كشف تحرك الشيخ محمد حسان وبعض رموز الدعوة الاسلامية التي أطلقت الجمعة الماضية عمليا من خلال لقاءين جمعا اطراف المبادرة بطرفي الازمة عن أن طرح المصالحة وتنازل كلا الطرفين عن بعض مكتسباتهما ضرورة للخروج من أزمة مصر الخطيرة التي تنبئ بانفجار ما لم تحدث تلك المصالحة. وهو الأمر ذاته الذي ألمح اليه طرح الدكتور البرادعي. ولا يزال يلوح في الافق وسط الوجود الدولي المكثف المتمثل في كل من مساعد وزير الخارجية الامريكي وليم بيرنز. ووزير خارجية الامارات عبدالله بن زايد. ووزير خارجية قطر محمد العطيه. ومبعوث العلاقات الخارجية الاوروبي فضلا عن سماح السلطات لبيرينز بزيارة الكتاتني في محبسه. وتمديد الثلاثي بيرينز وزايد والعطيه لزيارتهم لمصر. علي جانب متصل كشفت مصادر مطلعة بعضا من تفاصيل اللقاء الذي جمع حسان والسيسي بحضور كل من الدكتور عبدالله شاكر والدكتور جمال المراكبي والدكتور محمد المختار المهدي والشيخ محمد عبدالسلام. الجمعة الماضية. عن أن اللقاء الذي يعد الأول من نوعه بين قيادات الدعوة المصرية المنتمية للتيار الاسلامي والفريق اول عبدالفتاح السيسي لما يحدث عبثا ولا مصادفة وانما برغبة حقيقية من كل من الفريق السيسي والقيادة السياسية للبلاد. وكذا جماعة الاخوان خاصة وانه مع اعلان الدولة رسميا فض الاعتصام اشتعل الموقف الدولي والتحرك الداخلي مما دعا حسان للخروج عن صمته وتواريه طوال المدة الماضية كورقة تالية لمبادرة العوا التي لم تلق قبولا لدي القيادة السياسية. تشير مصادر مطلعة الي ان تحرك حسان جاء لاستدراك ما لم يلتفت اليه العوا في مبادرته ولذا تواري العوا والبشري فيما رغب حسان في الاستعانة في مبادرته بشيوخ ودعاة مبادرة العوا اذ اعتذر الدكتور حسن الشافعي عن حضور اللقاء بسبب سفره للاسكندرية ورشح كلا من الدكتور محمد المختار المهدي. احد ابرز اطراف مبادرة العوا. والدكتور محمد ابوموسي. ومعلنا لحسان تأييده الكامل في كل خطواته. وتحرك الشيخ حسان بداية الي رابعة حيث التقي ممثليهم وكان ابرزهم الدكتور عبدالرحمن البر. والدكتور صلاح سلطان. والمهندس ايهاب شيحة حيث رفضوا طرح اية مبادرات لا تقدم الشرعية التي يتمنونها وحملوهم دعوة السيسي لرعاية حرمة الدماء وتخفيف حدة الهجوم الاعلامي وغيره مما هو منشور خلال الايام الماضية. انصرف وفد حسان عن لقاء رابعة والذي غاب عنه الدكتور المختار المهدي والدكتور محمد ابوموسي. وبعد اللقاء اجتمع العلماء والدعاة وناقشوا الامر هل يطلقون مبادرة ام يكتفون بمجرد توجيه النصيحة وبعد جدال طويل حول تقديم او تأخير بنود في هذه المبادرة اتفقوا علي الا يصدروها خاصة بعد فشل مبادرات العوا وقنديل وغيرها. واتفق العلماء علي الاكتفاء بتوجيه النصيحة للطرفين انطلاقا من ان توجيه النصيحة من العلماء للسلطان واجبة. توجه العلماء جميعا الجمعة الماضية ليلا بعد صلاة التراويح للقاء الفريق السيسي في أحدي دور القوات المسلحة والذي كان برفقته بعض قادة المجلس الاعلي حيث استقبل الفريق العلماء استقبالا حافلاً وبتقدير شديد وقبول لما طرحوه وبعد التعريف بالحضور تحدث الشيخ حسان مؤكدا علي حرمة الدماء في الاسلام. وانه لا يمكن ان تفتح مصر الثورة بابا الفتنة علي ارضها. وان اللجوء للعنف سيفتح بابا لظهور اجيال جديدة من المعتنقين للافكار المتطرفة التي يصعب السيطرة عليها. وان تهيئة الاجواء العامة في البلاد للمصالحة ضرورة من خلال تخفيف حدة الخطاب الرسمي عن فض الاعتصام بالقوة. وطلب السيسي في المقابل ان يتم تهدئة خطاب المنصة في رابعة والنهضة تهيئة للتهدئة وتخفيفا للازمة. وبعد لقاء استمر نحو الساعتين استمع فيهما السيسي طويلا للعلماء رحب بطرحهم وتقدير الجيش الكامل لهم. وانعكس ذلك في اليوم التالي علي خطاب الداخلية. وتزامن مع طرح البرادعي للمصالحة الوطنية الشاملة التي لا اقصاء فيها لأحد. وتواصلت جهود دولية مكثفة بترحيب القيادة المصرية.. فهل تنجح نصيحة العلماء وتحركات ساسة العالم في فك طلاسم الازمة المصرية قبل ان تنصرف عنا بركات شهر رمضان المعظم.. أمل سيبقي لناظريه قريب.