برلمانية المؤتمر بالشيوخ: الهيئة الوطنية للانتخابات قدمت نموذجًا مشرفًا في إدارة الإعادة    رئيس جامعة طنطا يجري جولة تفقدية موسعة لمتابعة سير أعمال الامتحانات    النتيجة الرسمية لانتخابات مجلس النواب الدائرة الثانية (سيدي سالم- الرياض) بكفر الشيخ    جامعة المنصورة تعلن انضمام الطالب حمزة أبوالخير إلى قائمة Forbes    أسعار الفضة تسجل مستوى قياسيا في السوق المحلي.. وتراجع الذهب    قطع المياه عن المنطقة المحصورة بين شارعي الهرم وفيصل غدا    أبو الغيط يرحب بتنظيم أول انتخابات بلدية مباشرة في الصومال    تقرير: حرب مفتوحة تستهدف الوجود العربي والإسلامي والمسيحي في القدس    جيش الاحتلال يعلن اغتيال أحد أبرز عناصر وحدة العمليات بفيلق القدس الإيراني    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    تشكيل المصري لمباراة حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    الأهلي يضغط على ديانج بورقة حمدان    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    دهسته سيارة مسرعة.. مصرع شخص بحادث مروع في النزهة    سفر للخارج مزيف.. التحقيق مع عصابة النصب على المواطنين بالقاهرة    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    وزارة السياحة تكشف موقف مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسميًا بعد أكثر من 25 عام زواج    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13.4 مليون خدمة صحية وعلاجية خلال 4 أشهر    البورصة تخسر 7 مليارات جنيه بختام تعاملات الأسبوع    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    معارك انتخابية ساخنة فى 7 دوائر بسوهاج    خط نجدة الطفل.. طوق النجاة لمواجهة الاعتداءات بسرية تامة    سلوت: تجاوزنا أزمة محمد صلاح وعلينا أن نحترمه مع منتخب بلاده    محافظ أسوان يتابع ميدانيًا منظومة التطوير والتجميل    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    محافظ كفرالشيخ يستمع لشكاوى وطلبات الأهالي بشأن الخدمات    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    المؤتمر الدولى لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يناقش قضايا الاستشراق والهوية    رجال سلة الأهلي يصلون الغردقة لمواجهة الاتحاد السكندري بكأس السوبر المصري    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    إدانة دولية للاستيطان الإسرائيلي ودور فلسطيني وعربي لمواجهة التوسع في الضفة    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    الكيك بوكسينج يعقد دورة للمدربين والحكام والاختبارات والترقي بالمركز الأولمبي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    بالفيديو.. استشاري تغذية تحذر من تناول الأطعمة الصحية في التوقيت الخاطئ    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    إسرائيل تمطر "سد المنطرة" بريف القنيطرة في سوريا بالقنابل (فيديو)    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قال علماء المسلمين في « حرق الإنجيل»؟
نشر في محيط يوم 16 - 09 - 2012

سماحة الإسلام تأبى إهانة المقدسات وحرق الكتب السماوية، وإن كنا في شياط من أجل رسول الله، فأمة محمد صلى الله عليه وسلم، آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، فهدينا الإسلام ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكنا آمنا برسل الله وكتبه خير إيمان.

ترجُف القلوب لقول رسول الله، لمن آمن منا، لا يستطيع مسلم إغفال قوله في فرح أو في غضب، إذا كان مؤمناً حقاً، أتعلم أيها القارئ الحبيب أن أكثرهم تشددا في نظر الناس علا صوته رافضاً.. وألينهم حديثاً كان أشدهم رفضاً وغيظاً.. هم العلماء ورثة الأنبياء، يغضبون لرسول الله ويغضبون لسنته ولا تأخذهم الحمية إلى غلظة وسواد قلب.

نعرض عليكم وجهة من يمثلون مختلف المناهج الإسلامية، ما بين متشدد ووسطي، تسمع لأحدهم وكأن كلهم يُجمعون على أمر واحد، فالحدث عظيم، وحد صف المختلفين في أمور الشريعة، لدرء الخوارج وصد قلة سفهاء، سواء كانوا من هنا أو من هناك، وفيما يلي أقوال العلماء في حرق الإنجيل.

أولاً: ماذا قال السلفيون في حرق الإنجيل؟
آثرت البدء بالسلفيين، فبعض الناس يحسبهم متشددون، ولنا في موقفهم وقفة.. فالدكتور عماد عبد الغفور، مساعد رئيس الجمهورية لشؤون التواصل المٌجتمعي، « يرفض ما قام به البعض خلال تظاهرات رفض الفيلم المسيء للرسول، عليه الصلاة والسلام، من حرق لنسخ من الإنجيل، مُعتبرًا أن ذلك المسلك من قبيل التصرفات غير المحسوبة عواقبها، حيث نهى الله ورسوله عن سب الأديان الأخرى، مما يُعد معه تجاوز على حق الله عز وجل، وقال « إنه لا يصح مُقابلة الخطأ في حق الرسول بالخطأ، وإنما لابد أن نرد بالفعل الشرعي المُنضبط، فلا يصح بأي حال من الأحوال، قتل السفراء أو الدبلوماسيين؛ لأن الرسول حرم ذلك ونهى عنه، كما أن الأعراف الدولية منعته، وشدد عبد الغفور، على ضرورة ألا تخرج نصرة الرسول عن الحدود المشروعة، وأن تكون المحاسبة والمعاقبة لمن قام بهذه الفعلة، وألا يعاقب الغير بفعل آخرين؛ لأن القاعدة الشرعية تقول ألا تزروا وازرة وزر أخرى، خاصة وأن الله قد أمر بإقامة العدل بالقسط والإحسان دون تجاوز للحدود، في تلميح منه لضرورة عدم معاقبة مسيحيي مصر بجريمة منتجي الفيلم، وأشار عبد الغفور، إلى السعي لاستصدار قوانين تقيد وتمنع التجريح في المقدسات أو تناول الرسول الكريم بأي قدر من الإهانة، وتوجب الحديث عنه بكل تقديس وتوقير واحترام؛ لأن النبي ليس كآحاد الناس، وأكد عبد الغفور، أنه لابد من نصرة الرسول حق النصر، لافتًا إلى أن النصرة الحقيقية لله ولرسوله تكون بالإعلاء من شأن كتاب الله سنته، وإحياء سنة رسوله، ونشرهما في العالمين، وإقامة الحجة على الناس أجمعين، ونوه عبد الغفور، إلى أن الله قد أذن بالحرب من عادى أولياءه، فكيف بمن عادى أولى الأولياء، واصفي الأصفياء، صلوات الله وسلامه عليه، وأن الله قد علمنا أن من ينال من قدر الله، له خزي في الدنيا والآخرة».

كما أفتى الشيخ الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، « بعدم جواز تمزيق الإنجيل أو حرقه في المظاهرات احتجاجًا على الفيلم المسيء للرسول- صلى الله عليه وسلم، وقال « برهامي»، في فتوى له حملت اسم « هل يجوز تمزيق الإنجيل وحرقه في مظاهرةٍ، احتجاجًا على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم-؟"، حصلنا على نسخة من البيان الذي قال فيه « لا يجوز أبداً، لما يتضمنه تمزيق « الإنجيل الحالي»، « ولو كان محرفًا»، مِن ذكر الله- عز وجل- والأنبياء، مؤكداً أن الغرض من تمزيقه أو حرقه في مظاهرة هو الإهانة، وهذا لا يجوز لشيء فيه ذكر الله، وليس المقصود التخلص من كتاب يتضمن ما يخالف الحق، وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: « الصحيح أن التوراة الحالية هي التي أنزلها الله على موسى مع تحريف وتبديل، وزيادة ونقص، وبالقطع ليست هي المنزلة كما أنزلها الله، والإنجيل: الصحيح أنه يتضمن فقرات وأجزاء من الإنجيل المنزل، وفيه من التوحيد وإثبات النبوات ما يقطع بصحة معناه».

ثانياً: ماذا قالت الجماعة الإسلامية في حرق الإنجيل؟
وتبعتهم بالجماعة الإسلامية التي يخشى قولها البعض، وهذا موقفهم فلقد رفض الشيخ طارق الزمر، المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية، ما تردد بشأن حرق الشيخ أبو إسلام عبدالله للإنجيل، ردًا على الفيلم المسيء للرسول الذي انتهجه بعض أقباط المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية ، قائلا « لا نقابل الغدر بالغدر»، وأضاف الزمر أن الهجوم على نبينا لا يبيح الهجوم على أي نبي آخر، فنحن نقدر الأنبياء، وفي الفكر الإسلامي لو قتلوا رهائننا لا نقتل رهائن العدو، هذه هي تعاليم رسول الله»، وقال الزمر، ما يحدث الآن علي الأرض لا يمكن اعتباره حادثه فرديه و يجب أن ننجوا بمجتمعنا من هذه الفتن التي تصدر لنا من أمريكا»، مؤكدًا أن هناك منهجية ثابتة لدى الولايات المتحدة لتبشيع صورة الإسلام ، فالمناهج التعليمية تعج بالموضوعات التي تهاجم الإسلام والرسول، فالفيلم المسيء للرسول والذي ساهم في إنتاجه موريس صادق بأنه « إسفاف وإفلاس حضاري، وأنه لا يُبرئ الإدارة والسياسة الأمريكية مما حدث، وعليهم أن يعوا أن هذه أوتار حساسة بعد ثورات الربيع العربي، والحكومات لم تعد تقمع الشعوب كما كان من قبل، وحاليًا تستجيب للشعوب».

ثالثاً: ماذا قال الأزهريون ومن على شاكلتهم في حرق الإنجيل؟
وهنا أعرض موقف الأزاهرة أبناء الوسطية ومدرسة السنة التي علمت العالم ، فلقد استنكر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، الواقعة التي أقدم عليها صاحب قناة الأمة، بحرق نسخة من الإنجيل أمام السفارة الأمريكية اليوم ردا علي الفيلم المسيء للنبي صلي الله عليه وسلم، واصفا إياه بالتصرف المرفوض شكلا وموضوعا، مشددا « نحن نظهر الغضب لله ولرسول لكن بضوابط أخلاقية»، وأكد كريمة في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية « محيط»، أن الإسلام أمرنا بعدم الرد علي الإساءة بمثلها، وخاصة فيما يتعلق بالأديان وذلك تطبيقا لقوله تعالي { وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام، ويرى كريمة أن إقدام احد الأشخاص علي هذا الفعل هو إساءة للإسلام ككل لأن هناك قاعدة فقهية تحرم رد الإساءة بمثلها ، وتتحمل المفسدة الصغرى باتقاء المفسدة الكبرى ولا يجوز أن يرد علي السفهاء بسفاهاتهم»، وعلي صعيد الفيلم المسيء للنبي صلي الله عليه وسلم، استشهد الشيخ بقوله تعالي { ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون}، مؤكدا أن قدر النبي صلي الله عليه وسلم لن تهزه سخرية أو إساءة عند المسلمين وغيرهم من ذوي العقول، وفند الشيخ رفضه بالرد بحرق الإنجيل « هناك وسائل عملية راقية ومقبولة لرد الإساءة كالاحتجاجات وسحب الجنسية وطرد السفراء، والمقاطعة الاقتصادية، ولكن في حدود عدم الإثارة والابتذال»، وفي توجيهه لأسلوب الهجوم الديني الذي يتتبعه بعض رجال الدين الإسلامي ، طالب كريمة أن تكون نبرة الخطاب الإسلامي نبرة العقلاء والحكماء، معلقا " نحن نغضب ونغير علي ديننا وعلي الدعوة الإسلامية، والعمل الإجرامي هذا المتمثل في الفيلم المسيء ليس بأمر من الكنيسة أو السياسة الأمريكية بل هم ثلة من السفهاء بعيدون تماما عما نعرفه عن مسيحيي مصر الذين لا ذنب لهم في تلك الأعمال التي تهدف إلي تأجيج الفتنة".

في تصريح له قبل الخروج لجمعة رفض الإساءة للنبي، حث الشيخ زكريا مرزوق، إمام وخطيب الجامع الأزهر الشريف، المشاركين لمليونية الغد أن يتحلون بسماحة الإسلام وآدابه مشددا علي أن إقدام أحد المنتسبين للإسلام علي حرق نسخة من الإنجيل أمام السفارة الأمريكية، إنما هو رد قاصر عليه شخصيا ولا يعبر عن الإسلام وليس من العقيدة في شيء، ومؤكدا أن هذا الفعل لن يسيء للإسلام لأن الإسلام تطبيقه العملي هو الأخلاق، وشدد على أن المسلمين أشد الناس حبا للنبي صلي الله عليه وسلم وأن تلك المحبة نابعة من أمر الله تعالي لنا في كتابه علي لسان نبيه صلي الله عليه وسلم « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ». [آل عمران:31]، ورفض مرزوق ما أقدم عليه بعض مسيحيي المهجر باعتباره إثارة لمشاعر المسلمين ، منددا بادعاء الغرب أن هذا الأمر من قبيل حرية الإبداع والتعبير واصفا إياه بالرؤية غير المكتملة وغير الراشدة ، لأن حرية الرأي لا تبرر الاعتداء علي المقدسات الإسلامية، وخاصة أسمي مقدس إسلامي وهو النبي صلي الله عليه وسلم، ويري إمام وخطيب الأزهر أن هذه الرؤية تحاول النيل من وحدة المصريين والإساءة لمسيحيي مصر الذين يقفون صفا واحدا في وجه تلك المحاولات التي لا تعبر عنهم ، مشيدا بإقدام جماعات من أقباط مصر علي رفع عدة بلاغات ضد الفيلم ومنتجوه من أقباط المهجر ، معلقا، « لا نأخذ المحسن بالمسيء»، وحول مليونية الغد ، أشار مرزوق إلى أن نصرة النبي لا تكون بالتظاهر إنما بإحياء سنته صلي الله عليه ويلم ، والتخلق بأخلاقه وآدابه ، مؤكدا أن الله تعالي نصره وأعلي قدره حيث لم يناديه باسمه مجردا إنما ناداه "يا أيها النبي".

أما من يحسبون على الصوفية فجاء رأي الداعية الإسلامية « الحبيب بن على الجفري»، قائلاً « إن الإقدام على حرق الإنجيل مخالف للشرع والأخلاق وأيضا إخلال بعهد النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ووصيته لنا بالإيمان واحترام كافة الأديان السماوية، وأكد الجفري إدانته لمحاولات رد الفعل غير المسئولة تجاه الفيلم المسيء للرسول صل الله عليه وسلم والتي تؤدى إلى إشاعة الفوضى والتحريض على الكراهية».

رابعاً: ماذا قال الإخوان المسلمون في حرق الإنجيل؟
وهذا رأي فصيل حاكم، وله في علوم الشريعة باعاً طويلاً..فقال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تسجيل فيديو على المظاهرات أمام سفارات أمريكا بالقول « ليس الوفاء أن نذهب إلى السفارات ونرميها بالحجارة أو نشعل فيها النيران ونقتل السفير ونقتل من معه، ليست أمريكا كدولة وراء هذا الأمر»، واستدرك القرضاوي ليضيف « نحن نقول لأمريكا ينبغي أن يكون لك موقف أقوى والعمل على الوقوف في وجه ما وصفه بالتطرف، مشدداً على أن ما جاء في التسجيل المسيء للرسول (ص) ليس إبداعاً أو حرية في التعبير، وان كان كذلك فهو حرية السب والشتم، داعياً الولايات المتحدة إلى الاقتداء « بالبلاد الأوروبية وغيرها».

ويقول عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور عاشور الحلواني، ردا على الدعوة إلى حرق الإنجيل، « إذا كان الغرب لا يحترم دينا أو مقدسات، ويسمح بأن يُهين من يسكنون ببلدانهم مقدسات الآخرين، فلا يجب علينا ولا يمكن أبدا أن ننجرّ، نحن المسلمين، إلى ردود أفعال لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة، كدعوة حرق الإنجيل أو قتل النفس التي حرمها الله أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة»، وأضاف: «الإسلام لا يقرّ تلك الأفعال، لأنها تدعو إلى الفتنة»، مشيرا إلى أن «الإخوان مع الدعوة للتعبير عن الرأي بكل الطرق والوسائل السلمية، التي لا تؤدي إلى إحداث الفتن»، كما شدد الحلواني،«ضرورة إيصال رسالة إلى الغرب مفادها أننا مسلمون نعتز بإسلامنا ورموزنا، وعلى الغرب أن يتعامل معنا على ذلك الأساس، بأن يحترم ديننا وقرآننا ورموزنا»، مطالبا ب«تدخل حكومات الدول الغربية لقطع الأيادي الخفية الموجودة لديها، والتي تسعى لإشعال الحرائق بين الشعوب، وأن تقوم بسن تشريعات تعاقب من يسيئون للإسلام والقرآن والرسول عليه الصلاة والسلام، مثلما سنت قوانين تحاكم من يشكك في المحرقة اليهودية، بل ومن يشكك في عدد ضحاياها»، وأضاف «الكنائس المصرية والرموز المسيحيون استنكروا ما يحدث وتبرؤوا منه، وكان موقفهم مشرفا. إنهم إخوتنا في الوطن ونعيش معهم بالود والاحترام المتبادل، نحن فعلاً نريد أن نعيش معهم في أمن وأمان».

ومن جانبه، أكّد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القيادي بجماعة الإخوان، عبد الخالق الشريف، أنه «لا يجوز حرق الإنجيل فقد كان موجودا على عهد الصحابة ومن بعدهم، بل نُهينا أن نسبّ الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله، ونحن لا نقابل الإساءة بالإساءة فقد وُصف رسولنا الكريم أنه يقابل الإساءة بالإحسان»، وأنهى قائلاً «لو نزلنا إلى مستوى هؤلاء الذين أهانوا رسولنا لكانت أخلاقنا كأخلاقهم، ونحن أمة بعث رسولها ليتمم مكارم الأخلاق، وما يدعو إليه البعض لا يتفق مع مبادئ الإسلام».

خامساً: هل سلك المسلمون مسلكاً للرد على حرق الإنجيل؟
نعم سلك المسلمون مسالك كثيرة منها الاعتراض بالقول والفعل، ونفذوا كلامهم فحركوا دعوة ضد من أهان الإنجيل، وجاء ذلك عندما: « دعا عدد من القيادات الإسلامية في مصر إلى محاكمة عاجلة للداعية الذي أحرق نسخة من « الإنجيل»أمام السفارة الأمريكية، وطالب كل من نزار غراب ومجدي سالم وطارق أبو بكر ومحمد الغزلاني في بلاغ قدموه السبت للنائب العام بالتحقيق مع الشيخ أحمد عبد الله الشهير ب« أبو إسلام» رئيس الأكاديمية الإسلامية لدراسة الأديان والمذاهب ومحاكمته بشكل عاجل، لقيامه بحرق « الإنجيل» أمام السفارة الأمريكية، وتهديده بتبول حفيديه عليه في وقت لاحق، وقالوا في البلاغ الذي يعد أولى إجراءات التقاضي إن "الشيخ أبو إسلام اعتدى على كتاب سماوي "الإنجيل" وهي جريمة توازي جريمة السخرية من الرسول في الفيلم المسيء له"، والذي أثار احتجاجات كبيرة أمام السفارات الأمريكية في عدد من العواصم العربية، وقال نزار غراب عضو مجلس الشعب المنحل:« نرفض العدوان على أي كتاب سماوي»، معتبرا أن تقدم التيار "الجهادي" ببلاغ للنائب العام قبل الأقباط أنفسهم للتنديد بأي شكل من أشكال الإساءة للأديان السماوية، وتابع "عندما حرق تيري جونز "القس الأمريكي المتطرف" القرآن قلنا أننا لن نحرق الإنجيل لان ذلك ليس من شريعتنا في شئ"، وطالب غراب بتحديد مادة في قانون العقوبات لتعريف ماهية الإساءة للأديان، داعيا لإعدام كل من تسول له نفسه الإساءة للمقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية، وقال :" إن الأحكام الشرعية توجب قتل كل من يستهزأ بالله أبو برسوله وعلى الجانب الآخر يجب أن يقتل من يعتدي على شرائع الآخرين تعذيراً ، فالخروج على القيم و إهانة المقدسات أمر لا يقره الإسلام بأي شكل».

سادساً: هل تغيّر موقف حارق الإنجيل بعدما سمع علماء المسلمين؟
من جانبه، اعترف الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله، إنه قام بتمزيق الكتاب المقدس وقام بحرقه، موضحًا أن ما حرقه هو الكتاب المسيحي المقدس في الغرب، والذي يتعبد به موريس صادق وأمثاله في أمريكا – حسب قوله، مضيفًا: «أنا لا أعترف بأن هناك إنجيلاً على وجه الأرض»، وعن الدعاوى القضائية ضده، قال «أبو إسلام» إنه لا تعنيه مثل هذه الدعاوى، ولم يصله أي طلب للتحقيق معه، وفي حال حدوث ذلك سيخضع للقانون والقضاء الذي يحترمه، وأضاف: «ما يتردد عن إقامة بعض الجهاديين دعاوى قضائية ضدي مجرد فرقعة إعلامية، وأنها لن تحرك مني شعرة، ولا أعتقد أن هناك مسلمًا يرفع دعوى ضد مسلم آخر، ولا يمكن أن أتصور أن يسعى أحد لذلك، لأن من يفعل ذلك لا بد أنه يفتقد المعرفة والعقيدة»، ورفض «أبو إسلام» اتهامه بازدراء المسيحية، قائلا: «أنا أرفض لفظ الازدراء، لأنه غير موجود في الإسلام، والمعروف عندي هو الإيمان أو الكفر وليس الازدراء، كما أنه لفظ علماني، والموجود عندي عن المسيحية هو أنها عقيدة وثنية شركية كفرية»، مشيرًا إلى أن تمزيقه الكتاب المقدس يُعد رد فعل لتراكمات بالجملة من الإساءات للإسلام وللرسول وللمقدسات الإسلامية، والتي كانت نهايتها الفيلم القبيح القذر، حسب تعبيره، وتابع: «مستعد للمثول أمام القضاء والقانون والأمن العام أيضًا»، لأن ما فعلته أقل واجب شرعي، يجب عمله ضد ما يحدث من إساءات ضد الإسلام ومقدساته».

السطور أعلاه جمعت مدارس عديدة في موقف واحد، وأجمعوا على رد واحد في قول غير مسبوق، وعمل يُبت أن الإسلام أرفع الأديان وأجلها، وأن المسيئين قلة قليلة، فليبادر المجمعون برد هؤلاء الشرذمة القليلون عن ما هم فاعلون، والحمد لله أنا بكتاب الله مستمسكون وبسنته عاملون وعلى نهجه سائرون.
مواد متعلقة:
1. إمام الأزهر ل"محيط": حرق الإنجيل ليس من العقيدة والغرب لديه رؤية غير راشدة
2. الأخوان المسيحيين تدين الفيلم المسيء للرسول وحرق الإنجيل
3. ممدوح رمزي يتهم أبو إسلام بازدراء الدين المسيحي بعد قيامه بحرق الإنجيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.