رحم الله الأستاذ خالد محمد خالد حينما ناشد التيار الإسلامي المصري فترة الثمانينيات أن يمنحوا أنفسهم إجازة مدة 10 سنوات بعيداً عن السياسة. ويعملوا في مجال التربية لأنفسهم وللمجتمع وبعد العشر سنوات يخرجون للسياسة بعد أن تكون الأرض ممهدة للمشروع الإسلامي لكن عنجهية الإخوان وبعض التيارات الأخري اعتبرت هذا الكلام من وحي أمن الدولة. وأنه أي الأستاذ خالد محمد خالد ينطق عن هوي. ظل التيار الإسلامي في ذلك الحين تلاطمه الأمواج العاتية ويقذف من كل جانب. ولم يستطع توفير الأرضية اللازمة لإثبات مشروعه. وجاءت الثورة المباركة وشارك بعض فصائل التيار الإسلامي فيها. وهدأت الثورة وظن التيار الإسلامي أن الأرض أصبحت أرضه. والثمرة في يده. وأخطأ مثلما أخطأ من قبل. وراح التيار الإسلامي بزعامة الإخوان. مدفوعاً باستعلاء القوة. راح يحاول أن يلعب سياسة من أوسع أبوابها دون دراية أو وعي وحينما ظهر له طُعم انفلات الدولة. وفراغها. سرعان ما التهمه وظن كما ظن من قبل أن الدولة آلت إليه وانطلق لتحقيق مكاسب علي كل الأصعدة محاولاً الهيمنة علي كل الأجهزة الهامة في الدولة. وبدأ التيار الإسلامي بزعامة الإخوان وكأنه المحرك الوحيد للسياسة في مصر بعد الثورة. فبدأ عملية الإقصاء والاستعداد. فكان العداء للشارع الثوري والثوار وهنا فقد قوة فعالة يمكن أن تسنده وقت الأزمات ثم اتجه إلي المحكمة الدستورية ومعاداة رجالها. ثم الحكومة. ثم الأزهر. ثم القضاء. ومن قبل الشرطة والمجلس العسكري. وفي النهاية بدأ التيار الإسلامي يحصد مغبة فعله. فظهروا للناس أنهم يعملون لصالحهم. وأن الإسلام هو "سبوبة" لهم. واستعلوا علي خلق الله. وراح الشارع المصري ينظر إليهم نظرة الأحزاب المهيمنة الافصائية ولذلك تشعر الآن أنهم قد انكسروا ويكاد يسلمون الراية في القريب. كان الأجدر بهم أن يحصلوا علي إجازة لمدة خمس سنوات لإعداد القادة السياسيين. ويكفيهم المجالس النيابية.. ولكن الاستعلاء كفيل بتدمير أعتي القوي.