في الوقت الذي لا يتوقف فيه هجوم المعارضين للدستور الجديد الذي سيتم الاستفتاء عليه يوم السبت القادم نجد من يشيد به من كبار المفكرين الإسلاميين الذين شاركوا في صنعه مؤكدين أنه أعظم دستور في تاريخ مصر لأنه استفاد من الدساتير السابقة وأشهر دساتير العالم.. ورفضوا الاتهام بأنه دستور منحاز إلي فصيل ما أو أنه لا يرضي طموح كل المصريين.. وهاجموا من يتهمون أعضاء الجمعية التأسيسية بأنهم قاموا بعملية "سلق للدستور" في ساعات قليلة مؤكدين انه عمل بدأ منذ شهور وأن الاقرار النهائي لكل الدساتير في العالم يتم بهذه الطريقة وبالتالي فإن ما حدث من سرعة الاقرار مرة واحدة ليس بدعة مصرية.. وطالبوا مختلف الفصائل والقوي السياسية إعلاء مصلحة الوطن علي مصالحها الذاتية حتي لا يعطوا الفرصة لمن يعشقون الصيد في الماء العكر لتوصيلنا إلي الصراع الحالي وخاصة ان الدستور ليس مقدساً وإنما هو عمل بشري قابل للتعديل مستقبلاً في إطار من التوافق والحوار الوطني. أكد الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء وممثل الأزهر الشريف في الجمعية التأسيسية ان جميع المواد بالدستور كان تمحل التوافق من الجميع وخاصة المواد 2. 3. 220 التي تتعلق بحقوق أقباط ويهود مصر ولا يوجد سبباً واحداً لانسحاب ممثلي الكنائس من الجمعية التأسيسية لأن اعتراض الأقباط علي المادة 220 من الدستور الجديد كان مبهماً لأن المادة 220 هي ذاتها التي أتاحت لهم المادة 3 والتي تقر جميع حقوقهم.. أشار الدكتور نصر فريد إلي ان الغالبية العظمي من الخلاف كان شكلياً والانسحاب من التأسيسية لم يكن في مصلحة مصر ويجب ان يدرك جميع المصريين أنهم في سفينة واحدة تضم المسلمين والمسيحيين ومختلف القوي السياسية علي اختلاف انتماءاتهم. أشار الدكتور فريد إلي ان دستور مصر الجديد هو اجتهاد بشري سعي المشاركون فيه إلي تحقيق مصلحة الشعب هو ليس قرآناً أو مقدساً لا يمكن المساس به أبد الدهر وانما هو عمل بشري فيه جوانب نقص من وجهة نظر البعض ويمكن تعديله في أي وقت مستقبلاً إذا توافق الجميع علي ذلك في اطار الحوار الجاد والتوافق الذي يعلي مصلحة الوطن علي مصلحة الأفراد والأحزاب. قال ان الدستور الجديد هو دستور يحقق آمال المصريين وانه يشعر براحة الضمير تجاه الدستور الذي تمت كتابته لما بذلته الجمعية من مجهود كبير في محاولة لكتابة دستور يليق بالوطن. أعظم دستور الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي وعضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور قال انه يعد أعظم دستور في تاريخ مصر حيث استفاد من كل الدساتير السابقة بالاضافة إلي استفادته من كل الدساتير الشهيرة في العالم بل ان هذا الدستور يمثل بحق دستور الثورة لأنه جاء بعد مشاورات مكثفة بين جميع أطياف المجتمع المصري علي اختلاف انتماءاتهم الفكرية والعمرية ولست مبالغاً - وكلام للدكتور عمارة - بأنه أعظم دساتير العالم. أوضح الدكتور عمارة ان الغالبية العظمي من مواد الدستور وبالتحديد 95% من مواده جاءت بالإجماع مع اعترافنا ان الاختلاف وارد وطبيعة بشرية وبالتالي فإن التوصل إلي ان الاجماع مستحيل تحقيقه ولكن للأسف هناك من يعبث بأمن واستقرار مصر ويقوم بخلط الحق بالباطل لتضليل الناس وتقوم بهذا الدور وسائل الإعلام التي تنفذ أجندات خاصة معادية للإسلاميين حيث اشارت بعض التقارير إلي تلقي هذه الوسائل قرابة 6.5 مليار دولار منذ الثورة حتي الآن لتنفيذ هذا المخطط ولهذا نراه تنفق ببذخ وجنون لتنفيذ هذا المخطط. نفي الدكتور عمارة إلي ان تكون الجمعية منحازة أثناء مناقشتها للدستور حيث ان جميع أعضاء التأسيسية كان لهم نفس المساحة في عرض الآراء والأفكار ولكن المشكلة ان بعض المتشدقين بالديمقراطية لا يرضون بنتائجها إذا لم تأت بما يرغبونه وأبرز دليل علي ذلك ما سمعته بنفسي من صديقي الأستاذ عمرو موسي وزير الخارجية الاسبق الذي كان يجلس بجانبي وعندما تطرح مادة لا تروق له وتوافق عليها الأغلبية يعلق ساخراً قائلاً: "أغلبية عددية لا قيمة لها". فأرد عليه: "أليست الأغلبية هي الوسيلة التي اقرتها الديمقراطية لترجيح رأي علي آخر". ولكن ما يحدث هو جبروت وإرهاب الأقلية التي يساندها إعلام مأجور يعادي الإسلاميين حتي ولو كانوا علي صواب ويريدون ان تطول الفترة الانتقالية وتحل مؤسسات الدولة لتستمر الدولة في دوامة لا تنتهي من الفوضي. رد الدكتور محمد عمارة علي من يزعمون ان الدستور وضعه غير المتخصصين قائلاً: ان الجمعية التأسيسية ضمت جميع ألوان الطيف السياسي والمجتمع مع متخصصين في القانون العام والدستوري ولأول مرة يوضع دستور مصر علي مرأي ومسع من الجميع ويشارك جميع المصريين في الداخل والخارج فهذه حالة فريدة في العالم ولكن هناك أموالاً وأيادي خارجية وداخلية تعمل جاهدة لافشال الدستور المصري الجديد وقد تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك علي وجود نية مبيتة لافشال التأسيسية ومعارضة الدستور الذي يصدر عنها. خلع الضروس عن رؤيته لمستقبل مصر في ظل حالة الاحتقان الحالي بسبب الدستور والاستفتاء عليه ومن قبله الإعلان الدستوري قال الدكتور عمارة: نحن مرحلة صراع تكسير عظام أشبه ما تكون بخلع ضرس لابد ان تصاحبه آلام حتي تستقر الحالة وخاصة ان المعارضين ليسوا كلهم قلبهم علي مصلحة البلد بل ركب الموجة بلطجية الحزب الوطني وأصحاب المصالح والكارهين لكل ما هو إسلامي ممن يرون في وجود الإسلاميين في الحكم يتعارض مع أجندتهم ومع هذا فإن هذه المرحلة الصعبة ستمر وتستقر الأوضاع لأني أؤمن ان مصر محفوظة بعناية إلهية وقادرة علي التعافي والانطلاق لتحتل مكانها اللائق بها. بعد هزيمة "كدابين الزفة" الذي يتزعمون المشهد حالياً فأحدهم كان من أصحال المصالح الكبري مع الحزب الوطني رغم ادعائه انه معارض وآخر يغازل الأمريكان والأوروبيين ويطالبهم بالتدخل في شئون مصر ويعيب علي أعضاء التأسيسية أنهم لا يعترفون بالهولوكوست وآخرين يدعون القومية ولكنهم أبناء لانظمة عربية عملاء لها والقائمة طويلة والشعب يعرف ماضي كل واحد منهم وانه لا يعارض حباً في الوطن وانما بحثاً عن مصالحه الشخصية أولاً. ولهذا فإن النائب العام قد يكشف عن هوية المتلاعبين بأمن وسلامة الوطن من أعضاء التأسيسية المنسحبين. الدستور فخر لأحفادي رفض الدكتور محمد سليم العوا عضو الجمعية التأسيسية اتهامات البعض بأنه تم "سلق الدستور" حيث تم التصويت علي مواده خلال 17 ساعة متصلة فقال: انه في كل دول العالم تتم مناقشة الدستور قبل اقراره كوحدة واحدة في جلسة واحدة مهما طالت فلو تم مناقشة 50 مادة في الدستور ثم انتهت الجلسة وبدأت في اليوم التالي فيبدأوا من المادة رقم 1 لا من رقم 50 التي انتهوا عندها هكذا تتم مناقشة الدساتير في كل دول العالم حتي انه في ايطاليا عند مناقشة الدستور استمر هذا النقاش 6 أيام متصلة وفي فرنسا استمرت المناقشة يومان ونصف وبالتالي فإن ما فعلته الجمعية التأسيسية في مصر ليس بدعة غير مسبوقة أو سلق كما يزعم البعض وإنما هو أمر معروف عند اقرار كل دساتير العالم. عن السر في صمته الطويل وابتعاده عن الإعلام خلال الفترة الماضية اكد الدكتور العوا انه فضل عدم الإدلاء بتصريحات خلال الفترة الماضية خوفاً من ان تحدث مزيداً من الانقسام وخاصة ما يحدث "فتنة" والعاقل هو من لا يتحدث مع وجودها أو علي الأقل لا يكثر الكلام وخاصة التعصب الحزبي هو الذي قسم الوطن حولرفض أو قبول الدستور الجديد مع ان الدستور والقانون "صنعة" ولا يمكن لأي شخص سياسي أو غير متخصص أن يفتي فيه بدون مناقشاتمع جهة الاختصاص. وجه الدكتور العوا نداء إلي جميع القوي السياسية المعارضة إلي الحوار والاشتراك في مبادرة لم الشمل مع الرئيس محمد مرسي والتي طرحها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبعض السياسيين الحكماء الذين يسعون لمصلحة الوطن وليقل كل واحد رأيه في الاستفتاء حتي ولو أدي الأمر لاسقاطه ورفضه ولتكن الكلمة الأولي والأخيرة فيه للشعب. قال الدكتور محمد سليم العوا: هذا الدستور سجل أهم المراحل في حياتي وأؤكد ان أحفادي سيفخرون بأن جدهم كان صانعاً لهذا الدستور الذي يمثل أفضل ما وصل إليه اجتهادنا بالاضافة إلي استفادتنا من الدساتير السابقة في مصر واطلاعنا علي أشهر الدساتير في العالم. نرفض الوصاية يؤكد الدكتور عصام دربالة.. رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية ان الدستور جاء مترجماً لشعارات الثورة المصرية "عيش - حرية - عدالة اجتماعية" بل انني اضيف إلي ذلك انه يتضمن كل ما يحقق الكرامة الانسانية بصورة تتفوق كثيراً علي ما كان مقرراً في دستور 1971 ويمكن بالحوار تعديل مواد مستقبلاً إذا تم عليها توافق أما ان نظل في حالة الفراغ السياسي الحالي فإننا سنظل في صراع وجدال لا ينتهي. أشار الدكتور دربالة إلي ان المنسحبين من التأسيسية والمعارضين للدستور الجديد يصادرون رأي الشعب في الاستفتاء عليه وينصبون أنفسهم أوصياء علي الشعب وأنهم يملكون الحقيقة المطلقة ولا يعترفون للآخر بحقه في الاحتهاد في وضع دستور يليق باسم مصر وخاصة انه استفاد من الدساتير السابقة بل وتم الاطلاع علي الدساتير العالمية الشهيرة ولهذا فإنه لا ينبغي لأي فصيل ان يدعي انه وحده علي الصواب ولك الآخرين علي خطأ وإلا لدخلنا في جدل لا ينتهي وقد نهانا الرسول صلي الله عليه وسلم عن الجدل العقيم لأنه لا يأتي بخير وإنما يؤدي إلي تمزيق الصفوف كما هو حادث الآن حيث يتشبث كل إنسان برأيه ويبدأ في تخوين الآخرين وهذا أمر مرفوض شرعاً وعقلاً وان يتم الالتزام بما قاله ربنا "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين". وليعلم الجميع ان يد الله مع الجماعة وان التوحد علي مصالح البلاد والعباد هو الحل ولهذا قال ربنا "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون".