يقول تعالي: "ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا".. "النساء" لذا. فإن الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض. لكل منهما دوره في الحياة. ودوره في الأسرة وتربية الأبناء ودوره داخل المجتمع ولإقامة الأسرة ينبغي الالتزام بخطوات وأسس معينة لإقامة أسرة شرعية وسعيدة. اختيار المرأة للزوج والخطوة الأولي هي: استئذان المرأة في الزواج فإن كانت ثيباً - أي سبق لها الزواج تعلن قبولها أو رفضها صراحة. أما البكر فعلامة قبولها هو السكوت. أما إذا رفضت فلا تُرغم علي الزواج يقول - صلي الله عليه وسلم - في حديث رواه عنه أبوهريرة رضي الله عنه: "لا تنكح الأيم حتي تستأمر ولا تنكح البكر حتي تستأذن" وإذنها سكوتها والنبي - صلي الله عليه وسلم - يحض علي الزواج من ذات الدين ولا يعتد بمال ولا جمال ولا حسب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك" أخرجه البخاري ومسلم: إلا أنه محرم عليهما الخلوة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي كما ان النبي صلي الله عليه وسلم حرم خطبة الرجل علي خطبة أخيه حتي يترك الخاطب الصداق: ومن حق المرأة تكريماً لها أن يقدم لها الرجل الصداق وهو "المهر" وقد يكون المهر بسيطا حسب قدرات الزوج. وقد يكون قنطاراً من المال يقول تعالي "وإذا أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتانا وإثما مبيناً" "النساء 20". وقد يكون خاتما من حديد أو تسليم الخطبة شيئاً من القرآن الكريم كما حدث في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم أما مهور النبي - صلي الله عليه وسلم - فقد كان أربعمائة أو خمسمائة درهم فضة كذلك كانت مهور بناته. فقد كان مهر فاطمة ابنته رضي الله عنها ثمن درع باعه علي بن أبي طالب رضي ا لله عنه بأربعمائة درهم. وقد روي حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وسلم أن "أعظم نكاح بركة أيسرهم مؤنه" أخرجه أحمد في مسنده كما ينبغي أن يكون زواج المرأة بولي حفظا لها ولقدسية الزواج والأسرة وهنا ننوه إلي أن موافقة الأهل مهم للزواج بعد الايجاب والقبول بين الرجل والمرأة التي يريد الزواج منها. كما ان العلانية أساس للزواج الحلال حفظا للأنساب وتكريما أيضا للزوجين. لذا كان حفل الزواج أو الوليمة من شروط الزواج الصحيح علي قدر استطاعة العروسين لإعلان الأهل والأصدقاء. وقد أوصي بها رسول الله صلي الله عليه وسلم. البقية في العدد القادم