قال الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، أن مؤتمر السلام الذي عُقد في شرم الشيخ في أكتوبر 2025 يمثل انتصارًا جديدًا للإرادة المصرية ودورها الريادي في إرساء السلام بالشرق الأوسط، وأن الجامعة تحرص على تنظيم الندوات التثقيفية التي تسهم في رفع الوعي، وبث روح الانتماء، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، بما ينعكس إيجابًا على بناء العقول وتنمية الولاء للوطن. وأضاف قنصوة، في الندوة التثقيفية التي نظمتها جامعة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "معركة الوعي... شبابنا مسئوليتنا"، والتي حاضر فيها اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، والذي أشاد بما يمثله من قيمة وطنية وقامة فكرية واستراتيجية كبيرة، أن التحديات الراهنة تتطلب إعداد جيل متعلم وواعٍ قادر على تحمل المسؤولية. وأشار قنصوة إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تولي اهتمامًا خاصًا بالشباب باعتبارهم الحاضر والمستقبل، مشددًا على أن حرب أكتوبر ستظل رمزًا للعزة والكرامة الوطنية، وأن ما حققه الجيش المصري خلالها من انتصار عظيم يجسد أسمى معاني التضحية والفداء. من جانبه قال اللواء سمير فرج أن انتصار أكتوبر تحقق بفضل الإعداد الجيد والتخطيط المحكم، الذي بدأ بعد نكسة 1967 بإعادة بناء الجيش المصري على أسس علمية حديثة، وتطوير منظومات التسليح والتدريب، فضلاً عن إرساء مبدأ السرية الكاملة في وضع الخطط الاستراتيجية والتكتيكية. وأشار فرج إلى أن القيادة المصرية نجحت في تحقيق عنصر المفاجأة على كافة المستويات، من تحديد ساعة الصفر، إلى إدارة المعركة على الجبهتين المصرية والسورية بتناغم استراتيجي دقيق، مما جعل حرب أكتوبر تُدرّس حتى اليوم في كليات الحرب حول العالم كنموذج فريد في التخطيط والقيادة. وأضاف فرج أن المعركة اليوم هي "معركة وعي" لا تقل أهمية عن معارك الأمس، وتستهدف حماية عقول الشباب من حملات التضليل وحروب الجيلين الرابع والخامس التي تستهدف تماسك المجتمع وثقته في مؤسساته، مؤكدًا أن النصر العسكري لا يكتمل إلا بوعي وطني يحافظ على منجزاته، وهو أحد الدروس المستفادة من حرب أكتوبر في بناء الدولة الحديثة. وفيما يخص الموقف الراهن في منطقة الشرق الأوسط، قال اللواء سمير فرج أن المنطقة تشهد إعادة رسم لخريطة النفوذ الإقليمي والدولي، ومحاولات لإشعال الصراعات في بعض الدول بهدف تفتيت استقرارها الداخلي، ولكن الموقف المصري يتميز بالثبات والاتزان، خاصة تجاه القضية الفلسطينية. وأوضح أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة، وتعمل في الوقت ذاته على تثبيت الهدنة ودعم جهود إعادة الإعمار، وهو ما تمخض عنه مؤتمر السلام الأخير في شرم الشيخ الذي أعاد التأكيد على دور مصر المحوري كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد على أهمية الوعي كخط الدفاع الأول عن الوطن، داعيًا الشباب إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية والجيش المصري للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، والمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتنمية التي تشهدها مصر. وعلى هامش الندوة، افتتح رئيس جامعة الإسكندرية معرضًا فنيًا من أعمال طلاب كلية التربية النوعية، كما قدّم فريق كورال الجامعة عرضًا فنيًا، تلاه آخر رياضي لطالبات كلية علوم الرياضة للبنات. وفي ختام الفعالية، كرّم الدكتور عبد العزيز قنصوة اللواء سمير فرج تقديرًا لعطائه الوطني وجهوده في نشر الوعي وتعزيز الانتماء الوطني بين الشباب. تأتي الفعالية في إطار احتفالات جامعة الإسكندرية بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وبحضور كلاً من الأستاذ الدكتور أحمد عبد الحكيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الأستاذ الدكتور عفاف العوفي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بالإضافة إلى عدد من رؤساء ونواب رؤساء الجامعة السابقين، عمداء ووكلاء الكليات، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة من مختلف الكليات.