لا يوجد شخص تعرض للانتقاد والإساءة والتطاول علي مدي أربعة عشر قرنا من الزمان مثلما تعرض أشرف البشر محمد صلي الله عليه وسلم .. كثير منها عن جهل وبعضها عن تعمد مع سبق الاصرار والتعمد .. ولكن وسط هذا العداء للرسول من بعض أبناء الداخل وكثير من أبناء الخارج يتساءل الكثيرون :هل نجحنا في تقديم الصورة المثالية لرسول من خلال الاقوال الافعال اننا نعد من وسائل الاساءة نفسها لأننا نقول ما لا نفعل؟ وهل نجحنا في استخدام وسائل الرد عنه الكثيرة والمتنوعة حسب ظروف كل عصر حسب الأدوات المتاحة فيه ابتداء من الخطباء المفوهين مرورا بالكتابات العقلانية التي أبدعها كبار المفكرين في كل العصور حتي الآن ..وانتهت الردود في عصرنا الرد عبر الفضائيات الدينية التي تخاطب العرب المسلمين بلغتهم دون أن تهتم كثيرا بتوصيل صوتها إلي غير المسلمين في العالم بلغاتهم. في البداية دعا الدكتور جعفر عبد السلام ..الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إلي تبني مشروع إسلامي متكامل يتضمن استخدام كلپ وسائل الإعلام والاتصال الحديثة في التعريف بالإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم بطريقة مبسطة تعي عقلية الشعوب لأن ما يقدم لشعوب الشرق يجب أن يختلف عما يقدم لشعوب الغرب لاختلاف الميراث التاريخي عن الإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم وكذلك اختلاف موقف الإعلام في كل من الشرق والغرب من الإسلام حيث يعد أكثر عداء في الغرب عن الشرق. وكذلك ما يقدم لغير المسلمين في الداخل الذين يعيشون بيننا يجب ان يختلف عما يقدم للخارجپپ وأوضح الدكتور جعفر عبد السلام انه إذا كان العالم قد تحول بفعل الإعلام إلي قرية صغيرة إلا أن الإنسان عدو ما يجهل وكثير من أنواع الإساءة للإسلام والمسلمين سببها الحقيقي في عالم اليوم الجهل المغلف بالأحقاد والأكاذيب التاريخية التي روج لها المستشرقون ورجال الدين المسيحي وحاخامات اليهود منذ ظهور الاسلام حتي الآن وإدخال ذلك في مناهج التعليم الغربية وهذا الميراث الكاره لكل ما هو إسلامي لن يتم تغييره وتصحيحه في يوم وليلة وإنما سوف يستغرق ذلك سنوات بل ربما يمتد للأجيال القادمة ويتوقف ذلك علي ما نتخذه من خطوات جادة لتصحيح المسار وبيان حقيقة الإسلام وبيان الجوانب المختلفة لشخصية الرسول صلي الله عليه وسلمپ لمن يجهلون ذلك وكذلك بيان الحق لمن يعادون الإسلام عن جهل لأن هذه مسئوليتنا أمام اللهپ وكشف الدكتور جعفر عبد السلام عن تبني رابطة الجامعات الإسلامية لفكرة حوار أتباع الأديان والحضارات والثقافات علي مستوي الجامعات والمؤسسات الثقافية الغربية لتفعيل مبادرة اليونسكو لإزالة المغالطات التاريخية من المناهج الغربية ضد الاسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم وقد تم انجاز العديد من الخطوات الايجابية مع الجامعات الايطالية والفرنسية والانجليزية وغيرها من الجامعات الأوروبية والأمريكية والافريقية وآخرا توقيع اتفاقية تعاون منذ ايام مع جامعة افريقيا العالمية ومقرها السودان وهذا يتوافق مع ما يدعو إليه الاسلام حيث قال تعالي ¢ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ¢ آية 125 سورة النحل وانهي الدكتور جعفر كلامه بدعوةپ المجتمع الدولي وخاصة المنظمات التابعة للأمم المتحدة إلي اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف الاستمرار في الإساءة إلي رسل الله وعقائد البشر سواء كانت سماوة أو حتي وضعية - بصرف النظر عن رأينا فيها-پ واستصدار ميثاق دولي رادع يجرّم الإساءة إلي الأديان عامة ورسل الله خاصة بزعم حرية الإبداع والتعبير لأنه يجب ألاّ تستغل هذه الحرية في الإساءة للآخرين والاعتداء علي عقائدهم وحرماتهم المقدسة لأن حريتك تتوقف عند حريات الآخرين بوجه عام بما بالنا إذا كان هذا متعلقا بالأديان الراسخة في نفوس أتباعها ومما يجعلهم مستعدين للتضحية من أجلها بالغالي والنفيس لأن الدين أغلي ما يملكه أي إنسان متدين المقاطعة والتصحيح رفض الدكتور ابراهيم أبو محمد ..مفتي المسلمين في استراليا الذي يزور القاهرة حاليا - أن نكتفي بمجرد الشجب والادانة للإساءة للرسول بل علينا ان نسأل انفسنا : هل نجحنا في تقديم الرسول صلي الله علي وسلم باعتبار ان رسالته عالمية ووصفه ربه بقوله ¢ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَة لِّلْعَالَمِينَ ¢آيةپ 107 سورةپ الأنبياء . فلو أننا نجحنا في ذلك بشكل عملي بدلا منپ الاحتجاجات علي الإساءة للرسول صلي الله عليه وسلم من خلال الأفلام المسيئة أو غيرها طابعا عنيفا مثلما حدثپ في العديد من العواصم العربية والإسلامية التي شهدت محاولات اقتحام وإحراق وتدمير السفارات الأمريكية والأوربية الإعلان عن الفيلم المسيئ لأن الإعلام الغربي يتخذ من ذلك وسيلة فعالة لمزيد من التشويه للإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم ولكن الأفضل اتخاذ ردود عقلانية مثل المقاطعة الاقتصادية للدول التي ترعي القائمين بالإساءة وكذلك الشركات التي لها علاقة بهم لان سلاح المقاطعة اثبت جدواه في فترة من الفترات لدرجة جعلت أصحاب الإساءات أو القائمين برعايتهم يتراجعون ويعتذرون سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مثلما تم مع الشركات الدنماركية عقب أزمة الرسوم المسيئة ومن المعروف أنپ الرأسماليين الغربيين يعبدون الدولار واليورو من دون الله بعد أن انتشر بينهم الإلحاد أو أصبح الدين علي هامش حياتهم واشار مفتي استراليا إلي تجربة مسلميپ استراليا من خلال انشاء مؤسسات الاسلامية وامتلاك وسائل اعلام منها اذاعة للقرآن الكريم ويتم التنسيق مع وسائل الاعلام الحالية تمهيدا لإنشاء فضائية عالمية وقبل هذا كله نسعي من خلال التعامل الشخصي ان نكون خير داعية وتعريف برسلنا وتصحيح الصورة المغلوطة عنه عبر التاريخ ولدينا استراتيجية متعددة المراحل للقيان بذلك لان الامر لن يتم بين يوم وليلة بل انه يستغرق سنواتپپ وحذر مفتي استرالياپ من الربط بين تلك الإساءات الممنهجة التي تقع في الغرب والتعامل مع المسيحيين داخل الدول العربية والاسلامية أو خارجها لأن هذهپ ستكون سببا في الفتنة الطائفية وهذا ما يسعي منتجي الأعمال المسيئة للإسلام والمسلمين إلي تحقيقه في إطار تنفيذهم لمخطط ¢ فرق تسد ¢ فهل يعي المسلمون الدرس ويحسنون التعامل مع مثل تلك الأزمات لأنه ليس بالتدمير والتخريب يتحقق الدفاع الحقيقي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد برز النضج في الرد مؤخرا في عدم الرد علي ما نشرته احدي المجلات الفرنسية من اساءة بالكلام والصور وبعضها الاساءة جاءت من المنتسبين ظلما للإسلام ويحملون اسماء اسلامية وانهي مفتي استراليا كلامه قائلاپ :شتان بين الإساءة للأديان كلها وخاصة ما يتعلق بالأنبياء والرسل وبين حرية النقد و التعبير عن الرأي التي يتشدق بها القائمون بالإساءة ولهذا لابد من تشريعات رادعة ضد كل من يزدري الإساءة للأديان عامة لأن هذا فيه إساءة للمشاعر الدينية وإذا كان - حسب عقيدتنا-پ ليس من المقبول تمثيل الرسول محمد صلي الله عليه وسلم أو أحد الأنبياء أو الرسلپ في صورة أو تمثال أو أي شكل آخر يؤدي إلي تقديسهپ فما بالنا بمن يسيئون إليهم من خلال الأفلام أو الكتابات مع سبق الاصرار والتعمد ولهذا لابد من محاسبة المسلمين لأنفسهم ليحسنوا تقديم صورة رسول الاسلام من خلال افعالهم قبل اقوالهم وخاصة ان التاريخ اكد لنا ان الغالبية العظمي من المسلمين في العالم دخلوا الاسلام بأخلاق التجار والمتصوفةپ المسلمين الذين قدموا صحيح الدين بأفعالهم وبينوه بأقوالهم اما نحن الآن فأخشي ان ينطبق علينا ¢ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ¢ الآيتان 2 3 سورة الصف الرد الأمثل وعن تفسيره لهذه الموجة من الإساءات المستمرة لرسول الإسلام سواء في الداخل أو الخارج قال الدكتور محمد أبو ليلة الرئيس السابق لقسم الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية بكلية اللغات والترجمةپ :هذه الأقوال الظالمة والإساءات الفاجرة ليست غريبة بل تكشف حقيقة الآخرين تجاه رسولنا صلي الله عليه وسلم وقد بدأ هذا منذ فجر النبوةپ وقد طال هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته وللأسف أن هناك من يحاول إخفاءها رغم قول الله سبحانه و تعالي ¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَة مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَاليا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ¢ آية 118 سورة آل عمران . وقوله ¢وَدَّ كَثِير مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارا حَسَدا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهم الْحَقُّ¢ آية 109 سورة البقرة وطالب الدكتور أبو ليلةپ باستخدام كل الوسائل الثقافية الحديثة في التعريف بالرسول صلي الله عليه وسلم وللدفاع عنه ايضا وليس من خلال الكتاب والموسوعات المكتوبة فقط بل يجب أن يتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة بالإضافة إلي استثمار ثورة تكنولوجيا الاتصال مثل الانترنت في التعريف برسول الإسلام صلي الله عليه وسلم بمختلف اللغات التي ينطق بها البشر في مشارق الأرض ومغاربها باعتبار ذلك جزءاً من تبليغ بالإسلام وفي نفس الوقت الرد علي خصومه وتصحيح الصورة المشوهة عنه وخاصة أن الحرب علي رسول الإسلام ودينه الحق لن تتوقف إلي يوم القيامة لقوله تعالي ¢وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّي يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِر فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ¢ آية 217 سورة البقرة. وقوله أيضا ¢وَلَنْ تَرْضَي عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَي حَتَّي تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ¢ آية 120 سورة البقرة وطالب الدكتور أبو ليلة مختلف المؤسسات الإسلامية الكبري في العالم التعاون المشترك فيما بينها ووضع إستراتيجية متكاملة للرد العقلاني الحكيم عن الإسلام والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم باستخدام أحدث الوسائل الحديثة التي لن يستفيد منها إلا ذوو العقول المتفتحة القادرة علي التواصل المراكز مراكز صنع القرار والمؤسسات الثقافية التي تتصف بالشفافية والإنصاف في الغرب لتعلن تضامنها معنا وقت حدوث أي إساءة للإسلام أو ضد عقيدة المسلمين. وسائل التعريف والرد اهتم بالقضية الباحث الاسلامي احمد سليمان ..المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الاسلامية فقدم بحثا عنها لمؤتمر السيرة النبوية الذي عقد بالسودان منذ ايام فأكدپ انه لابد ان ندرك اننا نتحمل جزءاً من اسباب الهجمة البربرية الصهيونية التي جندت وتحالفت مع بعض شياطين الإنس ومصانع الكذب في الغرب ممن يضمرون الشر للمسلمين ويحرضون علي تفجير المجتمعات من الداخل من خلال المساس بمكانة الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك نشر الأكاذيب التي لا أصل لها ولا وجود لها إلا في عقولهم المريض وقلوبهم الحاقد علي انتشار الإسلام السريع في كل مكان ولاشك ان أخطر ما يهدد الجماعات الإنسانية ويعزلها هو الشعور بالاكتفاء الذاتي فكرييّا والتقاعس عن عرض ما لديها لغيرها وعدم الرغبة في قراءة الآخر والتعرف عليه وهو شعور جد خطير ومكلف قد يؤدي للتقوقع علي الذات أو للصدام مع الآخر والخروج عليه وخاصة ان الاعلام ووسائل الاتصال الحديثة التي حولت العالم إلي قرية صغيرة تعد هو من أهم الوسائل التي تسهم في القضاء علي العزلة والتقوقع والانكفاء علي الذات وأصبح بالإمكان تصدير أي فكر من خلاله في برامج تؤثر علي الإنسان تأثيرا كبيرا حيث تُغير هذه البرامج كثيرا من عاداته وتقاليده وأسلوب حياته دون خوف من مفتش الجمارك أو عيون الرقيب الإعلامي لذلك فإن استخدام البث المباشر في الدعوة إلي الله والتعريف بالإسلام وبرسوله صلي الله عليه وسلم والدفاع عن الإسلام والمسلمين وشرح قضاياهم أصبح فرض كفاية يمليه واقع الحياة لأنه من الحكمة اختيار الوسيلة المناسبة للدعوة وقال : يجب ان ندرك ونحن نتدارس قضية التعريف بنبي الإسلام صلي الله عليه وسلم لغير المسلمين يجب أن نفرق بين الغرب كشعوب وبين الغرب كمؤسسات للقرار لأن الغرب كشعوب ليس لدينا معهم مشكلة ولا يجب أن تكون ولهذا يقسم بعض الباحثين المجتمع الغربي إلي فئات ثلاث: الأولي: فئة العامة من الناس: وهؤلاء يستقون معلوماتهم عن الإسلام وعن نبيه صلي الله عليه وسلم من خلال وسائل الإعلام المختلفة. فهم ضحايا التدليس المتعمد والتشويه المدلس من ناحية. ثم هم ضحايا غيابنا نحن المسلمين في الشرق والغرب عن التعريف بديننا وحضارتنا ونبينا وعن الحضور والتأثير إعلاميّا وسياسيّا واقتصاديّا وليس هناك ميدان واحد لنا فيه إسهام مؤثر تجاه تعديل الصورة وإنصاف الحقيقة وإنقاذ هؤلاء. والثانية: فئة المثقفين والباحثين والعلماء: وهؤلاء لا يكتفون بما يقدمه الإعلام الغربي عن الإسلام بل يشكون فيه ويعرفون أن أغلب ما يُقدم إنما يصدر عن رؤية كارهة ومغرضة ولذلك فهو في نظرهم يفتقد الموضوعية والحياد ولهذا فبعض هؤلاء يحرص علي القراءة عن الإسلام. ويبحث عن الكتاب الإسلامي باللغة التي يجيدها من المصادر المضمونة والقريبة منه وللأسف الشديد- فلا يجده..!!پ .وللأسف الشديد هناك نقص كبير فيما يقدمه المسلمون منپ كتب تتحدث عن الإسلام ونبيه عليه السلام باللغات الأجنبية. الأمر الذي يُلجأ بعض الباحثين الغربيين إلي تُعلم اللغة العربية حتي لا يقع ضحية الفكر المغشوش والثقافة المسمومة التي تملأ الأسواق هناك عن الإسلام والمسلمين لهذا لابد من ترجمة سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم بكل لغات العالم لتعميم الاستفادة منه وسد النقص واقامة الحجة علي غير المسلمين الذين لا يعرفون شيئا عن الاسلام واذا عرفوه كان تعريفا مشوها . اما الفئة الثالثة فهي الغرب كمؤسسات للقرار: وهؤلاء لهم أهدافهم وأطماعهم. ولهم أجندتهم الخاصة ولهم أيضا رؤيتهم للإسلام والمسلمين ولذلك فالمشكلة الحقيقية مع هؤلاء لأنهم هم الذين يمثلون الغرب المستغل صاحب مشروع السيطرة والتقسيم والعدوان علي الآخرين وصاحب منظومة الكذب التي تشوه الآخر وتحط من قدره وتحاول إشاعة الخوف منه وتلصق به أبشع الاتهامات ولا تكف عن الهجوم عليه واستعداء الشعوب ضده. وأوضح احمد سليمان انه من هذا المنطلق يمكن أن تنطلق عملية التعريف بنبي الإسلام للشعوب والعلماء والمثقفين والأكاديميين بفاعلية لاسيما وأن الإنسان الغربي ما زال لديه من رصيد الفطرة ما يمكنه من تقبل الحقيقة إذا عرضت عليه بذكاء وقدمت له في صورتها النقية كما أن مساحة الحرية المدنية تجعلهم يدافعون عن الفكرة التي يؤمنون بها ومن هنا يأتي دور الإعلام الإسلامي النابه الذي يستطيع أن يصل إلي الغرب علي اختلاف مستوياتهم الثقافية وتوجهاتهم الأيدولوجية ولغاتهم ودراسة التجارب العملية الناجحة في مجال التعريف بالنبي صلي الله عليه وسلم وبدينه وقد لاحظت ذلك بنفسي اثناء زياراتي الدعوية في العديد من دول أوروبا وآسيا وقارة أستراليا ولاحظت اهمية إنشاء أجهزة إعلامي عالمية للتعريف بالرسول صلي الله عليه وسلم تجيد التعرف من جانب والتعامل مع الإساءات الموجهة لرسولنا عليه الصلاة والسلام من جهة اخري لأن الناظر المدقق في طريقة التعاطي والتعامل مع أزماتنا يلحظ افتقادنا لمرجعية موحدة قادرة علي إدارة الأزمات بطريقة تبرز الوجه الحضاري للإسلام ولنبيه صلي الله عليه وسلم لهذا لابد أن ننطلق في التعريف بنبي الإسلام والدعوة إليه ببلاغ بالبيان من ناحية وبلاغ بالعمل من ناحية ثانية وبلاغ بالقدوة الحسنة من ناحية ثالثة علي أن يكون الداعي أو المُبلغ أو المُعرف ترجمة حية وحقيقية لما يجب أن يكون عليه المسلم ولابد أن يلتزم المسلمون بالإسلام وروحه وجوهره سلوكا وقيما ومنهاجا لحياتهم علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية..