* يسأل كامل عيسي من البتانون شبين الكومالمنوفية: ما هي كيفية الدعاء للميت بعد دفنه؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر من السنة ان يقف المشيعون للجنازة عند قبر الميت بعد دفنه مقدار نصف ساعة والدعاء له بالغفران والتثبيت لأنه في هذا الوقت يسأل في قبره عن ربه والدين الذي مات عليه الرجل الذي بعث فيكم؟ لفعل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عندما فرغ من دفن احد الصحابة وقف عليه وقال: استغرفوا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل - رواه الحامك وروي مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أوصي ابن عبدالله عند موته قائلا: وإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور - جمل صغير - ويقسم لحمها حتي استأنس بكم وانظر ماذا اراجع به رسل ربي ومن السنة ان يسبق الدعاء موعظة موجزة تذكر الحضور بالموت وما بعد الموت وحساب البر والدار والآخرة وهذا من باب ذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين وتهييء القلوب للدعاء والتضرع لما رواه علي بن ابي طالب قائلا: كنا في جنازة البقيع فأتانا النبي - صلي الله عليه وسلم - فقعد وقعدنا حوله حتي ينتهوا من حفر اللحد أي القبر ثم قال: ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وكتب شقية أو سعيدة فقال رجل: أفلا نتكل علي كتابنا؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق الله "متفق عليه" فلما انتهوا من الحفر والدفن قال - صلي الله عليه وسلم - "استغرفوا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" أما عن كيفية الدعاء للميت بعد دفنه سرا أو جهرا فالأمر فيه سعة ولا داعي للاختلاف المذموم ولا تضيقوا ما وسع الله ورسوله علينا فإذا شرع الله تعالي أمرا وكان علي جهة الاطلاق ويحتمل في فعله وكيفيته اكثر من وجه فكل وجه فيه صحيح وكل من أخذ بأيهما علي صواب والواجب ان يؤخذ الأمر علي اطلاق وسعته ولا يصح تقيده بوجه دون آخر إلا بدليل من الكتاب والسنة أو فعل الصحابة أو اجماع الأمة كما انه لم يفيد - صلي الله عليه وسلم - الدعاء سرا أو جهرا بل طلب من أمته عدم الاكثار من السؤال في المسائل التي سكت عنها حتي لا تفرض عليهم ولا يطوقها فقال "ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وجرم حرمات فلا تنتهكوها. وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها" رواه الدار قطني لأن السؤال عما سكت الله عنه يفضي إلي التكاليف الشاقة وبين - صلي الله عليه وسلم - فداحة جرم من كان سبب في التضييق علي المسلمين بكثرة سؤاله عما سكت الله رحمة بالناس فقال "أعظم المسلمين جرما رجل سأل عن شيء ونقر عنه فحرم علي الناس من أجل مسألته" رواه مسلم مما سبق فإن الدعاء للميت بعد دفنه سرا أو جهرا جائز وكلاهما صحيح المهم الاخلاص في الدعاء واستحضار القلب وهذا أرجي للقبول والله أعلم.