أكد الدكتور ناجح ابراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية أن داعش جماعة إرهابية تكفيرية ولهذا فلن تستطيع إقامة دولة حتي لو رفعت شعارات إسلامية براقة. وأضاف ناجح في منتدي الوسطية والحوار الذي عقدته الرابطة العالمية لخريجي الازهر ان التجربة التاريخية علمتنا ان التكفيريين لا يستطيعون إقامة دولة فالخوارج كانوا يملكون العتاد والرجال ورغم ذلك فشلوا في إقامة دولة والقاعدة هزمت ودحرت طالبان في أفغانستان ورغم ذلك عجزوا عن إقامة دولة ونفس الحال في مالي وتنظيم بوكو حرام باختصار فإن التكفيري يتفرغ لتكفير الناس لهذا يفشل في إقامة دعائم دولة مستقرة ونفس الحال ينطبق علي جماعة داعش الإرهابية التي تفرغت لتكفير العالم ولهذا فشلت وستفشل ولهذا فنحن نتعجب من قيام البعض من بني جلدتنا بتأييد ما يرتبكونه من مذابح رغم أنها - داعش - تكفر الناس جميعا وتكفر الجيوش العربية رغم أن التكفير في علم الفقه والشريعة حكم فردي ولا يسري علي المجموع فلا يجوز لي تكفير اسرة بأكملها لمجرد فسوق رجل فيها ولا يصح تكفير جيش بأسره رغم أننا لا نعرف كل أعضاء هذا الجيش. وقال ابراهيم ان داعش هي أخطر نماذج الجماعات التكفيرية في عصرنا الحالي خاصة وأنها تنتهج التكفير بالجنسية والتكفير بالسم والتكفير بالوظيفة فهي مثلا تذبح الأمريكيين لمجرد أنهم يحملون الجنسية الامريكية رغم أن المسلمون في عد النبي والخلفاء الراشدين حاربوا الفرس ولم يذبحوا المواطنين المدنيين من الفرس ولم يستبيحوا دماءهم وحاربوا الروم ولم يستحلوا دماء أبناءهم مضيفا أن التكفير والتفجير وجهان لعملة واحدة. مضيفاً: ¢إن التكفير دمر الخلافة وقتل الخليفة علي بن طالب. مؤكداً أن التكفير إذا حل بمكان تبعه التفجير والقتل. ويهدم الدول التي حل بها. وأضاف أن الخوارج أنهوا الخلافة الراشدة بالتكفير. وقتلوا به الشيخ الذهبي. واليوم الجيش والشرطة يواجهان بنفس الطريقة. منوها إلي أن الاغتيال المعنوي يتبعه الاغتيال المادي. وأكد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية. أن داعش تعد أعلي درجات التكفير التي عرفها التاريخ الإسلامي. مطلقا عليها ¢سوبر تكفير¢. مؤكدا أن الاصل عندها التكفير بينما الاصل في الاسلام الرحمة والتسامح ولابد أن يعرف ذلك كل العاملين في مجال الدعوة. كي يتمكنوا من مواجهتها. وتابع. أن القتل أصبح وظيفة حركة داعش. وأصبحت تكفر الجيوش العربية. بطريقة لم يعرفها الفقه الإسلامي من قبل. فهم يقتلون الشخص علي أساس جنسيته. وأشار ناجح إبراهيم. إلي أن المولي عز وجل لن يسأل الإنسان عن تكفيره للآخرين. وإنما سيسأله عن العدد الذي دعاه للهداية وحب الله. وأضاف ابراهيم أن حكم التكفير مناطه القلب ودلالته الجحود وليس ترك العمل ولابد ان يعي المسلم ان تعميم الأحكام منافي للشريعة فالله تعالي يقول لا تزر وازرة وزر أخري فلا يصح ان يقوم تنظيم إرهابي كتنظيم انصار بيت المقدس وأنا أعرفهم هم وجماعة أنصار الارض الإرهابية بتكفير كل من يرتدي زيا عسكريا من الجيش كان او الشرطة وهو ما يعرف باسم التكفير بالوظيفة فكما قلنا المسلمون حاربوا وطوال حروبهم لم يستهدفوا أبناء البلدان والدول التي حاربوها والإسلام حذر من قتل غير المسلمين فالعلي هي المقاتلة وليس مجرد اختلاف الدين ولقد سبق وهاجمت الجماعات الإرهابية لقتلهم الإنسان لمجرد أنه امريكي أو حتي اسرائيلي فكلنا يعلم ان الإسرائيلي قد يكون مسلما بحكم احتلال الكيان الصهيوني لأراضي عرب 1948 وعندما قال ايمن الظواهري ان الأمريكي والإسرائيلي يدفعوا الضرائب لتبني منها جيوشهم قلت له أن الضرائب نظام معروف منذ القدم ولم يفتي احد الصحابة او التابعين يوما عندما كانوا يحاربون الفرس او الروم باستحلال دم أبناء تلك الدول من المدنيين. وقال ابراهيم ان اخطر نماذج الجماعات الإرهابية هو داعش لأنها تفرغت للتكفير حتي أنها كفرت حتي الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية حتي اننا أصبحنا نعتبره تيار او تنظيم يذبح الإسلاام ذاته ولا يذبح غير المسلمين وأنا أعود وأؤكد ان تلك التنظيمات لن تقيم دولة فأنصار بيت المقدس ظل في سيناء ثلاث سنوات لم يستطع خلالها إقامة دعائم قرية صغير لا ان يقيم دولة إسلامية كما يزعم اعضاؤه. وختم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية قائلا أن الامة في حاجة لمنهج الازهر الذي يربي أبناؤه علي التعددية ولابد ان يتذكر الجميع أن خلاف الصحابة كان راجح ومرجوح بعكس داعش واخواتها فالإختلاف لديهم كفر وإيمان وهو ما يؤكد ان التكفير يستطيع أن يهدم ولا يستطيع ان يبني. علي الجانب الاخر قال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي عضو هيئة كبار العلماء نائب رئيس مجلس إدارة رابطة خريجي الأزهر. إن الجماعات المتطرفة تشوه الإسلام. وتحصره فقط في الإرهاب مؤكدا أن هذه الجامعات المتشددة تهاجم الأديان بجانب مهاجمة الأوطان. واصفاً إياها بالتنين الأسود. وأضاف القوصي خلال منتدي الوسطية والحوار الذي تنظمه رابطة خريجي الأزهر بمركز الأزهر للمؤتمرات. أنه ينبغي علي علماء الدين أن يتوصلوا للجذور الحقيقية لهذا الأفكار الشاذة لمعرفة كيفية مواجهتها. وشدد القوصي علي أن الأزهر يقف بكل ما أوتي من قوة ضد هذه الأفكار الشاذة وهو دائما ضد التطرف والفكر الأسود وخاصة أن مصر قد اكتوت بنار الارهاب الأسود. وتابع القوصي أن هذه الأفكار الشاذة لابد أن تواجه بالقيم والأخلاق لأن الموقف خطير. وتساءل عضو هيئة كبار العلماء. عن الخطورة الشديدة التي تحيط بالمسلمين من نشأة الأجيال والأطفال علي صورة الإسلام المشوهة وكيفية اقتلاع هذه الصورة المشوهة من هؤلاء. وتمني القوصي أن تنتشر سماحة الإسلام مرة أخري كما كانت في عهد النبي صلي الله عليه وسلم. من جانبه أكد الدكتور القصبي زلط. عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. أن المولي عز وجل أراد أن يجمع الناس علي دين واحد. منوهاً إلي أن رب العزة قد بين أن هناك أخوة إنسانية تربط بين الناس جميعا. وقرآننا يدعو إلي السلام ونفع الناس لا إيذائهم فإيذاء المسلم أو الاشارة له بحديدة يلعنه الله وملائكته. وأضاف زلط. أنه من العجب أن يفهم البعض أن علاقة المسلم بغير المسلم. علاقة عداء وحرب. برغم أن الخلاف العقدي سنة آلهية وأضاف أن الله لم يأمرنا بازالة الشرك وتناسي كل آيات الموادعة. معبراً عن استغرابه من نسخ كل آيات السلام. لقطات من المؤتمر * في محاولة من الأزهر لنشر الفكر الوسطي دعت الرابطة وزارة الشباب لإرسال عدد من الشباب لحضور المؤتمر وهو ما كان بالفعل ولكن المؤسف ان وزارة الشباب تعاملت مع الامر بروتينية شديد وجاءت بعشرات الشباب الذي لم يحاولوا الإنصات فنام منهم الكثيرون وتفرخ البعض الاخر للعب في الموبايلات وعندما فوجئوا قبل نهاية المؤتمر بورقة توزع عليهم تطلب رأيهم فيما قاله العلماء ضربوا أخماسا في أسداسا وقام أحدهم الذي كان مستيقظا بعض الشيء بمليء ورق كل الشباب!!! * ضجت القاعة بالتصفيق الشديد للدكتور ناجح ابراهيم الذي أبلي بلاء حسنا في كلمته وكان من الواضح أنه قام بتحضيرها جيدا بعكس كرم زهدي الذي فاجأ الجميع بكلمة مقتضبة للغاية !!