لقد زكي الله نبينا محمد صلي الله عليه وسلم في كل شيء. زكي لسانه فقال: "وما ينطق عن الهوي" وزكي فؤاده فقال: "ما كذب الفؤاد ما رأي" وزكي بصره فقال: "ما زاغ البصر وما طغي" وزكي المرسل بالوحي إليه فقال: "علمه شديد القوي" وزكي صدره فقال: "ألم نشرح لك صدرك" وزكي قلبه فقال: "وإنك لعلي خلق عظيم" وزكاه كله فقال: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" وإذا كان موسي قد دعا ربه فقال: "رب اشرح لي صدري" فإن الله قد من علي رسولنا صلي الله عليه وسلم بشرح صدره وإذا كان موسي قد قال: "وعجلت إليك رب لترضي" فإن الله عز وجل قال لنبينا صلي الله عليه وسلم: "ولسوف يعطيك ربك فترضي" ويقول صلي الله عليه وسلم: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً. فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل. وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي. وأعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث إلي قومه خاصة وبعثت إلي الناس عامة" وينادي رب العزة الأنبياء باسمائهم فيقول "يا يحيي خد الكتب بقوة". "يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلي أمم ممن معك". "يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا". "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي". لكنه عز وجل عندما ينادي حبيبنا صلي الله عليه وسلم يخاطبه بقوله تعالي: "يا أيها النبي" أو "يا أيها الرسول" ويقول سيدنا حسان بن ثابت: وضم الإله اسم النبي إلي اسمه إذ قال في الخمس المؤذن اشهد وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد ويقول شوقي: أسري بك الله ليلاً إذ ملائكة والرسل في المسجد الأقصي علي قدم لما خطوت به التفوا بسيدهم كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم صلي وراءك منهم كل ذي خطر ومن يفز بحبيب الله يأتمم وقد بلغت سماء لا يطاف بها علي جناح ولا يسعي علي قدم وقيل كل نبي عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلم محمد صفوة الباري ورحمته وسيد الخلق من عرب ومن عجم يا رب أحسنت بدء المسلمين به فتمم الفضل وامنح حسن مختتم حب الرسول صلي الله عليه وسلم من عقيدة المسلمين يقول نبينا صلي الله عليه وسلم: "ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله. وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار". قال صلي الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. فقال عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" والله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال صلي الله عليه وسلم لا يا عمر حتي أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر والله لأنت الآن أحب إليّ من كل شيء حتي من نفسي فقال صلي الله عليه وسلم الآن يا عمر". أي: الآن اكتمل إيمانك. فإيمان المؤمن لا يصح إذا كان النفي نفي صحة الإيمان. ولا يكتمل إذا كان النفي نفي كمال الإيمان إلا إذا امتلأ قلبه ووجدانه بحب سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم بحيث يكون الحبيب صلي الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين. هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء فإن أبي ووالده وعرضي لعرفي محمد منك وفاء فهؤلاء الصحابة كما يقول الشاعر: أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم ونحن نزعم نصر الدين مجاناً أعطوا ضريبتهم صبراً علي محني صاغت بلالا وعمارا وسلمانا دور الأزهر ربما تساءل بعض الناس عند دور الأزهر فنقول: قد طالب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر باستصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلي رموز الإسلام. وأصدرت هيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الإمام الأكبر بياناً حاسماً في استنكار ما جاء بهذا الفيلم المسيء البغيض. وكان للأزهر إماماً ومشيخة وهيئة كبار علماء موقف حاسم تجاه هذا الأمر. كما أصدر مجلس جامعة الأزهر بياناً وصف بالحاسم. الأزهر كان سباقاً وأبعد من ذلك أن ممثلي الأزهر باللجنة التأسيسية للدستور قد طالبوا بوضع مادة في الدستور تنص علي حظر الإساءة للذات الإلهية أو التعريض بها. وكذلك ذوات الأنبياء عليهم السلام. والخلفاء الراشدين. وأمهات المؤمنين وسائر الصحابة أجمعين رضوان الله عليهم جميعاً وأيدتهم في ذلك سائر القوي الإسلامية بالتأسيسية. حب الرسول ليس مجرد كلام أو شعارات ترفع لما هم أعداء الله بقتل الصحابي الجليل سيدنا خبيب بن عدي قالوا له: قل كلمة في محمد تعصم بها نفسك ودمك فقال: والله ما وددت أني في أهل وولدي وعافيتي والدنيا وما فيها. ويصاب رسول الله صلي الله عليه وسلم "بشوكة واحدة" وفي غزوة أحد نعي إلي امرأة زوجها وأخوها وأبوها فقالت: ماذا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا هو بخير قالت: لا حتي تنظر إليه فلما نظرت إليه واطمأنت عليه - صلي الله عليه وسلم قالت: كل مصيبة دونك تهون يا رسول الله. ولما انكشف الناس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد جاءت أم عمارة رضي الله عنها وتترست أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم تدافع عنه وتفديه بنفسها والسهام تقع عليها من كل جانب فيقول لها رسول الله صلي الله عليه وسلم من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة فتقول: بل أطيق وأطيق وأطيق يا رسول الله. وفي غزوة بدر يقول سيدنا عبدالرحمن بن عوف: كنت بين غلامين حدثين تمنيت أن أكون بين أفتي منهما فبينما أنا أتأمل في حالنا وفي حال عدونا فإذا الغلام الذي عن يميني يسألني يا عماه أتعرف عدو الله أبا جهل. قلت يا بني وما شأنك به قال سمعت أنه سب رسول الله صلي الله عليه وسلم والله لئن وقع سوادي في سواده لا أفارقه حتي يموت الأعجل منه وإذا الذي عن شمالي يسألني مثل ذلك. فما أن بدأت المعركة حتي لمحت أبا جهل فقلت للغلامين هذا عدو الله أبوجهل. فانقضا عليه معا فضرباه فأردياه أرضاً ثم عادا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكل واحد منهما يقول: يا رسول الله قتلت عدو الله أبا جهل. فقال "صلي الله عليه وسلم" أيكم قتله. فقال كل واحد منهما أنا قتلته. فقال "صلي الله عليه وسلم" أرياني سيفيكما فوجد الدم علي كل واحد منهما فقال "صلي الله عليه وسلم": كلكم قتله. طالب فضيلة المفتي بالتوجه إلي منظمة الأممالمتحدة والعمل علي استصدار قرار بحظر الإساءة إلي ديننا ونبينا ومعتقدنا. وهو الموقف الذي أكد عليه بيان مجلس جامعة الأزهر. وانتفض كثير من علماء الأزهر ودعاته علي المنابر وفي سائر وسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومقروءة يدعون إلي اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه الإساءة وضمان عدم تكرارها. علي أن يكون ذلك في الأطر السلمية والقانونية بعيداً عن التدمير والتخريب أو الاعتداء علي الآخرين. بل في ضوء الالتزام بقيمنا وتعاليم ديننا. وإظهار جوانبه الحضارية التي يأتي في إطارها مطالبتنا بجدية وحسم بضرورة احترام مقدساتنا. وألا يكون هناك تمييز في المجتمع الدولي لحماية دين والاعتداء علي آخر علي شاكلة ما يحدث من تجريم للمساس باليهودية أو التعرض بأي نقد لمحرقتهم المزعومة. واعتبار ذلك عداء للسامية وعملاً إجرامياً. أما محرقة غزة التي رآها العالم كله رأي العين فلا مجال للحديث عنها أو محاسبة مرتكبيها. كما أن التعرض للإسلام ورموزه عندهم صور من باب حرية الرأي فمازالت قوي الشر والطغيان تكيل بمكيالين. ونقول لهم لقد طفح الكيل وآن لكم أن تدركوا أن ما كان ممكناً بالأمس لم يعد ممكناً اليوم. فقد هبت الشعوب العربية والإسلامية من رقدتها. وفاقت من سباتها. وآن لكم أن تعيدوا حساباتكم. وأن تقدروا لأمتنا قدرها ولنبينا قدره. ولدينه قدره. وأخيراً نقول: ديننا خط أحمر .. رسولنا خط أحمر.. مقدساتنا خط أحمر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته