ابتليت الأمة الإسلامية علي مر تاريخها القديم والمعاصر أيضاً بالطاعنين والمشوهين للحقائق والثوابت من كفار ومشركين وكذا المتعصبين من القساوسة والأحبار من أهل الكتاب .. لم يكن لطعنهم أثر إلا بانعكاسه المباشر ليزداد عدد من يدخلون في الإسلام ونفس الشئ حدث مع إساءات الغرب للنبي صلي الله عليه وسلم . وللقرآن والسنة النبوية .. لكننا نقف بتأمل كبير أمام وقاحة بعض من ينتسبون للإسلام بكل أسف للطعن فيما تعهد الله بحفظه والتشكيك في القرآن الكريم ولعل من أكثر تلك الموجات وقاحة واستفزازا للمشاعر ما يقوم به المدعو ¢سيد القمني¢ ذلك المخرف المخرب الذي كلما وجد الفرصة سانحة أطل علينا بوجهه القبيح من جديد للطعن في الثوابت والتشكيك في القرآن والسنة . وربما ما شجعه علي ذلك حالة الإرباك الفكري والثقافي التي نعيشها الآن . فالدولة تسعي لحالة اصطفاف كامل لمواجهة العنف والإرهاب وتهاجم التيارات الدينية التكفيرية والتنظيمات الإرهابية . وهو الأمر الذي ارتآه كل الكارهين لدين الله الحق للتشكيك في كل الثوابت ولم يعفهم غرورهم من الوصول للخوض في ثابت الثوابت الذي تعهد الله بذاته العلية بحفظه الي يوم الدين وهو ما يدخلهم بحسب بعض الآراء الفقهية في إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة. من يتأمل الساحة سيجد في الأيام الأخيرة ظهور جديد القمني في مواجهة مع العالم الأزهري المستنير الدكتور سالم عبدالجليل في برنامج علي فضائية ¢الراقصة والبحيري¢ التي تشكك في الدين الإسلامي ليل نهار وتقدم الرقص الشعبي علي أنه فن راق وثقافه . وتستأنس في زيادة حصيلة إعلاناتها ب¢ هي والرجال¢ لتنشر العهر والابتذال علي أنه بكل أسف ثقافة مجتمع علي غير الحقيقة. دعا المخرف سيد القمني الي الإلحاد بوصفه القرآن بأنه نص تأريخي يقبل النقد الأمر الذي دعا الدكتور سالم عبدالجليل المعروف بانفتاحه واستنارة دعوته الي مواجهته بالحقيقة وقال له ¢أنت كافر¢ بعد المشادة الكلامية التي نشبت علي الهواء بين الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق. وسيد القمني. الذي يزعم انه باحث اجتماعي في التاريخ الإسلامي وفي الحقيقة هو مخرب . خلال لقائهما مع الإعلامي طوني خليفة ببرنامج ¢أسرار من تحت الكوبري¢. المذاع علي فضائية ¢القاهرة والناس¢. بعد تطاول ¢القمني¢ علي القرآن الكريم والقول بأنه ¢نص تأريخي يقبل النقد¢. ووصف ¢القمني¢. مادة ازدراء الأديان في القانون المصري. ب¢الحمارة¢. والتي لم تؤد الغرض الذي وضعت له - حسب زعمه. وأشار إلي أن مادة ازدراء الأديان. وضعت لحماية المسيحيين. ومع ذلك لم تحمهم. موضحًا أن هناك 150 كتابًا يحرض علي ازدراء الأديان منذ القرن الرابع عشر- حسب زعمه. وقال ¢القمني¢. ¢إن الإلحاد اعتقاد¢ داعيًا إلي التعايش في سلام. نافيا وجود كلمة وطن بالقرآن. من جانبه قال الشيخ سالم عبد الجليل. :إن مشكلة الملحدين ليست البحث عن الحقيقة. لكنهم يسعون إلي نشر فكرة لأن الإسلام جاء ليحتوي كل العقائد والديانات. كما أنه لا يسمح بمحاربة الآخرين لمجرد اختلاف العقيدة كما قال الله تعالي ¢لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين¢. ولهذا فإن الإسلام في منتهي الوضوح والشفافية. وأوضح الدكتور عبد الجليل. أنه من الكفر القول بأن القرآن الكريم نص تأريخي وأنه يقبل النقد. متهماً سيد القمني بالخروج من الملة قائلاً له : ¢أنت كافر¢. من يتأمل الأمر يجده في حاجة حقيقية للتأمل. فلماذا يخرج علينا القمني الآن؟ ولماذا علي ذات فضائية الطعن في الإسلام؟ .. أظن الأمر ليس مصادفة خاصة أن علماء الإسلام يؤكدون دائما أن من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر والطعن في القرآن الكريم والتعامل معه علي أنه نص تاريخي أو تراث فكري يقبل النقد فيه فهو مشكك في آياته ومشكك في قدرة الذات الإلهية علي حفظه رغم وضوح الآية ¢ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ¢ الحجر- آية 9. من جهته انتقد الشيخ خالد الجندي. استضافة فضائية التشكيك في الإسلام القمني والشيخ سالم عبد الجليل لأنها تساعد القمني علي نشر الإلحاد. وأضاف الجندي عبر برنامج ¢نسمات الروح¢ المذاع علي فضائية ¢الحياة¢. أن كل شخص حر في عقيدته. ومن حق ¢القمني¢ أن يعتقد ما يريد. إنما الدعوة إلي الإلحاد عبر وسائل الإعلام فهذا مؤلم للغاية. موجها كلامه لسيد القمني : ¢ أنا أكرهك في الله. لأنك رجل تتطاول علي القرآن والذات الإلهية وما تقوله نوع من إلالحاد علي الهواء¢. بلايا العصر. يؤكد الدكتور سعيد عرام العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالزقازيق وأستاذ التفسير وعلوم القرآن . أن التشكيك في القرآن الكريم واحدة من بلايا العصر ومن يمارس ذلك التشكيك يعد طاعنا في أمر معلوم من الدين بالضرورة . ورغم أن حكم ذلك الكفر ألا أنني أتمني ألا نشيع إصدار أحكام الكفر حتي لا يزايد هؤلاء الطاعنون علي علماء الإسلام ويظهروا أنفسهم للعالم أنهم مظلومون وأن الإسلام دين التشدد والتكفير . أضاف الدكتور عرام : يجب أن نرد علي هؤلاء من خلال توضيحنا حقيقة عظمة الإسلام وعظمة القرآن وقوة وصلابة نصوصه وتوضيح قوة بنيانه حتي لا يأخذ هؤلاء الطاعنون حجة للاستمرار في الترويج لأفكارهم البالية الغريبة علي مجتمعاتنا الإسلامية وأشار الي أن عادة الطاعنين في الإسلام أنهم يختارون عادة الأوقات المناسبة المواتية لطرح أفكارهم الهدامة . واشكالياتهم أنهم مستفزون وهو ما نجح القمني للدكتور سالم عبدالجليل ووصل به الي تصدير الحكم الشرعي عليه بالكفر . ورغم أنه بما يفعل يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة مما يدخله في دائرة الكفر لكن مردود اتهامه بالكفر سيبلغه ما يتمناه . ولذا فإن الحوار مع أمثال هؤلاء يحتاج لدعاة يستطيعون المراوغة حتي لا يمنحون أمثال هؤلاء الفرص التي يسعون لبلوغها. الرد بحنكة دعا الدكتور إبراهيم قاسم الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر. الي ضرورة الرد علي هؤلاء المشككين بحنكة المسلم اليقظ الفطن الذي يظهر الحقائق الثابتة والحجج الدامغة علي قدسية النص القرآني ونزاهته الخالصة عن الهوي لأن طرح تلك المسألة معارض للتعهد الإلهي بحفظه الي يوم الدين وقال : إن الملاحدة والمروجين للإلحاد إنما يسعون إلي زيادة هذه الموجة التي أصبحت خطرا محدقا يوقع بشبابنا الذي قصرنا - كمجتمع - في تقديم الدين الإسلامي الصحيح وتركناهم فريسة للتغريب في الفضائيات ومجتمعاتهم الافتراضية علي الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وغياب الوازع الديني . أضاف : إن تحفيظ أبنائنا القرآن الكريم ضرورة تزداد حاجتنا إليها كلما ظهرت تلك الدعوات الفاجرة التي تطعن في الثوابت وتسعي لحياة مادية لا دين فيها من الأصل. كما يجب علينا أن نزيد من الجرعة الدينية في مناهجنا الدراسية بما يحصن أبناءنا من كل تلك الدعوات الهدامة والتي أضحت لا تعمل في الخفاء كما كانت من قبل لكنها وجدت من يفتح لها أبواب الفضائيات التي تدخل كل البيوت ليخربوا ويضللوا ويجتاحوا خصوصياتنا .. مطالبا بدور مهم وفاعل للإعلام الإسلامي في توضيح حقيقة هؤلاء للمجتمع.