الآفة الكبري التي ابتلي بها العرب والمسلمون في كل عصر.. الاستغراق في الكلام وفنون الكلام.. وزينوا لانفسهم كل امر.. وسموا ارباب الفصاحة والبيان.. وتطور الامر او انحدر الي المعارك الكلامية وسادت لغة اقل رصانة مع ارتفاع نبرة الهجاء والفخر.. ومع استمرار تنكر العرب للغتهم وتخليهم عن فصاحتهمپضاعت منهم الحكمةپوسادت الغوغائيةپحتي وصلوا الي مرحلة الظاهرة الصوتية.. يتكلمون ولا يفعلون.. رغم انهمپيقرأون في كل يوم ومعپكل صلاة..¢ كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ¢.. وحتي هذهپانحدر الحال معها.. ويكاد يصل الحال بهم الي القاعپبعد ان اصبحوا غير قادرين حتي علي مجرد الكلام واصبحت امورهم تقضي بأيدي غيرهم وقضاياهم المصيرية والحساسةپيحسمها غيرهم.. وهم عنا غائبون ومغيبونپتائهونپضائعونپمضيعون.. في كل مناسبة تسمع وتقرأ افكارا جميلة واراء متعددة.. ويتم الاعلان عن دراسات وقرارات توصف بالحاسمة ورؤي ينعتونها بالمستنيرةپوغير ذلك من كلام مليء بالكلام الفارغ منه والمليان.. وبما اننا في اجواء ثورية ملتهبة.. ونحتفل بذكري ميلاد سيد الخلق محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.. رسول الهدي والنور. اري انه لابد ان ننتهز الفرصة ونجعل منها نقطة انطلاقة حقيقية.. وانتفاضة علي اوضاعنا المتردية بلپوالمأساوية.. نريد ان نجعل من ذكري مولد النور علامة فاصلة ونقطة ارتكاز لبداية الاصلاح الحقيقيپوالتحرك الجاد والشامل نحو المستقبل. وليس عيبا ان يقال ان الاحداث الطارئة فرصته أو استدعته علي عجل..پفالحكمة تقتضي اقتناص كلپفرصة سانحةپوجعلهاپنقطة انطلاقپوانتفاضة حقيقيةپلتصحيح الاوضاعپخاصة علي الصعيد الاسلامي والشأن الدعوي والفكريپوالاقتصادي والسياسي والعلاقات مع الاخر في الداخل والخارج.. نحن لا ينقصنا الافكار او التصورات الحقيقية والصحيحة للمشكلات التي نتعرض لها او تلك التيپنصنعها بأيدينا أو نوقع انفسنا فيها.. لكننا مرتبكونپخائفون.. مائعونپمتميعون.. نخاف من الحزم والحسم.. وكأننا مغرمون بأن تظل القضايا معلقة.. نخشي الوثوب الي المستقبل وكأن مجهولا هناكپسيبتلعنا.. نخشي السماح والتسامح وكان الامر سينتقص من اقدارنا ويشوه وطنيتنا وحبنا المخلص لوطننا ومستقبله.. نفضل ان نظل قابعين مختبئينپفيپابار الكراهية التي حفرنا معظمها واعمقهاپبأيدينا.. مظنة الا تنكشف عوراتنا وننسي ان كل سوءاتنا علي الملأ ليل نهار.. صارت مضغة تلوكها كل الالسنة وعلي كل صعيد. في الاحتفال بذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم احصيت العديد من الافكار المهمة والاطروحات الجادة نابعة من قراءة للواقع الاليم الذي نعيشه علي كافة المستويات.. وقلت ليتنا نتخذ منها منهجا عمليا للانطلاق ونعمل جاهدين علي ان نطبقها علي الارض.. نزيل ونمحو اثار عدوان حدث من هنا وهناك.. ونبذر لزرع جديد علي ارض طاهرة خالية من اي درن او معوقات للنمو الحقيقي.. القاسم المشترك الاعظم أو الاتفاق التام كان حول حدوث تشويه كبير لقيمپومبادئ وتعاليم الإسلام السمحة.. وان انحرافا حادا قد وقع دونما رد أو تصحيح.. مما سهل عمليات التضليلپوالترويع والعبث بالعقول علي كافة المستويات.. وان هناك غيابا حقيقيا لدور العقل وافتقادا ملموسا لدور الحكماء علي الساحة.. مما جعل الفوضي هيپ سيدة الموقف والحاكمة للتصرفات والسياسات.. هناك تشوق وتشوف ورغبةپ صادقة في ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة وتقديمپصحيح الدين لكافة ابناء الامةپشيبا وشبانا. هناك اعترافپباخطاء وتقصير حادث ولا يزال علي الصعيد الفكري والثقافي والدعويپوالاعلامي وهي الاخطاء التي ساهمت في تعقيد الصورة وارباك المشهدپ بصفة عامة.. ورغم ذلك هناك حالة من الكسل والتراخي وربما الرغبة في استمرار الاوضاع المرتبكة وعدم تصحيح الاوضاع المختلة..وابقاء الساحةپساخنة والارض مشتعلة حتي حين.. دون تقدير للخطر الحقيقي من استمرار ترك الامور علي ما هي عليه.. أو التظاهرپبمحاولة التهدئة مع سكب قليل من الزيت علي النار.. الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور لمس بوضوح شديد خلال كلمته في ذكري المولد النبوي عددا من الاخطاء والخطايا التي كانت وراءپالازمات المتصاعدةپوالتي يجب ان نتصدي لها فورا قال: * هناك من لم يع صحيح الدين وتعاليم رسولنا الكريم.فاخطأوا فهم ديننا الحنيف واساءوا تفسيره وهجروا وسطيته واعتداله واستحلواحرمة الدماء حتي دماء بني وطنهم المصرية سواء كانت لمسلم أو لمسيحي واستبدلوا تعاليم الشريعة الغراء وسنة رسول الله بافكار متطرفة واراء جامحة. فاعملوا آلة القتل في بني وطنهم وفي النفوس التي حرم الله قتلها الا بالحق. * ان المجتمع احوج ما يكون الي تجديد الخطاب الديني تجديدا واعيا مسئولا لايحيد عن الصواب يتخذ من الكتاب والسنة منهلا اساسيا لفحواه ويحفظ قيم الاسلام وثوابته ويدعو الي نشر تعاليمه ويقضي علي الاستقطاب المذهبي والطائفي ويعالج مشكلة التطرف والفهم المغلوط أو المنقوص للاسلام. *پينبغي استقاء صحيح الدين من اهله لان للفقه اصوله وللتفسير اساتذته.. وان الله منحنا نعمة العقل التي ميز بها الانسان وشرفه علي سائر مخلوقاته ودعا الي اعمال العقل والبحث والتدبر في ملكوت السموات والارض وفرض علينا ان نصون هذه النعمة ونهانا عن اتباع الافكار الهدامة بتعصب اعمي أو بانصياع يسلبنا ارادتنا وقدرتنا علي التفكير والابداع والعمل والانتاج. * ينبغي ان نستغل نعمة العقل وان نعطيهاپحقها الواجب وتقديرها اللائق بحكمة الخالق.. فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب قدم ايضا خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف العديد من الافكار والرؤي والاعترافات علي هذا الطريقپيمكن ان نوجزها في نقاط محددة: * إن الرسول أرسي دعائم العدل والرحمة والتعاون بين الناس والكف عن العنف وترويع الاخر ايا كان.. * إن الإنسانية ستظل مدينة لنبي الإسلام بالكثير والكثير الذي أنار لها الطريق في منعطفاتها المظلمة. وسوف يظل الإنسان الغربي مدينًا بل مثقلا بجميل لا حدود له للحضارة الإنسانية التي أرسي دعائمها هذا النبي الكريم. من تأصيل وتعميق لمعاني الرحمة والعدل والتعاون بين الناس.. * إن المسلم الحقيقي هو الذي يفر بدينه من الدماء التي حرم الله ورسول اراقتها.. ** هناك من يشجعون علي القتل سواء بالمال أو الفتاوي الضالة مخلفين وراءهم عددا من البؤساء واليتامي والارامل وينسون أنهم سيقفون أمام الله سبحانه وتعالي.. وأن أموالهم وفتاواهم ليست بمانعتهم من الله ولا من الخلود في جهنم يوم الحساب. * هناك من يقترفون الجرائم ويعتقدون أنها مباحة شرعا انطلاقا من افة عظمي انطلت علي عقول البعض من الشباب المضلل وهي تكفير المسلمين. وأن قتالهم پواجب. وهذه فتنة عمياء وكارثة كبري علي الاسلام قبل ان تكون فاجعة للمواطنين الامنين. * إن الجرائم التي تحدث حاليا اساءت الي الاسلام كثيرا وشوهت صورته السمحة النقية وقدمت لاعداءالاسلام صورة كريهة عن هذا الدين الحنيف ورسولنا الكريم. * لا ينبغي بحال من الأحوال أن نهوّن من شأن الموروث الحضاري الكامن في تراب مصر والساري في عروق أبنائها أو نظن أنه تبدد وتلاشي لغير رجعة لموروث موجود وجاهز ومستعد للعودة وللتجلّي ثانية إذا ما توفر له العمل تحت جوّ من ظلال الحرية والعدل والأمن والاستقرار. * ان مصر اختصها الله بالأزهر الشريف الذي حافظ علي علوم القرآن وعلوم السنة واللغة العربية وآدابها. وتراث المسلمين: المنقول والمعقول. ونشر كل ذلك ولايزال ينشره صحيحاً خالصًا علي الدنيا كلها. واستمر أكثر من ألف عام وسيظل إن شاء الله منارة للعالم العربي والإسلامي كله. ومرجعاً أصلا لوسطية الإسلام وسماحته.. * إن مصر تستحق من كل الشرفاء والعقلاء والأصلاء في الداخل والخارج أن تتلقي الدعم والتأييد. والتصدي لدعاة العنف والتكفير وشق الصف وترويع الامنين.. وزير الاوقاف الدكتور مختار جمعة طرح النقاط التالية: * يجب أن نتأسي في اخلاقنا وفي تصرفاتنا بأخلاق الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ونعمل علي نبذ كل مظاهر العنف والتشدد من حياتنا فقد نهي صلي الله عليه وسلم عن كل ألوان التشدد والتكلف والمغالاة في الدين..وقال عليه الصلاة والسلام ¢إن الدين يسر. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه¢. * إن أهل العلم جميعا اتفقوا علي ان الفقه هو التيسير بدليل قول الله عز وجل ¢يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر¢ وقوله.. ¢ وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم¢. * علي من يحب رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا يؤذيه ولا يؤذي أمته ولا يؤذي اي انسان قط لان الله عز وجل كرم الانسان علي إطلاق انسانيته لا اساس ديانته. الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاعپ لم يكن بعيدا عن تلك القضيةپ ايضا قال في ندوة عقدتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة. في مسرح الجلاء: * إن تعديل الخطاب الديني. يعد المعركة الكبري. والتحدي الأكبر أمام الشعب المصري ويجب تقديم رؤية جديدة وفهم عصري وشامل للدين الإسلامي. بدلاً من الاعتماد علي خطاب ثابت منذ 800 سنة. ** علي الجميع اتباع صحيح الإسلام. لتحسين صورة هذا الدين أمام العالم. بعدما أصبح الإسلام مداناً علي مدار عقود أمام العالم بأنه دين العنف والتدمير. نظراً للجرائم التي ترتكب باسم الإسلام زوراً. پالكرة الانپ في ملعب الازهرپ الذي اناط به الدستور مسئولية الدعوةپ ونشرپ صحيح الدينپ وتحت امرته كل اجهزة الدعوة ومؤسساتها..پ وعلي الجميع ان يدركپ انه لا مجالپ لتضييع الوقت..پ وان المنافقين وتجارالدين واللاعبين علي كل الحبال يمتنعون.. واهلا بالرجال المخلصين والمحبين لهذا الدين والوطن.. من اجمل ما قيل في حب الرسول صلي الله عليه وسلم : يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه : وأحسنَ منكَ لم تر قط عيني... وأجملَ منكَ لم تلد النساءُ خُلقت مُبرّأً من كل عيبي...