ندد المشاركون في ندوة نصرة النبي التي عقدتها جمعية محبي الازهر الشريف بمحاولات الغرب التهوين من الإساءات والإهانات التي يتعرض لها الدين الإسلامي ورموزه الدينية وأخرها صناعة الفيلم المسيء للنبي صلي الله عليه وسلم . واكد المشاركون أن محاولة التهوين من تلك الإساءات لم تعد تنطلي علي الشعوب الإسلامية التي هبت لنصرة نبيها وعلي الحكومات الغربية مراعاة المقدسات الإسلامية مثلما تراعي بعض التابوهات المصنوعة من قبل الكيان الصهيوني . وقال الدكتور عبد الله بركات العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية بالأزهر أن الغرب أدمن الكيل بمكيالين ففي الوقت الذي حاسب فيه مفكرون عظماء علي غرار روجيه جارودي بتهمة الإساءة للسامية رغم أن الرجل لم يتعرض للسامية من قريب أو من بعيد وإنما كان يبحث قضية عند اليهود الذين قتلوا علي يد هتلر ولكن لأن الأمر يمس الصهيونية حاكموه وسجنوه وهو المفكر العظيم في الوقت الذي يطالبنا فيه الغرب بالصمت ونحن نري نبينا صلي الله علي وسلم يتعرض للإساءة ويتحجج الغرب بأن هذا يأتي في سياق حرية الرأي والتعبير في خلط واضح وجلي بين حرية الرأي والإساءة والتشويه المتعمد . وطالب بركات أن يكون للازهر موقف قوي من تلك الإساءات منعا لتكرارها ومشيرا أن الدول العربية والإسلامية مطالبة بتكليف بعثاتها الدبلوماسية في كل مكان بالضغط علي الحكومات الغربية وداخل المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة من أجل صياغة قانون صارم لمكافحة ازدراء الأديان ونحن نعلم جيدا أن الغرب لا يريد صدور مثل هذا القانون لإدراكه أن المسلمين لم ولن يسيئوا لأي من الأديان السماوية ورموزها مهما بلغت حدة إساءة الأخرين لنا لأن أنبياء المسيحية واليهودية لهم من القدسية لدينا ما لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم لهذا فإن الضغط لابد أن يتواصل لمكافحة تلك الإساءات وللوصول إلي قانون يجرم الإساءة التي أصبحنا نستيقظ وننام عليها. من جانبه قال الدكتور أحمد المعصراوي أستاذ الحديث ورئيس لجنة المصحف بمجمع البحوث الإسلامية ان الإسلام والنبي صلي الله عليه وسلم يتعرضان للإساءة منذ صدر الدعوة الإسلامية ولكننا لن نصمت للأبد فمثلما انتصر الصهاينة لساميتهم المزعومة فليس أقل من أن ننتصر نحن المسلمون لنبينا صلي الله عليه وسلم ولديننا الحق فالغريب أن ينتصر الصهاينة لباطلهم ونعجز نحن عن الإنتصار للحق . وأضاف د. المعصراوي أن من يسيئون للنبي صلي الله عليه وسلم لم يعرفوا قدره ولابد أن نكون واثقين من أن المسيئين لو عرفوا حقيقة شخصية النبي لما أساءوا إليه بأي شكل من الأشكال ومن هنا تكمن اهمية التحرك علي طريقين أولهما العمل علي خروج تشريع دولي يجرم الإساءة للأديان والثاني ضرورة تعريف الناس بالإسلام والنبي صلي الله عليه وسلم حتي يدركوا عظمة تلك الشخصية التي قال عنها كثير من مفكرو الغرب أنها من أعظم شخصيات التاريخ الإنساني ونحن نؤمن بأنه الرحمة المهداة لهذه البشرية ويكفي أن نشير إلي ما قاله المبشر المسيحي جاري ميللر عندما درس سيرة النبي صلي الله عليه وسلم فقال لا أنسي أبدا موقف النبي ومعه أبو بكر وهما في الغار يختبئان من كفار قريش فلو كنت في موقف الرسول -صلي الله عليه وسلم- هو وأبي بكر محاصرين في الغار. بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما. ألن يكون الرد الطبيعي علي خوف أبي بكر: هو من مثل §دعنا نبحث عن باب خلفي§. أو §أصمت تماماً كي لا يسمعك أحد§. ولكن الرسول -صلي الله عليه وسلم- قال بهدوء: §لا تحزن إن الله معنا§. §الله معنا ولن يضيعنا§. هل هذه عقلية كذاب أو مخادع. أم عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله له؟ كانت الفعاليات الشعبية المنددة بالفيلم المسيء قد تواصلت حيث نظمت عدد من القوي السياسية في مصر بالتعاون مع حكومة هشام قنديل حملة نصرة النبي صلي الله عليه وسلم من مقر نقابة الصحفيين المصريين . وانتقد المشاركون في المؤتمر تجسيد شخصية الصحابة في الأفلام الإيرانية. كما أدان عزم إيران علي القيام بفيلم يجسد شخصية نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ردًّا علي الفيلم المسيء له. وحث جميع المسلمين في مصر وخارجها علي التمسك بتعاليم الإسلام ليكون خير رد علي من أساءوا إلي نبينا محمد الكريم. تحدث في بداية المؤتمر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مطالبا دول الغرب وأمريكا بوقف إساءات السفهاء عندهم إلي الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا أن علي الغرب الوقوف في وجه سفهائهم منعا لصدام الحضارات ومشددًا علي أن الأنبياء لا فرق بينهم. وأن الإسلام يحرم إهانة أي نبي. وفي مقدمتهم نبي الإسلام. ووجه بديع التحية لأقباط الشرق علي وقوفهم في وجه الإساءات التي يتعرض لها نبي الإسلام مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين لا فرق بينهما علي أرض الشرق الإسلامي مشيرا إلي أن النبي أول من وضع وثيقة لحقوق الإنسان. وأعطي لليهود حقوقًا لم يأخذوها من قبل. وأتي من بعده عمر بن الخطاب في ¢وثيقة العهدة العمرية¢» التي أمَّن بها النصاري في بيت المقدس. من جانبه أدان الدكتور محمد عبد الفتاح المتحدث باسم وزير الأوقاف خلال كلمته الأعمال الإجرامية المسيئة للرسول الكريم. مضيفًا أن الحرية التي أنعم الله علينا بها يجب علينا شكر الله عليها. تاليًا قول الله تعالي: "ونريد أن نمن علي اللذين استضعفوا في الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ". من جانبه أكد الدكتور محمد عمارة. المفكر الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء. أن الإساءة إلي المرسلين سنة من سنن الله "وكذلك جعلنا لكل نبيّي عدوًّا". وأن سنن الله لا تبديل ولا تحويل فيها. مشيرًا إلي أن الغرب البيزنطي والروماني والإغريقي احتل الشرق. وجاء الإسلام ليخلص المشرق من العذاب. فنتج العداء الغربي للشرق الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي. وأضاف في كلمته بمؤتمر ¢معًا لنصرة الرسول¢- الذي أقامه اتحاد المهن الطبية. بالتعاون مع لجنة الحريات بنقابة الصحفيين- أن الإساءة للرسل وللإسلام قديمة وستستمر. مؤكدًا أن الإسلام في امتداد حتي في عقر دار المسيئين في أوروبا والغرب بأكمله مشيرا إلي أن الغرب يصفون الإسلام بالفاشية» لأن 10% من كنائس أوروبا تغلق بسبب تحويلها للإسلام. وأن اسم ¢محمد¢ يتقدم بالنسبة للمواليد الأوروبيين. وأن هناك فتوحات للإسلام يوميًّا. وأشار عمارة إلي أن الرئيس الفرنسي أعطي جائزة كبري للمسيئين للرسول. وكرمت أوروبا بحضور المستشارة الألمانية ناشري الرسوم المسيئة. وهذا يعدُّ عدوانًا كبيرًا من الغرب للإسلام. وطالب عمارة الكنيسة المصرية باتخاذ إجراءات رادعة ضد العابثين بأمن مصر وسلامته من أقباط المهجر أو كل من يريد التفرقة بين أبناء الأمة. مختتمًا كلمته بقوله: ¢توقعوا توقعوا ضربات جديدة. ولكن علينا أن نرتب بيتنا ليظهر الإسلام بمؤسساته بموقف مشرّف. وليتحرر الإعلام المصري من الهيمنة الغربية¢.