منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الاحتفال العالمي بيومها:
العدالة الاجتماعية.. تبحث عن رجال!!
نشر في عقيدتي يوم 25 - 02 - 2014

يحتفل العالم هذه الأيام ب "اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية"وتناسي الجميع أن أفضل صورة للعدالة الاجتماعية جاء بها الإسلام ولو أحسنا فهمها وتطبيقها ما بقي عندنا فقير. ولقضينا علي البطالة. ولتم استئصال التسول والعشوائيات وكل الظواهر السلبية التي تنخر في بنيان ونسيج المجتمع المصري والتي زادت بعد الثورة بسبب غياب الرؤية الصحيحة لتحقيق العدالة الاجتماعية كأحد الأهداف الكبري للثورة.
في البداية تقول أحلام الأسمر عضو المجلس القومي للمرأة الوضع لا يدعو للتفاؤل لأن العدالة الاجتماعية التي حلمنا بها في ثورتي 25 و30 لم تتحقق ولم تعد له اساس لعدة أسباب فمثلاً عدم وجود حكومة قوية يقلل من فرصة تحقيق العدالة الاجتماعية والانتقالية حتي الآن ليس هناك وضوح كامل لرؤية خارطة الطريق للفقراء والشباب بالرغم من أن ثورة مصر تزامنت مع ثورة تونس إلا أن تونس حققت نسبة كبيرة من أمنيات ثورتها لأن هناك اتفاقا في وجهات النظر بين التيارات المختلفة فهناك تجانس وتآلف بين هذه التيارات. أما في مصر فلم يتحقق هذا التجانس ولا التآلف داخل الحزب الواحد حتي إن البعض يطالب بإعدام التيار الآخر وليس إقصاؤه فقط كما لم نقدم النموذج الذي يمكن أن تحلم به الدول الأخري.
وكيف تتحق العدالة الاجتماعية ومنذ ستين سنة ونحن مختلفون حول فرصة وجود المرأة في الحياة السياسية وايضا بعد ثورتين لم يتحقق للمرأة ما كانت تصبو إليه فمازال حلمها بمجلس الدولة لم يتحقق حتي أن الحكومة الحالية ليس بها سوي 3 وزيرات.
كذلك هناك ازدواجية في عرض الأفكار فالبعض يدعو إلي التسامح في العلن أما في الأحاديث الجانبية فإن لغة الانتقام هي السائدة.
أضافت إذا لم نكن منصفين في التعامل مع بعضنا فلن يكون هناك استقرار اقتصادي أو اجتماعي ولهذا لابد أن نراجع اسباب الثورتين وأن نعرف أي طريق هذا الذي تسير فيه مصر؟ وأي مصير ينتظر هذا المواطن علينا أن نأخذ التجارب الناجحة ونطوعها وأن تكون هناك شفافية في عرض الحقائق.
وتري ابتسام عضو مجلس الشعب الأسبق أن العدالة الاجتماعية في مفهموها البسيط هي عدم التميز بسبب اللون أو الجنس أو العقيدة وضغط الفوارق بين الطبقات بما يحقق العدالة الاجتماعية والوصول إلي احتياجات المواطن البسيط وهي أحد مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيه ولهذا فإن دستور 2014 أعطي نوعا من الضمان في أن يصبح ظهير التشريعات تكرس لتحقيق العدالة علي أرض الواقع وهي تحتاج إلي ارادة سياسية قوية لتحقيقها وأصبح هناك وعي شعبي بمفهوم العدالة والسعي لتحقيها بدليل المطالبات والاضرابات.
أما الاستجابات المحدودة فهي نتيجة لضعف الامكانيات اضافت: لن تتحق العدالة كاملة إلا بدفع عجلة الانتاج وتكون هناك موارد كافية لتحقيق العدالة وتطبيق الحد الأدني من الأجور وهو نقطة فاعلة وإيجابية.
عدم التفاؤل
تشير مني عزت رئيس وحدة رفع الوعي بمؤسسة المرأة الجديدة إلي أن العدالة الاجتماعية هي أن توفر الدولة الاحتياجات الاساسية للمواطنين بدون وساطة أو دفع رشاوي أما الدولة فهي تهدر كل قيم العدالة فهناك محافظات محرومة من جميع أنواع الخدمات وكل الحكومات التي أعقبت الثورة تطبق نفس السياسة القديمة التي خرج عليها الناس فمثلاً لم يطبق الحد الأدني والأقصي في العديد من المحافظات بدليل أن الاحتجاجات العمالية مازالت مستمرة وهي اجراءات محدودة قامت بها الحكومة. وايضا فالسياسات الآن مازالت منحازة لأصحاب رؤوس الأموال وحتي الآن لا يوجد برنامج لمرشحي الرئاسة وكأن الأمر مسلم به. فالطريقة التي تدار بها المرحلة "خريطة الطريق" لا تنقلنا لأي تحول ديمقراطي فالشباب يتم القبض عليهم ومازال مسلسل تعذيب المدنيين في الأقسام مستمراً والأهالي تتعرض للضرب والأجهزة تهدم بيوتها والحقيقة أن المستقبل لا يدعو للتفاؤل.
مسئولية المجتمع
تري المهندسة ابتسام أبورحاب عضو مجلس الشعب الأسبق أن مصر لم تصل للعدالة المنشودة وأمامنا طريق طويل لتحقيقها ذلك لأنه ليس لدينا اقتصاد قوي يسمح بهذا التطبيق وما ورد بالدستور الجديد يحتاج إلي اقتصاد قوي غير متوفر لأن المجتمع المصري والمواطن مسئول في المستقبل عن استقرار الأوضاع حتي يتم انعاش الاقتصاد لذلك لابد أن نقف جميعاً لنقدم يد العون ونبدأ اجراءات "شد الحزام" ونعتبر انفسنا في حالة حرب وأن تكون مصلحة مصر العليا فوق كل اعتبار وتؤكد علي ضرورة أن يكون الرئيس القادم قوياً وأن تكون هناك خطة طموحة لها قواعد لانعاش الاقتصاد القوي وتكون العدالة الاجتماعية أحد أهم أولوياتها. وأن يكون البرلمان علي قلب رجل واحد.
أزمات نفسية
يشير الدكتور جمال شفيق أستاذ العلاج النفسي ورئيس قسم الدراسات النفسية بمعهد الدراسات العليا للطفولة إلي أن ما نشاهده الآن ليس بعجيب أو بغريب بعد ما عانينا طوال الثلاثة عقود الماضية من مظاهر الانحراف والاضطراب والمشاكل والمصائب والكوارث والأزمات ونقص السلع واخفائها وغلاء الأسعار والمتاجرة بقوت الشعب وقضايا الغش والتزوير والنفاق والنصب والسرقة والجشع والخداع كل هذه الأمور نتيجة الظلم وعدم تحقيق سبل العدالة الاجتماعية والمساواة وتحقيق الفرص المناسبة لمن يستحقونها.
وفي ضوء ذلك ظهرت هناك فجوة كبيرة في المجتمع ما بين الأغنياء والفقراء فازداد الأغنياء غني وازداد الفقراء فقراً مع انه أيام النبي الكريم حين التزم المؤمنون من الأغنياء بسداد ما عليهم من أموال الزكاة لبيت مال المسلمين زادت الأموال عن حاجة الفقراء وأصبح بيت مال المسلمين ممتلئاً بالأموال وبالخيرات ولا يوجد من يعطونها إليه. لأن حكمة الله سبحانة وتعالي قائمة علي اقامة العدل والتوازن بين أفراد المجتمع وطبقاته وبين الناس وبعضهم البعض وبالتالي فليس غريباً أن نشاهد الآن في جميع الميادين وفي كثير من الشوارع وحتي المواصلات العامة اصبحت فئة أو جماعة الشحاتين والمحتاجين كثيرة جداً كل هذا الآن الغني أصبح يتهرب من الضرائب ويتفنن بشتي الطرق المنحرفة في التضليل والتزييف والتزوير والرشوة ومسالك ومخارج الشيطان كثيرة.
أضاف: أن التمادي أو عدم الاهتمام بأحوال الفقراء وهم للأسف كثيرون يجعلهم يلجأون إلي المظاهرات والفوضي والاضرابات والاحتجاجات وتوقف العمل والانحلال والغش والسرقة وهنا نلفت الانتباه إلي بعض الانتهازيين أو غير الوطنيين الذين ينتهزون الأحوال السيئة للبلد ويعطلون العمل بلا سبب ويوقفون الانتاج تحت مسمي أي مكسب يحصلون عليه في حين أن الوقت غير مناسب.
لا نستطيع أن ننسي أو نتغافل أنه نتيجة المشاكل الاقتصادية والاحباطات وعدم حصول بعض المواطنين أو مقدرتهم علي تلبية احتياجات الأسرة الاساسية تجعلهم يدخلون في دائرة الاضطرابات والمشاكل النفسية ومع الأزمات تتحول إلي أمراض نفسية وليس بسر في أنه في الفترة الأخيرة زادت حالات الأمراض النفسية بين الناس نتيجة المعاناة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وغلاء الأسعار ومشكلات الإرهاب كذا فإن معايشة الأطفال للأحداث الجارية تجعلهم يصابون باضطراب نفسي خطير يطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة اي الصدمات النفسية التي يعايشونها يومياً.
ويؤكد الدكتور جمال شفيق أن استقامة أمورنا وتحسن احوالنا ما كانت عليه في الماضي حين سادت الحضارة الإسلامية وانتشرت وسطع نورها علي كل انحاء العالم يكون بالرجوع إلي الدين والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه وأن نراعي الله في سلوكنا وتصرفاتنا وأحوالنا وافعالنا وأن نراعي حدود الله ونطيع اوامره لان الزكاة فريضة وأن نعود إلي اخلاق الريف وأخلاق ابن البلد وأخلاق ابن الحارة ويعود الحب والسلام بين الناس يشعر الناس بأنهم لا يحصلون علي الاساسيات الضرورية وعلي حقوقهم وعلي وغذائهم وعلي المسكن المناسب ومياه الشرب النقية وأن يتعلم أولادهم في المدارس بجودة العلم وليس بمجانية التعليم كما يقال وتنعدم كل الخدمات الصحية داخل هذه المستشفيات التعليمية كما يقال وتنعدم كل الخدمات الصحية داخل هذه المستشفيات. أما اذا شعر المواطن انه ينال حقه بدون رشوة وبدون وساطة ومحسوبية سوف ترتفع بين الناس قيمة الانتماء وحب الوطن والعمل من اجله والتضحية في سبيله. ولنتكاتف معاً ولتتضافر الجهود والأيدي والعقول من أجل أن تصل مصرنا العزيزة إلي موقعها الريادي في المنطقة وذلك يسياً وقريب.
نماذج مضيئة
يري الدكتور عبدالله عبدالفتاح الباحث بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر أن العدالة الاجتماعية في الإسلام هي: أمر إلهي قبل أن يكون مطلبا إنسانياً. فردياً واجتماعياً يقول الله تعالي:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي" النحل 90. وجعل الإسلام العدل من القيم الإنسانية الأساسية التي جاء بها الإسلام. وجعلها من مقومات الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية. حتي جعل القرآن إقامة القسط أي العدل بين الناس هو هدف الرسالات السماوية كلها. قال الله تعالي:" لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" سورة الحديد 25. وليس ثمة تنويه بقيمة القسط أو العدل أعظم من أن يكون هو المقصود الأول من إرسال الله تعالي رسله. وإنزاله كتبه. فبالعدل أنزلت الكتب. وبعثت الرسل. وبالعدل قامت السماوات والأرض وبالعدل قامت حضارات وبقيت.. الخ.
وعن أهمية العدل في الإسلام قال: تتضح أهمية العدل في الإسلام في كونه صفة من صفات الله تعالي حيث إنه سبحانه وتعالي هو "العدل" ويعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن. وكررها في العديد من الآيات. ولقد فرض الله العدل علي المسلمين ليشمل كل شيء في حياتهم. ابتداء من العدل في الحكم. إلي الشهادة ومعاملة الأسرة والزوجة وجميع الناس حتي مع الأعداء والخصوم فلقد قال الله تعالي:" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" النساء 58 وايضا قال الله تعالي:" ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي" المائدة 8.
وعن أسس ومبادئ العدالة الاجتماعية في الإسلام أوضح أن المنظور الاقتصادي الإسلامي للعدالة الاجتماعية يقوم علي العدل الذي هو قاعدة من قواعد النظام العام الإسلامي واتساقاً مع ذلك اعتبر المنظور الاقتصادي الإسلامي العدالة الاجتماعية غاية للنشاط الاقتصادي للمجتمع المسلم والدولة الإسلامية كممثل له وذلك من خلال تقريره لشرطي العدالة الاجتماعية: الشرط الأول: تكافؤ الفرص يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه"والله ما أحد أحق بهذا المال من أحد. وما من أحد إلا وله نصيب في هذا المال. نصيب أعطيته أو منعته. فالرجل وبلاؤه في الإسلام. والرجل وعناؤه وحاجته. والله لئن بقيت لهم ليصلن الرجل حقه من المال وهو في مكانه يرعي". أما الشرط الثاني: عدالة توزيع الثروة الذي يتضمن عدالة الأجور. روي أن أباعبيدة تحدث يوماً مع عمر "رضي الله عنه" في استخدام الصحابة في العمل فقال "أما إن فعلت فاغنهم بالعمالة عن الخيانة".
واستطرد: من أسس العدالة الاجتماعية في المنظور الاقتصادي الاسلامي إقرار هذا المنظور الكثير من حقوق العمال بالتوازي مع إقراره لواجباتهم والتي يجب أن يسعي المجتمع المسلم كله بما فيه الدولة الإسلامية كممثل له. إلي توفيرها وحمايتها. ومن هذه الحقوق: الحق في الأجر العادل: من هذه الحقوق حق العامل في الأجر العادل. وهو ما يستدل عليه من ربط القرآن. والسنة بين العمل والأجر. كما في قوله تعالي "قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت" "القصص: 25". كما يستدل عليه من قول الرسول صلي الله عليه وسلم:"ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطي بي ثم غدر. ورجل باع حراً فأكل ثمنه. ورجل استأجر أجيراً فاستوفي منه ثم لم يعطه أجره" وقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه". وتعد العدالة الاجتماعية من أهم مكونات وأساسيات العدل في الإسلام: أما القانون الثاني الذي وضعه الإسلام لضمان التحرر الوجداني الحقيقي فهو التكافل الاجتماعي. والتكافل الاجتماعي يقصد به التزام الأفراد بعضهم نحو بعض. فكل فرد عليه واجب رعاية المجتمع ومصالحه وليس المقصود بالتكافل الاجتماعي في الإسلام مجرد التعاطف المعنوي من شعور الحب والمودة. بل يتضمن العمل الفعلي الإيجابي الذي يصل إلي حد المساعدة المادية للمحتاج. وتأمين حاجته بما يحقق له حد الكفاية. وذلك يكون عن طريق دفع الزكاة. فإن لم تكف فيؤخذ من الأغنياء ما يكفي للفقير. كما أن الإسلام لم يتحدث عن العدل حديثاً مجرداً إنه يضع من النظم ما تحققه كالزكاة والعمل الطيب. وقد جعل القرآن الزكاة قرينة للصلاة. والعمل الطيب قريناً للإيمان بالله وحدد القرآن مصارف الزكاة تحديداً. وجعل من أكبر الأعمال الصالحة الإنفاق وكافة صور التكافل الاقتصادي.
وأنهي الدكتور عبدالله عبدالفتاح كلامه بتوضيح قواعد الإسلام في ترسيخ مباديء العدالة الاجتماعية فقال: وضع الإسلام قواعد لترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وبذل النبي صلي الله عليه وسلم جهوداً كبيرة في غرسها وتحويلها في حياة الناس إلي سلوك وعمل.. وأهم هذه القواعد ما يلي:
1- تربية الفرد المسلم وتنشئته علي أن المال هو في الأصل مال الله تعالي. فهو وحده خالق السماوات والأرض ومن فيها. وكل ما في الكون فهو ملك لله تعالي" وءاتوهم من مال الله الذي آتاكم" النور 33.
2- تربية الفرد المسلم وتنشئته علي أنه هو وسائر البشر مستخلفون في هذا المال الذي في أيديهم. وأهم هذه الثروات ودائع مستردة. فلن يأخذوا منها شيئاً معهم إلي القبر. ولذلك فما عليهم إلا أن يحسنوا الخلافة فيما استخلفوا فيه قال تعالي" وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" الحديد 7.
3- تربية الفرد المسلم وتنشئته علي أن قيمة الانسان في الإسلام بتقواه. وليس بحجم ما يملك. أو نوع ما يعمل.
وإذا كان هناك من تفاوت أو تفاضل في جانب التملك أو الثراء. فما ذلك لحكمة جليلة. وهي إدارة شئون الحياة قال تعالي: "أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً" الزخرف 32.
والغاية من التفاوت هي تنويع العمل وتوظيف العامل. وأداء الخدمات المتبادلة بين الناس فلا يستغني السباك عن النجار. ولا يستغني الوزير عن البناء. كما لا يستغني هؤلاء عمن يربر لهم شئون حياتهم. ويعلم ابنائهم. وبذلك يكون كل واحد خادم ومخدوم في نفس الوقت.وليس هناك فرد أفضل من فرد إلا بقدر إتقانه للعمل. وإخلاصه في أدائه لعمله. والتقوي لله تعالي. وهذا تقوم الحياة علي المنافع المتبادلة قال تعالي:" انظر كيف فضلنا بعضهم علي بعض وللآخره أكبر درجات وأكبر تفضيلاً" الإسراء: 21.
4- دعوة الإسلام إلي العمل ووجوبه علي الانسان. وضرورة سعيه إلي الحركة والاستثمار قال صلي الله عليه وسلم "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ويشمل العدالة الاجتماعية في الإسلام غير المسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.