في خطبة شهيرة للخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه عندما تولي الخلافة بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني علي حق فأعينوني وإن رأيتموني علي باطل فقوموني. الصدق أمانة والكذب خيانة. أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم. ألا إن أقواكم عندي ضعيف حتي آخذ الحق منه. وأضعفكم عندي قوي حتي آخذ الحق له".. تذكرت هذه الخطبة الشهيرة وأنا أتحدث مع نفر من العلماء والدعاة في إحدي الفضائيات حول مواصفات الرئيس القادم وماذا يريد المصريون من رئيسهم.. ومما لاشك فيه ان اختيار الرئيس أمانة في أعناقنا جميعا وسوف نسأل عن هذا الاختيار أمام الله سبحانه وتعالي امتثالا لقول النبي صلي الله عليه وسلم "من استعمل رجلا علي عصابة وفيهم من هو أرضي لله منه. فقد خان الله ورسوله والمؤمنين" لذلك لابد ان نختار رئيسنا الذي نتوسم فيه العفاف عما لا يحل له من مال ورئيس الدولة هو فرد من أفراد المجتمع تنطبق عليه قاعدة النصيحة والتوحد مع الأمة وعدم الاستئثار بالأمر دون الأمة ومعرفة حقها الواجب في البحث عن صلاح أمرها وتحقيق سعادتها ورفع شأنها ويجب ان يكون أمام أي رئيس القدوة والأسوة الحسنة في رسول الله صلي الله عليه وسلم أول الرؤساء والقادة فكان فيما لا يوحي إليه متوحدا مع الأمة ويطلب منهم ألا يدعوه يتخذ القرار وحده وإنما كان يقول "أشيروا علَّي أيها الناس" وكان ينزل علي الرأي الغالب والأجدر بالقبول كما حدث في الاستعداد للحرب في "بدر" حيث نزل علي رأي الخباب بن المنذر وكما حدث في قضية الأسري وما حدث في قضية الخروج للحرب يوم أحد وكذلك موقفه في غزوة الأحزاب ونزوله علي رأي سلمان الفارسي بحفر الخندق.. فكان هذا شيمته صلي الله عليه وسلم فيما لم يوح إليه تنفيذا لتوجيه الحق تبارك وتعالي "وشاورهم في الأمر" 159 آل عمران. إننا في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها ما أحرانا ان نقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم وهو القائد الأول حتي نري فيمن يحكمنا نظيفا لليد. عاشقا للعدل بعيدا كل البعد عن بطانة السوء طموحا قادرا علي تحقيق آمال من اختاروه واضعا نصب عينيه حالة المعاناة والحرمان التي يعيشها شعبه ومواطنوه. * * * * وختاما: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم -أي يجتهد في إصلاح أحوالهم وتدبير شئونهم- وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة" رواه مسلم والطبراني