إرضاع الكبير لقد أثار هذا الموضوع جدلا كبيرا في الشارع المصري.. ولقد أخذ البعض يطلق النكات السخيفة حول هذا الموضوع. وبالتالي حدث التشكيك في الأحاديث النبوية الشريفة.. وهذا الحديث نعم موجود في الصحيح من كتب الأحاديث المعتمدة. حديث إرضاع الكبير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقالت يارسول الله: إن سالما معنا في البيت ونحن وهو وزوجي في بيت واحد. وقد بلغ ما يبلغ الرجال. وعلمه ما يعلم الرجال. وقد أنزل الله - سبحانه - فيهم ما علمته تقصد قوله تعالي: "وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلك قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم" "الاحزاب" فكيف تري يارسول الله فيه؟ فقال - صلي الله عليه وسلم - أرضعيه خمس رضعات يحرم عليك فكانت أم المؤمنين عائشة تراه ابناً من الرضاع "صحيح مسلم". وفي رواية أن سهلة امرأة أبي حذيفة قالت يارسول الله: إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه - فقال: أرضيعه خمسا تحرمي به عليه. والسؤال لدي عامة الناس كيف جاز لسالم وهو رجل كبير أن يباشر عورة سهلة بشفتيه؟ يقول الإمام الألوسي - رحمه الله - إجابة عن هذا السؤال: إن المراد من قوله "أرضيعه يحرم عليك. بأن تحلب له شيئاً مقداره مقدار خمس رضعات فيشربه كما قال القاضي أي الإمام البيضاوي وبذلك أزيلت شبهة من يقولون: كيف جاز لسالم وهو رجل كبير أن يباشر عورة سهلة بشفتيه. ولكن هل إرضاع سهلة لسالم داخل تحت ضوابط الرضاع في الشريعة؟ الجواب: لا لأن الرضاع المحرم يكون خمس رضعات متفرقات وأن يكون في مدة الحولين. فما كان فوق ذلك أي بعد الحولين الرضاع لا يحرم وهذا هو المشهور عند أكثر أهل العلم. وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد أن العبرة بالحولين فما كان قبلها فرضاع معتبر.. وما كان بعد الحولين فليس بمعتبر قال - تعالي: "والولدان يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" وعن أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "لايحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وما كان قبل العظام" صحيح الشيخ الالباني في الارواء "2150".. وفي الحديث الصحيح "خمس رضعات معلومات يحرمن" إذن الرضاع المعتبر ما كان في الحولين - وماذا نفهم من قول الرسول - صلي الله عليه وسلم - وهو كبير تحرص عليه كيف نفهم هذا؟ * آراء العلماء في حديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لسهلة "أرضعيه تحرمي عليه". لقد حمل كثير من العلماء حديث سهلة علي أنه مختص بسهلة وبسالم. والدليل علي ذلك أن سائر أزواج النبي - صلي الله عليه وسلم - أبين ذلك أي أبين الأخذ بهذا الحديث وقلن: والله ما نري ذلك إلا رخصة من الرسول - صلي الله عليه وسلم - لسهلة لأنهم لم يرين هذا الحديث الذي هو رخص لأم حذيفة أن ترضعه لتحرم عليه لم يرين ذلك حكما عاما. ولا قضية مطلقة لكل أحد لاسيما وقد رده عمر. وأقر بأدب من أرضع من النساء كبيراً. وكان ذلك الرضاع لسالم. لأن أبا حذيفة تبني سالما وكان التبني مباحا فهذه خصوصية له. أما وأن التبني قد أبطله الله فيكون من السفه أن نسقط هذا الحكم علي الناس بعد إبطال التبني.. فاعتبروا يا من يتهكمون بحديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فأنتم لا تعلمون. لا تعقلون لا تفهمون. لا تتفكرون.