قامت الثورات ففاز الإسلاميون بكل شيء !! هل قامت ثورات الربيع العربي من أجل ان يصل الاسلاميون الي كراسي البرلمان وعروش الامراء والملوك في العالم العربي ؟! هل تحدي الشباب العربي رصاص الغدر والأمن في مصر وتونس وحاليا في سوريا واليمن ودفع الآلاف حياتهم ثمناً للحرية من أجل أن يصل التيار الإسلامي الي الحكم ؟! لأول مرة - وتحديداً منذ انهيار الامبراطورية العثمانية - يتمتع الاسلام السياسي في العالم العربي بهذا القدر من النفوذ والسيطرة .. فالاخوان المسلمون في مصر اكتسحوا المرحلة الاولي بنسبة46٪ والسلفيون 21٪ ويواصلون زحفهم وسيطرتهم في المرحلة الثانية بنفس النسب تقريبا وسيحدث ذلك في المرحلة الثالثة ايضا، وفي المغرب اكتسح التيار الاسلامي الانتخابات وفي تونس سيشكل التيار الاسلامي الحكومة وغداً في ليبيا وبعدها في سوريا بعد ان يقضي بشار الأسد علي نفسه بنفسه. وفي المقابل يعيش الليبراليون ورموز القوي المدنية حالة من الرعب ، ويخوضون معركة مستميتة من أجل ترهيب المجتمع والمواطنين من الانقياد لهذا التيار الذي لا يؤمن سوي بثقافة المحرمات !! ولكن لا يدرك هؤلاء الليبراليون أن الشعوب عاشت أسيرة لأنظمة حكم طاغية ومستبدة وللأسف كانت تصف نفسها بالأنظمة المدنية المستنيرة ؛ بينما كان "قواد"وأتباع هذه الأنظمة يعيثون في الأرض فساداً ،وإفساداً حتي قال القدر كلمته وأراد الله قبل أن تريد الشعوب ،وأرانا الله في هذه الأنظمة ومازال يرينا الكثير من آياته .. وبدأ الشعب يستعيد حريته وشيئاً فشيئأ أخذ "يفك" أربطة الجهل الملفوفة حول عيونه ليري النور من جديد ويختار طريق الديمقراطية. واذا اختار الشعب فلابد أن يستجيب الجميع .. ودعونا ولو لمرة واحدة نسمع ونستجيب لقرار الشعب بدلاً من قرارات المتفلسفين وشيوخ التطرف السياسي والفضائي . ودعونا نجرب لأن الديمقراطية خُلقت من التجربة ..وليفز بالانتخابات من يفز .. اسلاميون وغير اسلاميين .. وليصل للحكم من يصل فإذا أصاب سنكمل معه الطريق وإذا أخطأ واكتشفنا أنه أخطأ وتحول من داعية حرية الي طاغية جديد ، فسنلقي به بعد 4 سنوات فقط خارج قبة البرلمان وربما خارج الحياة ..وهذه هي قيمة التغيير .. القيمة الأهم والأغلي لثورة يناير.