أشعر أن هناك أيدي عابثة تريد أن تضع العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين في مهب الريح عن طريق خلط الحق بالباطل وهم يعملون لتنفيذ مخططات خبيثة لا تصب في مصلحة أحد سوي الكيان الصهيوني الذي لايريد الخير لنا أو للأخوة الفلسطنيين الذين يعانون الامرين من قبل نكسة 1948 وما بعدها. بداية أؤكد إنني أمقت أي مساس بالأمن القومي المصري سواء القائم بذلك من الداخل أو الخارج ولكني مقتي اشد لمن يفتعلون المشكلات بأكاذيب تفتقد الموضوعية فمثلا رغم تكذيب حركة حماس للبيان المنسوب الي كتائب عز الدين القسام ضد الجيش والشعب المصري بسبب هدم الأنفاق إلا أن هناك من يصر علي تأكيده رغم مسئولي حماس أنفسهم نفوا ما فيه جملة وتفصيلا وأدانوا هذا البيان المدسوس وأوضحوا انه غير موجود علي وقع الحركة مثل كل البيانات التي يصدرونها عبر تاريخهم. انا شخصيا اشكك في هذا البيان من حيث لهجته التكفيرية وكلماته الرخيصة التي ليس لها سابقة في تاريخ التخاطب مما يذكرني بكلمات العقيد القذافي أو أبواق جبهة الصمود والتصدي عقب مقاطعتهم لمصر عند قيام الرئيس السادات بزيارته التاريخية للقدس. ولم تهدأ نيران البيان بين التأكيد والنفي إلا وانفجر موضوع سرقة حماس لماكينة الرقم القومي من قسم العريش أثناء الثورة أي منذ أكثر من عامين لماذا تم الكشف عنها الآن. وليس قبل ذلك وقد ربط الموضوعين ببعضهما من خلال كتائب حماس التي ستغزو مصر مستندة إلي تزوير بطاقات الرقم القومي المصرية للفلسطينيين بالإضافة إلي حصول أكثر من 13 ألف فلسطيني علي الجنسية المصرية لأن أمهاتهم مصريات وهؤلاء أيضا سيكون "طابور خامس" وخنجر في ظهر المصريين. وأنا شخصيا من خلال زيارتي الأخيرة لغزة أكاد اجزم أن هذه مبالغات وأكاذيب ومكائد ليس لتعكير صفو العلاقات المصرية الفلسطينية فقط بل للوقيعة بين أبناء الشعبين..وهناك قاعدة عقلية يتم الاستناد إليها عندما تلتبس القضايا وتتعقد ¢ فتش عن المستفيد ¢ من هذا السيناريو ولن يخرج عن اثنين أولهما العدو الصهيوني الذي تعبث مخابراته بالتعاون مع المخابرات الأمريكية وعملائهما في مصر بالأمن القومي المصري في ظل هذا الانفلات غير المسبوق والذي يكون أرضا خصبة لترويج وافتعال الأكاذيب. أما المستفيد الثاني فهم أعداء الإسلاميين الذين ساءهم أي تقارب بين التيار الإسلامي في مصر وغزة خاصة أثناء العدوان الإسرائيلي علي غزة. اقسم بالله أنني أثناء وجودي في غزة لمست حبا من أبنائها لمصر بشكل قد يفوق في بعض الأحيان حب من يحملون الجنسية المصرية ويتآمرون علي بلادهم.. فكم سمعت منهم إطراء علي مكانة مصر في قلوبهم ودعمها لقضيتهم وأن بلادهم لن تحل ولن تتحرر أرضهم إلا عن طريق الجنود المصريين البواسل.