أعلن عدد من قيادات "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" رفض المبادرة التي أعلن عنها الداعية محمد حسان، أمس، السبت، من أجل تهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية في مصر. وفي تصريحات متلفزة مساء السبت، قال حسان إنه اجتمع ومعه مجموعة من العلماء، أمس الأول، الجمعة، بوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وعدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة "مجلس مكلف بقيادة غرفة العمليات الرئيسية للجيش في حالة الحرب"، وأن السيسي وعد بعدم فض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة. وأضاف: "طالبنا بتهيئة الأجواء في وسائل الإعلام من أجل المصالحة الوطنية، وطلب منا قيادات المجلس العسكري تهدئة الخطاب على منصتي رابعة العدوية والنهضة، حيث يعتصم رافضون لعزل مرسي منذ أكثر من شهر". وردا على نتائج هذا الاجتماع، قال محمود فتحي، رئيس حزب الفضيلة، أحد أعضاء "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" أن المبادرة التي أعلن عنها الداعية المصري محمد حسان، أمس، السبت، من أجل تهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية في مصر "مرفوضة". وأضاف فتحي، في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول: "لا بديل عن الشرعية لقبول أي مبادرة، ونعني بها 4 مطالب هى: عودة الرئيس المنتخب (محمد مرسي) ومجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) والدستور، علاوة على محاكمة كل المتورطين في الدماء خلال الأحداث التي تلت الانقلاب العسكري". وشدد على أن أي "مبادرة لا تستند لهذه المطالب الأربعة لن يتم القبول بها، و(التحالف الوطني) لن يتنازل عن ذلك؛ فالأمر غير قابل للتفاوض". واختتم تصريحاته قائلا: "نحن ندرك جيدا كل الجهود الساعية لحل الأزمة ودوافع كل من يبادر إلى ذلك، ونشكر جهود المخلصين، ونعرف كل من تم دفعه من غيره لاعتبارات خاصة". وأصدر السيسي بحضور بعض القوى السياسية في الثالث من يوليو الماضي خارطة الطريق للمرحلة التي تلت عزل مرسي تضمنت تعيين عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا (أعلى هيئة قضائية في البلاد)، رئيسا مؤقتا للبلاد، وتعطيل العمل الدستور بشكل مؤقت، وتشكيل لجنة لتعديله، على أن يعقب طرح هذه التعديلات على استفتاء شعبي إجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية، وفي وقت لاحق، أصدر منصور قرارا بحل مجلس الشورى. وكان حسان ومعه وفد من شيوخ السلفية التقى بوفد من ممثلي التحالف الوطني في رابعة العدوية وذلك في توقيت لم يعلن عنه. وضم وفد حسان كلا من: عبد الله الشاكر، رئيس مجلس شورى العلماء، والداعية السلفي جمال المراكبي، ومحمد عبد السلام، رئيس جمعية أنصار السنة، بينما ضد وفد ممثلي "التحالف الوطني" كل من: عبد الرحمن البر، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، وصلاح سلطان، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، وأيمن عبد الغني، القيادي بحزب الحرية والعدالة (المبثق عن جماعة الإخوان المسلمين)، وصفوت عبد الغني، القيادي بحزب البناء والتنمية (المنبثق عن الجماعة الإسلامية)، وإيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة. وبعد هذا اللقاء، ذهب حسان ومعه وفد العلماء إضافة إلى محمد مختار المهدي، الرئيس العام للجمعية الشرعية في مصر، ومحمد أبو موسى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، لمقابلة السيسي وأعضاء بالمجلس العسكري. وتعقيبا على نتائج لقاء حسان ووفد العلماء مع السيسي، قال القيادي الإخواني محمد البلتاجي من على منصة رابعة العدوية صباح اليوم، الأحد، إن "قادة الانقلاب - على حد وصفه - أرسلوا أمس يطالبوننا بالبقاء في ميدان رابعة وعدم التحريض من فوق المنصة". وفي إشارة إلى رفضه هذه المطالب، أضاف متحديا: "لن نغادر الميدان، بل سنملأ كل الميادين ثورة سلمية". وشدد على أن التحالف الوطني لن يقبل إلا بتلبية مطالبه الأربعة كاملة وهى: عودة الرئيس المنتخب بكامل صلاحياته، عودة الدستور المستفتى عليه من الشعب، عودة مجلس الشورى، إجراء محاكمة للمتسببين أحداث العنف الأخيرة والتي أدت إلى مقتل العشرات من المتظاهرين. وقال مخاطبا المعتصمين: "خلال الأيام المقبلة ستسمعون أن هناك مفاوضات ومبادرات"، مضيفا: "الأمر واضح من يات بالشرعية الدستورية كاملة غير منقوصة، سنقول له: تعظيم سلام". وحول تفاصيل اللقاء بين وفد التحالف الوطني ووفد الشيخ حسان، قال مصدر من التحالف الوطني حضر اللقاء: "في اللقاء، طلب الشيخ حسان من التحالف أن يقوم بدور تصالحي فيما يحدث، فقلنا له: "دورك هو إظهار حقيقة الوضع المصري الآن وتوعية الشعب بالانقلاب، فرد الشيخ حسان قائلا إنه "لابد من دور في التصالح لإيقاف الدماء لأنه لا يستطيع أن ينام وهذه الدماء تراق". وأضاف المصدر - الذي تحفظ على كشف هويته -: "هنا تدخل الدكتور صلاح سلطان وقال للشيخ حسان: أي تصالح في ظل الإبادة والقتل، فرد الشيخ حسان: إذن هى تهيئة الأجواء، فقلنا له: لا قل على لسانك هذا لا على لساننا، وقلنا له: مطلبنا زوال الانقلاب وليس مجرد الاعتصام". وأوضح أن حسان بعد لقائه السيسي وقادة المجلس العسكري، أبلغ "التحالف الوطني أن "السيسي لن يقوم بفض الاعتصام شريطة بقاء المعتصمين في ميدان رابعة، وأن موقف المعتقلين لن يتدخل فيه - أي السيسي - لأنه يرى أن القضاء مستقل، وتعهد بتحفيف تحريض الإعلام شريطة أن يكف تحريض المنصة". وتابع: "قلنا للشيخ حسان ما جئت به غير راضيين به ونحن لم نطلبه بالأساس، فرد الشيخ حسان، قل: هذا ما طلبته بلساني لا بلسانكم". من جانبه، كشف عبد الرحمن البر جانبا من لقاء ممثلي التحالف الوطني بالشيخ حسان ووفد العلماء، قائلا إن اللقاء جاء على خلفية طلب قدمه أحد العلماء فذهبنا لنستمع منه. ولفت البر، في تصريح للأناضول، إلى أن حسان "أقسم لقادة التحالف أن موقفه موقف شخصي لم يدعه أحد له"، في إشارة إلى قادة المجلس العسكري. من جهة أخرى، نفى خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، ما رددته بعض وسائل الإعلام من اجتماع قادة "التحالف الوطني"، مؤكدا أن اللقاء تم بين قادة التحالف والشيخ محمد حسان وفي حضور الشيح محمد حسين يعقوب لبحث الحلول السلمية للخروج من الأزمة. وأضاف خالد الشريف، في بيان له، أن اللقاء مع حسان والوفد المرافق له من العلماء تم في رابعة العدوية، لافتا إلى أن "الجميع في لقائهم أكدوا على ضرورة إيجاد حلول سياسية تقوم على أساس الشرعية الدستورية واحترام إرادة الجماهير التي تعتصم وتتظاهر سلميا في الميادين والشوارع". وكان العقيد أحمد محمد علي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، قال أمس إن السيسى التقى ببعض ممثلي التيارات الإسلامية لبحث أزمة البلاد، دون أن يذكر هوية هؤلاء الممثلين. وأضاف المتحدث، في بيان عبر صفحته الرسمية على الإنترنت، أن السيسي "أكد أن رئيس الجمهورية عدلي منصور ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي هم الضالعون بمهام إدارة شئون الدولة، وأن القوات المسلحة تقدر جميع الجهود المبذولة من قبل جميع الأطراف والتي تؤدى إلى فض الاعتصامات بالطرق السلمية". ولفت البيان إلى أن السيسي أوضح لمن اجتمع بهم أن "الفرص متاحة لحل الأزمة سلميا شريطة التزام جميع الأطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة أو تخريب المنشآت العامة أو التأثير على مصالح المواطنين، ودون الرجوع إلى الوراء والالتزام بخارطة المستقبل التي ارتضاها الشعب المصري كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو المجيدة". ودخل، اليوم الأحد، اعتصام مؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي يومه ال39 في ميدان "رابعة العدوية" وال34 بميدان "نهضة مصر"، للمطالبة بعودة مرسي الذي عزله الجيش عن منصبه 3 يوليو الماضي لما قال إنه استجابة للإرادة الشعبية في مظاهرات 30 يونيو الماضي التي طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة.