أكد عدد من رموز الصوفية أن مصر فوق الجميع ليس شعاراً يُطلق في الهواء بل هو مطلب كل المصريين خاصة في هذه المرحلة التاريخية الفارقة في بناء مصر الحديثة بعد ثورة يناير العظيمة. مطالبين الجميع بالعمل يداً واحدة علي توحيد الصف والتماسك والترابط والتعاون لانطلاق مصر الجديدة نحو الأمام بخطي ثابتة وقوية. وقالوا- بعد أن قدّموا التهنئة بفوز د. محمد مرسي بأول انتخابات رئاسية-: لابد من فتح صفحة جديدة في علاقاتنا الداخلية والخارجية تقوم علي الاحترام المتبادل في العقائد والعادات والتعايش السلمي. لكنهم في ذات الوقت حذّروا من خطورة التعدّي علي التقاليد والعادات الصوفية باعتبارها ¢خط أحمر¢ وتجاوزه يهدد بانزلاق البلاد في الفتن والمواجهات وفيما يلي مختلف الآراء: في البداية يؤكد سماحة الدكتور عبد الهادي القصبي-شيخ مشايخ الطرق الصوفية - أن أولي مهام الرئيس المنتخب باعتباره رئيس الدولة ورئيس كل المصريين والمطلب الأول الذي نسعي له جميعا ورغم أنه ذكره في خطابه الأول هو إدخال الاطمئنان علي جميع المصريين وأن يعلن صراحة أن زمن الإقصاء قد انتهي تماما وأن يبدأ فورا في توحيد صف الشعب المصري بالكامل وأن يطوي الصفحة السابقة كاملة وأن يبتعث كوامن وطاقات شعب مصر العظيم لنبدأ في عمل جاد لتحقيق مصالح البلاد والعباد وننهي عصر التشكيك والتخوين. وأن يستفيد من الخبرات المصرية الموجودة داخل مصر وخارجها في مختلف المجالات.. مشيرا الي أن قضية توحيد الصف هذه هي القضية الأولي والتي يجب أن يعتني بها ومن ثم يبدأ بعدها في اقتحام الملفات الثقيلة التي تنتظره وعلي رأسها ملف الأمن والبطالة والتعليم والصحة والعلاقات الخارجية والداخلية والدبلوماسية والسياحة. وقبل كل ذلك توحيد نسيج الأمة المصرية مسلمين ومسيحيين وإنهاء مسألة الطائفية تماما حتي نحقق شيئا مهما للبلاد. يستطرد د. القصبي قائلا: وأنبه الرئيس المنتخب إلي قضية في غاية الأهمية ألا وهي التصدي لأي محاولات خارجية وتحت أي ظرف تسعي لتقسيمنا وتفريقنا ووأد هذا الفكر منذ اللحظة الأولي وألا نعطي لأعدائنا الفرصة أو السبب في إنجاح مخططاتهم لأن قوة مصر في وحدتنا جميعا. وكذلك علي الرئيس المنتخب أن يعطي الاطمئنان للداخل والخارج خاصة فيما يتعلق بالمعاهدات الدولية فنحن دولة عريقة ولها كيانها ونحترم معاهداتنا. وأن يُؤمّن السلطات المختلفة داخل الدولة وفي مقدمتها القضاء فهو الفائز الأول في المعركة.. ومن خلال "عقيدتي" كما يقول د. القصبي: فعقيدتي أنه قضاء شامخ نزيه وعادل وأحكامه لها قدسيتها ولا نسمح لأي شخص او طائفة بالنيل منه لأن هذا يُعدّ إهانة للدولة المصرية ككل لا نقبلها أبداً. كما أننا نحترم الجيش العظيم الذي أثبت رجاله وطنيتهم ومصداقيتهم وأنهم علي عهدهم منذ بداية المرحلة الانتقالية وحتي تسليم البلاد للسلطة المدنية المنتخبة. وقد وقفوا صامدين امام حملات التجريح ومحاولات النيل من مكانتهم. فالحفاظ علي مؤسسات مصر من قضاء وجيش عظيم وكل المؤسسات الأخري واجب حتي تصبح لدينا دولة قوية داخليا وخارجيا. يضيف د. القصبي: أما فيما يتعلق بالصوفية فدائما نقول بأنها مدارس سلوكية وأخلاقية وأن أي شخص يبحث ويسعي للإصلاح فلن يكون لبرنامجه أو دعوته جدوي بدون الصلاح وسيبوء بالفشل دون الاعتماد علي القيم والأخلاق وهي ما تدعو إليه الصوفية. بل إن المجتمع في أمسّ الحاجة الآن أكثر من ذي قبل لقيم الحب والتسامح وهي صفات أصيلة في شعبنا العظيم وهي أيضا ما تدعو إليه الصوفية باعتبارها هيئة دينية عليا تستمد منهجها من الكتاب الكريم وسنة الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم. وبالتالي فهي- الصوفية- مسئولة عن غرس القيم والأخلاق في أفراد المجتمع ومطلوب ألا يعيق دورها أي عائق حتي تستطيع أداء مهامها. المصالحة الوطنية من جانبه هنأ الشيخ محمد الشهاوي - رئيس المجلس الصوفي العالمي وشيخ الطريقة الشهاوية - الدكتور محمد مرسي بفوزه بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية و طالبه بالعمل علي نبذ الخلافات جانباپ وتحقيق لم الشمل وأيضا تحقيق المصالحة الوطنية. كما طالب الشهاوي الشعب المصري بجميع طوائفه وانتماءاته السياسية الوقوف وراء الدكتور مرسي لتحقيق المصلحة العليا للبلاد و دعا الله عز وجل ان يوفقه إلي تحقيق أهداف الثورة وأن يحقق للشعب بجميع طوائفه وانتماءاته السياسية والدينية الأمن والأمان والسلم والسلام. خطوط حمراء يطالب محمد صلاح زايد- رئيس حزب النصر الصوفي- الرئيس المنتخب بألا يكرر أخطاء مجلسي الشعب والشوري حيث كان توجه أعضائهما العمل علي "المركزية" لا بناء الدولة فإذا كان هذا هو توجهه فيا خيبة المسار لأننا نسعي لتأكيد مصلحة الدولة قبل المركزية. كذلك فإن من أخطاء المجلسين فشلهم في جمع شمل بقية الأحزاب وللأسف الشديد وجدنا سيطرة من جانب تيار واحد علي كل شئ فماذا ننتظر منهم وهم بين يديهم الآن الرئاسة؟! ويدعو "زايد" الرئيس المنتخب الي التوجه للمؤسسات الداخلية بالعدالة الانتقالية وليس بالانتقام. فمن أفسد فعليه وزره لأنه لا يجوز تفكيك المؤسسات وهي مليئة بالخبرات والكفاءات.. كحل "أمن الدولة" مثلا لمجرد وجود بعض الفاسدين فهؤلاء يُقدّموا لمحاكمات عادلة ونزيهة مع الحفاظ علي كيان المؤسسية في الدولة العصرية. ولابد كذلك من الدخول في مرحلة تقشف في نفقات الوزارت مع دمج بعضها. فما الداعي لوجود 3 وزارات عملها واحد كالتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي. والسياحة والآثار. والزراعة والري. فمثل هذا الدمج يوفّر كثيرا ويقلل عدد الوزارات. وهذا أحد مطالب وبرامج حزب النصر. بجانب الاهتمام بالتعليم والصحة فبهما تُبني المجتمعات. والنظر في الوزارات المنتجة ودعمها كالبترول والسياحة مثلا لزيادة إنتاجها. في المقابل تقليص مصروفات الوزارات المستهلكة كالأوقاف. يضيف "زايد": وأهم مطالبنا كمصريين قبل أن نكون صوفيين هي ألا تكون بيننا كتائب وميليشيات فنحن لسنا في لبنان أو العراق ولدينا جيش عظيم ووزارة داخلية تحفظ الأمن. ولا يجوز السماح بوجود كل تلك الكميات من الأسلحة المهربة وغير المرخصة بيد الناس. كذلك لابد من التأكيد علي أن مرجعيتنا هي الأزهر الشريف وهو خط أحمر لا يجوز الوصول عنده. في المقابل لابد أن نعرف ما هي مرجعية "الإخوان" إذا أردنا التعايش السلمي علي أرض هذا الوطن لنضع الأمور في نصابها. ويتبع هذا أيضا عدم الدخول في المسائل العقائدية للمصريين المسيحيين فهم شركاء لنا في الوطن. وخلص "زايد" الي القول: نحن سنراقب ما ستسفر عنه الأيام المقبلة عن كثب لكن لابد أن يضع الرئيس المنتخب وجماعة الإخوان عامة أن الصوفية مدرسة ومنهج له احترامه وكينونته وتقاليده من احتفالات وموالد وهي خط أحمر ينبغي الحذر من المساس به لأنه ساعتها ستنزلق مصر في بحر من المواجهات والحروب الطائفية ننأي بأنفسنا من الوقوع فيه.