أدان الأزهر حادث اختطاف الجنود المصريين في شبه جزيرة سيناء معتبرا الحادث تحولا خطيرا في العلاقات بين المصريين. قال الأزهر في بيان له أمس ان هذا العمل لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل إجرامي خسيس يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن والأزهر وهو يعرب عن بالغ استيائه وشعوره بالحزن الشديد للحادث الأليم. فإنه يدعو أهالي المختطفين إلي التحلي بجميل الصبر واحتساب هذا الحادث في موازين الأجر. كما يدعو المسئولين إلي ضرورة العمل علي تحرير الجنود المختطفين وعدم التهاون مع مرتكبي الحادث. وناشد الأزهر الخاطفين الرجوع إلي الحق وإلي تعاليم الدين الحنيف والقيم الإنسانية التي تعلي من كرامة الإنسان وتؤكد علي حرمة الخطف والترويع "مسلما كان أو غير مسلم" استجابة لقول نبي الانسانية محمد صلي الله عليه وسلم: "لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم" ولقوله: "من نظر إلي أخيه نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة" مطالبا سرعة اطلاق سراح الرهائن وإعادتهم آمنين حرصا علي حق الحياة الذي يمنحه الله تعالي لجميع خلقه علي السواء. مؤكدا ان هذا الفعل المشين من الخطف والترويع والمخاطرة بحياة الأفراد يتنافي مع أصول الاسلام. كما يتنافي مع الحريات التي أقرتها المواثيق والأعراف الدولية وان شريعة الاسلام تتبرأ ممن يرتكبون هذه الجرائم المنكرة. ويهيب الأزهر بالمختطفين أن يرجعوا إلي الحق وإلي القرآن الكريم وأحكامه وألا يسهموا في ازدياد تشويه صورة العرب والمسلمين أمام العالم. كما يدعو إلي تحكيم العقل وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية ويأمل الأزهر الشريف سرعة الاستجابة لهذا النداء الإسلامي والإنساني والله الهادي إلي سواء السبيل. من ناحية أخري استنكرت دار الإفتاء المصرية بشدة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات تظهر التعامل غير الإنساني الذي تعرض له جنودنا الذين تم اختطافهم في سيناء الحبيبة. أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام في بيان له ان تسريب هذه اللقطات أدت إلي ايذاء مشاعر المصريين جميعا علي اختلاف انتماءاتهم.. مشددا علي ان الاسلام لا يقر مثل هذه المعاملة مع أسري الحروب أنفسهم. فكيف بأبناء الوطن الذين تم اختطافهم أثناء أداء أعظم واجباتهم وهي حراسة الوطن. أوضح مفتي الجمهورية ان هذا العمل الإجرامي يعتبر تهديدا لهيبة الدولة المصرية وينبغي التعامل معه بكل حسم تقدره أجهزة الدولة المعنية في ظل ما يتوافر لها من معطيات. وطالب فضيلة المفتي الخاطفين بضرورة الإفراج الفوري غير المشروط عن الجنود مهيبا بهم أن يتقوا الله عز وجل في "خير أجناد الأرض" كما وصفهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. كما طالب المفتي بضرورة تفعيل منظومة علاج متكاملة لقضايا سيناء علي كل مستوياتها. مؤكدا ان هذه هي الطريقة المثلي للقضاء علي أية أفكار هدامة أو خطط للبلبلة داخل هذا الجزء العزيز من أرض الوطن.