العدل أساس الملك.. جملة تؤمن بها كل مؤسسات القضاء في العالم حتي ولو كانوا ممن يعبدون البقر والأصنام حيث قيمة العدل لا يختلف عليها اثنان من العقلاء الذين يهدفون الي الوصول الي الحق حتي لو كان مرا وصدق ربنا سبحانه وتعالي حين قال: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا". من هنا فإن أول من جعلهم الله أداة لنشر العدل في الأرض هم القضاة. ورغم تحفظي الشديد علي المظاهرات يوم الجمعة الماضي امام دار القضاء العالي بحجة تطهير القضاء رغم اعترافنا بوجود اختراق فيه بل ووجود ذيول للثورة المضادة داخله ولكن يظل هذا استثناء من قطاع القضاء الشريف الذي يعد اهم العلامات البارزة في تاريخ مصر. خيرا فعلت الجماعة الإسلامية برفضها الدكتور عاصم عبدالماجد القيادي بها لمحاصرة منازل القضاة والمحاكم ان هذه الدعوة الغريبة لا تعبر عن رأي الجماعة وحزبها الرسمي وإنما تعبر عن رأيه الشخصي ويبدو ان مسلسل اخطاء او خطايا الاسلاميين ضد القضاء - رغم ما فيه من اختراقات - لم تتوقف بعد فضيحة محاصرة المحكمة الدستورية ومنع قضاتها من دخولها بحجة ان بعضهم من انصار النظام البائد الامر الذي يعد ضربة قاصمة لمسيرة القضاء الشامخ الذي يجب اهل المهنة انفسهم أن يقوموا بتطهيره مما فيه من عطب لتظل صورته نقية وناصعة البياض أمام الرأي العام في مصر وخارجها مع ايماني ان التطهير لا يمكن أن يأتي من خارج المؤسسة القضائية حتي يمكث الحق والعدل في الارض مصداقا لقول ربنا: "... فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال". نحن عقب ثورة بدأت تفقد بريقها لدي الرأي العام في ظل التصارع علي جني الثمار رغم ان الشجرة لم تثمر الا القليل جدا وهو ازاحة رأس النظام السابق وبعض اعوانه الذين يصدر الاحكام احكام البراءة واخلاء السبيل بشأنهم مما يثير علامات استفهام بعد طمس ادلة الاتهام بفعل فاعل ومازال الفاعل حرا طليقا.. ومع هذا فإن اقرار مبدأ "استعراض العضلات" وشريعة الغاب مرفوض شرعا وعقلا وسيؤدي لغرق السفينة بكل ما فيها أدعو الجميع الي تحكيم العقل وليس الهوي في مسيرة الثورة المصرية قبل أن يزداد الشعور ب"القرف" لدي الرأي العام الذي بدأ قطاع منه يترحم علي أيام مبارك في ظل فقدانه للامل في الغد الافضل لهم ولأولادهم.. ولابد ان يعي الاخوان ان التركة ثقيلة ولا يمكن ان يحملها فصيل وحده إلا اذا كان غبيا ولا يري ولا يسمع بل يتكلم فقط وإذا تكلم لا يحسن الكلام وخاصة ان هناك اعلام فلول متربص مازال يصنع من الحبة قبة وفي النهاية اقول لكل ابناء الوطن غيروا علي وطنكم من المآسي التي اوقعتموه فيها حتي جعلتموه "مضحكة" العالم بعد ان كان مفخرة العالم حتي أن الزعيم مصطفي كامل مازالت كلماته الشهيرة تتردد حتي الآن "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا". كلمات باقية: ومن يظلم الاوطان أو ينس حقها.. تجئه فنون الحادثات بأظلم وما يرفع الاوطان الا رجالها.. وهل يترقي الناس الا بسلم