ختان الإناث إن ختان الإناث يكون بقطع "البظر" وجزء من الشفرتين الداخليتين وهو من الوجهة التشريحية كالاتي: يقع البظر في أعلي الفرج وتحت الارتفاق العظمي للحوض من الأمام وهو يتصل من أسفله بالشفرتين الداخليتين اللتين تبرزان علي جانبي فتحة الفرج. وتمثلان بوابة الفرج الذي يشتمل علي فتحة مجري البول في أعلاه ثم فتحة المهبل تحتها وتغطي فتحة المهبل بغشاء البكارة إلا من شق أو فتحات فيها لنزول دم الحيض وذلك في البنات الأبكار. والبظر في الفتاة يقابل القبل أي القضيب في الذكر. فموضعه في موضع القضيب وشكله مثله ولكن حجم البظر صغير فطوله نحو 4سم ومنغرس وهو رفيع جدا برأسه في نقطة التقاء شفري الفرج من أعلاه وكذلك ينتهي من الأمام بالرأس التي تشبه حشفة الذكر. ويتركب البظر من أسطوانتين من الأنسجة الكهفية مثل الأسفنج ورأس البظر هي التي تقطع في عملية الختان والتي ينبغي عدم الزيادة عليها إذا أردنا إتمام الختان الصحيح الذي لا يضر بالفتاة. فمن المعلوم طبيا أن رأس البظر عبارة عن قطعة صغيرة من النسيج المنتشر المتمدد الانتصابي وهو متصل بملتقي شفري الفرج من أعلاه بشريط من ذات النسيج الانتصابي وحيث يتجمع به شبكة من الأوعية الدموية والعصبية.. فهذه المنطقة هي منطقة الإثارة والشعور في عملية الجماع. والبظر ليس عضوا ظاهراً كقضيب الذكر ولكنه عضو ضامر مدفون في أنسجة الفرج وشكل البظر يشبه أنف الإنسان حيث يمثل الحاجز الأنفي جسم البظر وأرنبة الأنف تمثل رأس البظر. وحافتا الأنف تمثلان ساقي البظر اللتين علي جانبي عظمتي الحوض في اتجاه الفخذين. * كيفية ختان الإناث طبياً: عملية الختان عبارة عن قطع الجزء البارز من الشفتين الداخليتين من قطع الجزء البارز من جسم البظر وتجري هذه العملية قبل البلوغ. فكثير من الجهلاء الذين يختنون الفتيات يستأصلون البظر والشفتين الداخليتين استئصالا فاحشا فيذهبون بمعظم الأنسجة الحساسة المنتشرة الانتصابية التي تساعد علي الشعور بلذة الجماع وهذا هو الذي عناه الرسول صلي الله عليه وسلم عندما أرشد الخاتنة أم عطية الأنصارية بقوله: "أشمي ولا تنهكي" أي ينبغي إزالة جزء يسير من مقدمة البظر حتي ينضبط الشبق ويتزن ثم نهاها عن المبالغة في القطع. * ضرر عدم الختان من الناحية الطبية للإناث: إن البظر لو لم يقطع "أي لم يختن" فإنه لا ينشأ عنه ضرر صحي اللهم إلا في نادر الحالات حيث يعظم حجمه خلقيا حتي تشبه الفتاة الخنثي. وكذلك لو تركت المرأة بدون ختان فإن البظر والشفرتين الداخليتين يخرج كل منهما بطوله عن شفرتي الفرج فيكثر احتكاك ثوب المرأة بها فيتسبب عن ذلك إثارتها واهتزاز اعصابها الأمر الذي قد يكون سببا في إصابة المرأة بالبرود الجنسي بسبب تعودها علي هذا الاحتكاك والإثارة. * حكم الختان عند الأئمة الأربعة: ذهب الإمام الشافعي وجمهور أصحابه وكثير من العلماء إلي أن الختان واجب علي الرجال والنساء جميعاً. قال النووي: وختان الرجل يسمي إعذارا وختان المرأة خفضاً وعند أحمد ومالك وأبي حنيفة سنة فيهما لا فرض قال ابن حجر: لو أسلم الكبير لم يتم إسلامه حتي يختتن. وقد أخرج الإمام أحمد أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء". وذكر الحافظ في التلخيص حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "من أسلم فليختتن". وأخرج أبوداود عن عبدالملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية: أن امرأة كانت تختتن بالمدينة فقال لها النبي - صلي الله عليه وسلم: "لا تنهكي فإن ذلك أحظي للمرأة وأحب إلي البعل". والختان من شعار الدين وبه يعرف المسلم من الكافر حتي لو وجد مختون بين جماعة قتلي غير مختونين صُلي عليه ودفن في مقابر المسلمين وهذا يعم الذكر والأنثي ففي هذا القول ضعف ذلك لأن اليهود يختتنون. وأري بعد هذا العرض الطبي والأدلة النبوية بوجوب الختان للذكور واستحبابه للنساء مع وجوب قيامه طبيب متخصص في الجراحة بعمل الختان والفحص. فقد لا تحتاج فتاة إلي عملية الختان لأن أعضاءها صغيرة ولا نترك الختان للجهلاء فقد ينهك العضو ويأخذ منه بقدر كبير مما يؤدي إلي نتائج سيئة وخصوصا أنه مكرمة في حق المرأة. وأري كذلك ضرورة إجراء الختان للإناث في هذه الأزمنة التي انتشرت فيها الملابس الملاصقة للجسم و"البناطيل" وغير ذلك من الملابس الضيقة التي تلبسها الفتيات. فإن هذا الالتصاق سلاح ذو حدين فقد يؤدي إلي الاحتكاك بالبظر والشفرتين ما يؤدي إلي الإثارة الجنسية. فإن المرأة لو لم تختتن فإن بظرها ينتصب بسهولة ويسر عند الاحتكاك بملابسها الداخلية وكذلك عند الإثارة بالنظر إلي الرجال وسماع الغناء وغير ذلك وبتكرار الانتصاب يكون ذهن المرأة مشغولا معظم الوقت بالرغبة الجنسية مما يصيبها بالقلق والأرق والاضطراب النفسي والعصبي واصفرار البشرة بسبب ذلك وهنا نجد الحكمة النبوية في قول المصطفي صلي الله عليه وسلم "يا أم عطية اخفضي ولا تنهكي. فإنه أسري للوجه وأحظي عند الزوج وفي رواية "أنضر للوجه". وأما الوجه الآخر فإن تكرار الاحتكاك بالملابس بهذه الاعضاء قد يؤدي إلي البرود الجنسي وعدم الرغبة الجنسية وهذا ما يؤدي إلي فساد الحياة الزوجية.