* يسأل حسن مسجدي راضي من السويس: هل يجب علي المسلم أن يمسك عن الأكل والشرب بمجرد انطلاق مدفع الإمساك أم يمكنه الأكل حتي أذان الفجر؟ ** يقول د.محمود إمبابي وكيل الأزهر السابق: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالئن بشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون". فالأكل والشرب في ليلة الصيام مباح إلي أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وهو سواد الليل وبياض النهار كما بينه رسول الله صلي الله عليه وسلم فيحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم مؤذنان: بلال. وابن أم مكتوم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتي يؤذن ابن مكتوم" قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقي هذا". فأفاد ذلك أن غاية إباحة الأكل والشرب هي طلوع الفجر وهو الفجر الصادق. فيحل له أن يأكل ويشرب إلي قبيل طلوعه بأيسر زمن ويحرم عليه الأكل والشرب إذا طلع الفجر فإن أكل وشرب علي ظن عدم طلوعه ثم ظهر أنه كان قد طلع فسد صومه وعليه القضاء فقط عند الحنفية. ويستحب تأخير السحور بحيث يكون بين الفراغ منه وبين الطلوع مقدار قراءة خمسين آية من القرآن كما في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "إنهم تسحروا مع النبي صلي الله عليه وسلم ثم قاموا إلي الصلاة قلت: كم بينهما: قال قدر خمسين آية". ومما سبق يعلم أن الإمساك لا يجب إلا قبل الطلوع وأن المستحب أن يكون بينه وبين الطلوع قدر قراءة خمسين آية ويقدر ذلك زمنا بعشر دقائق تقريبا والأكل خلال هذه الدقائق ليس حراما لكن ينبغي علي المسلم أن يكون حذرا حتي لا يأكل أثناء الأذان.