* ما حكم تخيل الفتاة وجود صديق لها من الشباب تخرج معه ويمسك يدها؟ ** يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق: يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: "وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء" "البقرة: 284". وبعيداً عما قاله المفسرون للآية من أنها محكمة أو منسوخة بأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها - ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "ان الله سبحانه وتعالي تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها مالم تتكلم أو تعمل" إن للنفس عدة حركات منها الهاجس والخاطر وحديث النفس والهم والعزم وكل انسان معرض لها بحكم طبيعته التي خلقه الله عليها ولوأخذنا الله بها لكان تكليفاً بما لا يطاق وهو سبحانه حكم عدل رءوف رحيم ولذلك لا يحاسب إلا علي نتيجة هذه الحركات النفسية عن القول أو العمل أما ما دامت في المرحلة الداخلية فلا يكلفنا إلا باقوها وأقربها إلي التنفيذ وذلك يكون عند الهم والعزم علي العمل. وقد جاء فيما حدث به الرسول صلي الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه وتعالي كما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك في كتابه فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن عملها كتبها عنده عشر حسنات إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة وان عملها كتبها الله عليه سيئة واحدة. يقول العلماء: العدول عن فعل المعصية التي هم بها له سببان.. السبب الأول: العجز عن التنفيذ أو خوف الرقيب الدنيوي وهذا لا مؤاخذة فيه فلا تكتب سيئة بل ولا يعطي حسنة وكفي انه لا عقاب عليه والسبب الثاني في العدول عن فعل المعصية هو الخوف من الله سبحانه وتعالي وهنا لا يكتفي بعدم العقاب بل يكافأ بثواب حسنة لأن الخوف من الله هو عمل خير لا يضيع أجره عند الله فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيح "وإذا تحدث عبدي بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإن عملها فأنا اكتبها عليه بمثلها وان تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي "أي من أجلي". ومن هذا نقول للسائلة: لا عقاب عليك في حديث النفس بارتكاب المعصية حتي ولو وصل إلي درجة الهم وما دام الترك هو من أجل الخوف من الله تعالي فلك حسنة ان شاء الله.