* تسأل نجلاء عبدالحميد من كفر الشيخ: لماذا سميت ليلة النصف من شعبان برأس السنة الإيمانية؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: إذا كان هناك يوم يعرف برأس السنة الميلادية ويوم يعرف برأس السنة الهجرية فلا مانع ان يكون للمسلم يوم يعرف برأس السنة الايمانية يكون تاليا لليلة النصف من شعبان حيث ان ليلة النصف من شعبان هي ليلة العرض العام لأعمال العام كله وهي ليلة الحصاد لموسم من أعمال قد تكون أعمال بر وخير وقد تكون غير ذلك ومن المعلوم من أمور الدين ان للمسلم عرضا يوميا لأعماله كما ان له عرضا اسبوعيا كما ان له عرضا سنويا إجماليا. * فالعرض اليومي يتمثل في نزول الملائكة كل يوم وليلة يلتمسون عمل المسلم ويعرجون ببيان حالة عنه من حيث العمل الصالح أو الطالح قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم كيف وجدتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون رواه البخاري ومسلم. والملائكة المسئولون هنا ليسوا الحفظة المقصودين بقوله تعالي "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" آية رقم 11 من سورة الرعد وليس الكتبة المقصودين بقوله تعالي "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" آية رقم 19 من سورة "ق" وإنما هم غيرهم كما رجحه القرطبي وابن حجر ص44 ج2 فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر. * والعرض الاسبوعي يتمثل في نزول الملائكة يلتمسون عمل المسلم ويعرجون ببيان حالة عنه وذلك في يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع قال رسول الله صلي الله عليه وسلم تعرض أعمال الناس كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا هذين حتي يفيئا رواه مسلم وابن حبان عن أبي هريرة. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا تعرض الأعمال علي الله تعالي يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله إلا ما كان من متشاحنين أو قاطع رحم رواه الطبراني في الكبير عن أسامة بن زيد. * والعرض السنوي ويتمثل في نزول الملائكة لتفقد حال المسلم والعروج ببيان حالة عنه طول العام فهذا العرض أشبه بحساب ختامي للعام كله وهو يكون في ليلة النصف من شعبان. فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم لم أراك تصوم من شهر ما تصوم من شعبان فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم رواه احمد والنسائي. فدل هذا الحديث الذي رواه أسامة بن زيد علي ان شهر شعبان هو شهر رفع الأعمال إلي الله تعالي ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: ان الله ليطلع إلي خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن أو قاتل نفسه رواه أحمد عن عبدالله بن عمر ومعلوم ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يغص هذه الليلة بعبادة مستقلة فيما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلي الله عليه وسلم من الليل فصلي فأطال السجود حتي ظننت انه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتي حركت إبهامه فتحرك فرجعت فسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك إليك. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك. فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: يا عائشة أظننت ان النبي صلي الله عليه وسلم قد خاس بك؟ قلت: لا والله يا رسول الله ولكنني ظننت انك قد قبضت لطول سجودك فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: هذه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم رواه البيهقي والمنذري في الترغيب والترهيب. وإذا كان العرض الختامي كما رأينا في ليلة النصف من شعبان. فليلة النصف من شعبان علي ذلك تكون نهاية السنة الإيمانية للمسلم واليوم التالي لهذه الليلة هو رأس السنة الإيمانية. وفقنا الله تعالي إلي ما يحب ويرضي.