يسأل ع . ع . ف . من القاهرة : وقع ظلم شديد عليّ وعرضت الأمر علي المسئول عن المؤسسة التي أعمل بها وفوجئت بهذا المسئول يقول لي أنا أعلم أنك مظلوم ولكن لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً ثم تمت ترقية ذلك المسئول وجاءني رسول الله في منامي وقال لي اكتب إليه فإن أنصفك بها ونعمت وان لم ينصفك فدعه لله ومع ذلك لم نفعل في أي شئ فهل من حقي أن أدعو عليه وعلي من يعاونه علي الظلم؟ يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر؟ من حق كل مظلوم أن يطالب بإنصافه وله أن يتخذ من الوسائل ما يرفع الظلم عنه بشرط أن يسلك الطرق المشروعة حتي لا يكون ظالماً. وهذا الذي يحدث لون من ألوان الفساد الإداري حيث كانت جهات إدارية تسند العمل لذي قريب أو من المقربين بغض النظر عن الكفاءة وعدم الكفاءة فرأنيا مجموعة من الإداريين قد احتلوا المناصب الإدارية العليا وهم لا يفهمون شيئاً واستعانوا بمن أطلقوا عليه المستشار الذي أصبح يتعامل مع العاملين علي حسب الهوي فأفسدوا وظلموا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. وتناسي المسئول أنه راع وكل راع مسئول أمام الله عن رعيته والويل لهذا المسئول ومن يعاونه من عقاب الله في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَنَ أتي الله بقلب سليم. جاء في صحيح مسلم عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأ أو معاذاً فليفد به. فكل إنسان يستطيع أن يرفع الظلم عن المظلوم ولا يفعل ذلك فإن الله سبحانه وهو القائل: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما نوخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" فاصبر أيها المظلوم واعلم أن فرج الله قريب لكنه يمهل ولا يهمل وإن دعوت علي الظالم أو لم تدع فإن عين الله لا تغفل ولا تنام وانظر عاقبه الظالمين فإنه تعالي قال : "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم إن كيدي متين".