ضمن الحلول المطروحة لمواجهة السد الأثيوبي حل يقوم علي ربط نهر النيل بنهر الكونغو مما يوفر أكثر من مائة مليار متر مكعب سنويا تذهب الآن سدي في المحيط الهندي. وسمعنا أحاديث تليفزيونية وقرأنا موضوعات صحفية عديدة تحدث خلالها عدد من خبراء السدود والموارد المائية في مصر حول هذا المشروع الحيوي والهام والضروري. ولما كنت ممن لا يحبون استعراض العضلات والمعلومات في الأمور التي تتسم بالجدية دون تقديم أدلة مقنعة ومعلومات محددة وواضحة ودقيقة لم يعجبني كثيرا ما تحدث به بعض هؤلاء الخبراء ومنهم العالم المصري والخبير الدولي في الموارد المائية الدكتور أحمد الشناوي مع زملاء له في بعض البرامج التليفزيونية منها برنامج اتجاهات علي قناة صوت الشعب وبرنامج مصر في أسبوع علي القناة الأولي. لقد أفاد عالمنا المحترم هو ومن معه أن مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو مهم وضروري وممكن وتم الحصول علي موافقة الدول المعنية. طبعا نحن غير المتخصصين نعرف جيدا أن المشروع مهم وضروري ولابد من موافقة الدول المعنية فلم يأتوا بجديد ولم يتفضل أحد من هؤلاء العلماء بالإجابة علي الأسئلة الملحة التي يبحث كل منا مثل: ما هي الدول التي ستمر في أراضيها الوصلة التي ستربط النهرين النيل والكونغو ؟ وما هي الجهات في هذه الدول التي أعطت الموافقة ؟. وكم سيكون طول هذه الوصلة ؟. وكم متراً سيكون عرضها ؟. وكم متر سيكون عمقها ؟. وكم ستتكلف من مليارات وما المدة التقديرية التي يستغرقها إنجاز هذا المشروع؟. وفجأة فجر لنا الدكتور أحمد الشناوي مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال: لو طلب مني أجيب مياه نهر الأمازون إلي مصر أجيبها !!. - يا سلاااااااام الدكتور أحمد الشناوي علي استعداد أن يأتي لنا بمياه نهر الأمازون الذي ينبع من الأكوادور والبيرو وغيرهما ! . لا أخفيكم سرا أنني عندما سمعت استعراض العضلات هذا أصبت بنوع من الإحباط الشديد خوفا من أن يكون حديثه عن مشروع ربط نهري النيل والكونغو من باب الحديث عن جلبه مياه نهر الأمازون لمصر. ذكرني الدكتور أحمد الشناوي بحبيب قال لحبيبته : أنا يا حبيبتي علي استعداد أجيب لك لبن العصفور !. لكن كانت الحبيبة لئيمة فقالت له: - يا ريت يا حبيبي تجيب لي لبن العصفور والله إني في أشد الحاجة له ! . غاب الحبيب عنها لمدة يومين ثم عاد قائلا: - اتفضلي يا حبيبتي ها هو بالعصفور نفسه قد أتيت به لك وما عليك إلا أن تحلبيه. وزمان كان في الإذاعة المصرية برنامج فكاهي يقوم علي ¢ الفشر¢ أي الكذب الكبير عيني عينك يقدمه اسمان حركيان هما أبو لمعة والخواجة بيجو . وفي إحدي الحلقات قال أبو لمعة لصديقة: - أمس وانا رايح الجامع أصلِّي العشاء شُوفت سمكة كبيرة معدِّية من الترعة اللي قدام الجامع وساعة صلاة العشاء كانت راسها اللي معدية ولما رحت أصلي الفجر النهاردة لقيت ديلها لسة بيعدي!. استغرب الخواجة بيجو من اتساع هذه الكذبة فقال له: - انا رحت السوق النهاردة اشتريت حلة أو طاسة مدورة طول قطرها خمسة كيلو متر !! . عندئذ صرخ أبو لمعة وصاح قائلا: - يا راجل يا كذاب هو فيه حَلَّة ولا طَاسَة في الدنيا طول قطرها خمسة كيلو متر مربع ؟! . رد الخواجة بيجو قائلا: - إمَّال يعني هنقلي السمكة بتاعتك في إيه؟! . المهم ومع احترامي لعالمنا الكبير الدكتور أحمد الشناوي نتمني أن يحدثنا حديثا هندسيا دقيقا حول مشروع ربط النهرين النيل والكونغو مع التأكيد علي عدم التفريط في نقطة مياه واحدة من جراء السد الأثيوبي والحل لدي مصر يعرفه الجيش جيدا. أبيات شعر لأحمد شوقي دائما أرددها في غربتي : يا ساكني مصرَ إنّا لا نزال علي عهد الوفاءِ وإن غِبنا مقيمينا هلا بعثتم لنا من ماءِ نهركمُ شيئاً نبلُ به أحشاء صادينا كلُّ المناهل بعد النيل آسنةى ما أبعد النيل إلا عن أمانينا