دعا العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب المصري إلي التوحد وعدم تكفير الآخر والتمسك بالحوار ونبذ الجدال والخلاف.. وأشار إلي اهمية الوعي الديني الذي يحمي مصر من الفتن ويفسد المؤامرات الداخلية والخارجية.. وطالب بترشيد الصحوة الإسلامية علي مستوي العالم الإسلامي حتي تؤتي ثمارها المرجوة ولا تخدم اعداء الإسلام والمسلمين ... جاء ذلك في الندوة التي نظمتها الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية تحت عنوان ¢ترشيد الصحوة من المراهقة إلي الرشد¢. في البداية أوضح الدكتور القرضاوي أن الصحوة ظاهرة عالمية وليست في مصر فقط كما يظن البعض ولهذا فإن من واجب العلماء القيام بعملية الترشيد لحماس الشباب حتي تتم حمايته من التطرف والتعصب والجدل والحماس الزائد الذي قد ينقلب إلي تهور يضر بالمسيرة التي يحقق فيها الإسلاميون مزيدا من الانتصارات في دول الربيع العربي وغيرها. أوضح القرضاوي أن نهاية إسرائيل قادمة لا محالة إذا نفذ المسلمون تعاليم دينهم الذي أمرهم بالوحدة والتعاون والقوة حين قال: ¢وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةي وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءي فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ¢. ولم يكلفنا الله فوق طاقتنا وإنما أمرنا أن نأخذ بالأسباب وإخلاص النية وحسن التوكل ويشهد التاريخ بذلك حيث لم ينتصر المسلمون علي التتار أو الصليبيين بعددهم أو عدتهم وانما بقوة إيمانهم وعقيدتهم حيث قهروا أسطورة التتار الذين لا يقهرون بل أنهم بعد هزيمتهم اختاروا الإسلام دينا بديلا عن الوثنية وسيتكرر نفس الوضع مع الإسرائيليين الذين تجبروا وروجوا ¢أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر¢. أشار القرضاوي إلي أنه قد جمع في كتابه ¢الصحوة الإسلامية من المراهقة إلي الرشاد¢ عشرة عناصر ينبغي أن تتصف بها الصحوة واهمها: البعد عن الجدل الذي لا يأتي بخير وقد وصف الله مواصفات الجدال المقبول بقوله ¢ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ¢. وخص الله الجدل مع أهل الكتاب المختلفين معنا في العقيدة بقوله ¢ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدى وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ¢ وقوله ¢قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَي كَلِمَةي سَوَاءي بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ¢. وهذا ما يجب علي شباب الصحوة في العالم الإسلامي وخاصة مصر مع المسيحيين فيها لأن الوطن للجميع ويجب أن يعلي الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وخاصة بعد ثورة يناير المباركة التي ساهم فيها كل أبناء الشعب. حث الشيخ القرضاوي أبناء الصحوة الإسلامية علي الانتقال من الكلام إلي العمل الجاد المتقن الذي حث عليه الإسلام بقول الرسول صلي الله عليه وسلم ¢إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه¢. ولو أدرك المسلمون أنهم ليسوا مطالبين بالعمل فقط وإنما بأحسن العمل لقادوا العالم مثلما قاده أجدادهم الذين نفذوا كلام ربهم وسنة نبيهم من الأقوال إلي الأفعال. طالب الدكتور القرضاوي الدعاة بإقامة حوار بناء يلتزم بأدب الدعوة والحوار وفق الضوابط الإسلامية وأن يعايشوا جماهير الناس ويحسنوا الظن بالناس سواء المسلمين أو غير المسلمين لعلاج أمراض المجتمع وأن يبتعدوا عن التشديد في غير محله الغلظة والخشونة التي تنفر الناس وعلي حكام المسلمين أن يرجعوا إلي شرع الله. وأضاف الدكتور القرضاوي: إن العلمانيين والليبراليين في مصر ليسوا كفارا ولا ملحدين كما يحاول البعض نسبة ذلك إلي الإسلاميين وانما يجب أن نفتح معهم حوارا يحقق وحدة الوطن وأننا علينا جميعا كمصريين أن نستبدل ما فاتنا بالعمل والجهد لنستعيد مكانة مصر التي يتربص بها الكثيرون الدوائر لإجهاض ثورتها. التطاول مرفوض هاجم الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بعض الاعلاميين الذين يتطاولون علي الدعاة ويحاولون التقليل من مكانتهم في نفوس الناس وآخرها التطاول علي العلامة القرضاوي الذي مازال ذاكرة قوية حافظة لكتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأحداث التاريخ ولهذا فإن من يتهمه هو الذي يستحق أن يكمم. أشار الدكتور المهدي إلي انه من المؤسف أن هذا الاسفاف ضد العماء زاد بعد الثورة التي اطلقت الحريات ولكن البعض اساء استخدام حرية التعبير ومن المفجع ان يكون رئيس تحرير الأهرام الذي تطاول علي القرضاوي أزهريا إلا أنه لم يتعلم شيء عن تعاليم الإسلام التي تأمر بتوقير الكبير واحترام العلماء لقول صلي الله عليه وسلم ¢ليسَ مِنَّا مَنْ لمْ يرحَمْ صغيرَنا ويُوَقِّرْ كبيرَنَا ويَعْرِفْ لعَالِمِنَا حَقَّهُ¢. أكد الشيخ مصطفي اسماعيل ..الأمين العام لجمعية الشرعية. أن مصر تتعرض لمؤامرات كبري داخلية وخارجية ويحاول البعض دس السم في العسل من خلال أجندات كارهة للإسلام والمسلمين ولهذا فإن الوعي والصحوة الرشيدة هما الحل ولابد أن يصاحب ذلك عمل جاد والإلمام بعلوم العصر التي بها تتفوق الأمم. طالب الدكتور مجدي عبدالغفار الاستاذ بجامعة الأزهر الشباب بالالتفاف حول علمائهم الذين سماهم الرسول صلي الله عليه وسلم ¢ورثة الانبياء¢ وأن يبتعدوا عن التطرف أو التعصب المقيت الذي ينتهزه أعداء الإسلام ويلصقونه به للإساءة اليه وتشويه صورته.