مصري يدرك أن الدمار ليس طريق النهضة وأننا نسير خلف الإسلام العظيم باعتداله. من جانبه، انتقد عمرو موسى، القيادي بجبهة الإنقاذ، تصريحات أردوغان، مؤكدا أن مقام الإمام الأكبر أكبر من النيل منه، وذلك خلال استقبال شيخ الأزهر له أمس. وفي ذات السياق، وصلت الأزهر عشرات الطلبات من علماء الأزهر وهيئة كبارالعلماء ومجمع البحوث بوقف التعاون الثقافي والعلمي مع تركيا احتجاجًا على إساءة أردوغان للأزهر ورموزه. ومن جانبها، أدانت جامعة الأزهر تطاول رئيس الوزراء التركي على مقام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. وقالت الجامعة إن مقام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لا يعد رمزا للمصريين وحدهم، وإنما هو قامة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي. وأعربت الجامعة عن استيائها البالغ من هذا الانحدار والانفلات وأنها تؤمن بأن الشعب التركي العظيم لا يمكن أن يتقبله وتطالب الجامعة رئيس الوزراء التركي بمراجعة أقواله والتراجع عنها رجوعا إلى الحق وانحيازا إليه. وشددت على أن الأزهر هو القوة الناعمة داخل مصر وخارجها لإزالة الخلافات وتقريب وجهات، وذلك تمثل في سعي الطيب للمصالحة والحوار ولم تحظَ جهة ولا فرد بالتفاف المصريين حولها كالتفافهم حول الأزهر وشيخه الجليل.