قرية السلام.. مازالت حتي الآن مكاناً لتجمع أتباع ومحبي الإمام الأكبر د. عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق. كل جمعة.. وفي مجمع الإمام.. تلتقي بشخصيات من جميع الاطياف. ومن جميع المحافظات. يتجمعون علي حب الإمام. واحياء ذكراه بإظهار مواقفه. والحديث عن تراثه. "عقيدتي" كانت هناك.. رصدت مشاعر الحب لرجل عاش حياته لخدمة الإسلام والمسلمين. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم ل "عقيدتي": كان الإمام الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله من رجالات مصر المخلصين وكان أعز من الملوك جلالة ومهابة وأذكر يوم ان نادي بتطبيق شرع الله وحينما تباطأت الحكومة قدم الإمام استقالته وامتنع عن الذهاب إلي مكتبه بل ورفض ان يتقاضي مرتبه.. كل ذلك حدث حين بوغت الشيخ عليه رضوان الله لصدور قرار جمهوري يجرد الأزهر من اختصاصاته. ولم يرجع عن استقالته إلا بعد صدور قرار جمهوري بإعادة الأمور إلي نصابها. أضاف الدكتور عمر هاشم: ان شيخنا إمام جليل وعالم نبيل وواحد من أولياء الله الصالحين. ونتذكر له العديد من المواقف بأن كان ينادي في الحكام: آن الأوان لان نطبق تعاليم السماء بالكتاب والسنة وتطبق الشريعة ونضع الدستور المستسقي من كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم. يضيف: ولأن إمامنا كان ملهما من الله. محباً لرسوله صلي الله عليه وسلم. ونري الإمام الشيخ يفيض الله عليه بالرؤيا المنامية فيري رسول الله صلي الله عليه وسلم يعبر بجيوش المسلمين قناة السويس ليثبت الله تعالي صدق الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "من رآني في المنام فقد رآني حقاً" ليكون النصر نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر بفضل الله وقوته. يطالب د. عمر هاشم المسئولين بأن يحافظوا علي تراث شيخنا ولا يهدروه وإعادة طباعة كتاب حياة "شيخ الإسلام عبدالحليم محمود" لتتعلم منه الأجيال القادمة ولتتمسك بمواقفه. ويقول القارئ الاذاعي الشيخ عبدالفتاح الطاروطي: للشيخ الدكتور عبدالحليم محمود في قلبي ذكريات عظيمة رأيته رأي العين وأنا طالب بالصف الثالث الاعدادي الأزهري بمعهد الزقازيق الديني عام 74 وبحق كنت أري النور في وجهه ونحييه قائلين: الله أكبر الله أكبر حيي الله شيخ الأزهر. سمعني في افتتاح حفل قارئاً للقرآن وقال لي فضيلته: بارك الله فيك وفتح عليك واستجاب الله لدعائه والحمد لله بما اختصنا من فضل ونعمة مع القرآن الكريم ورحم الله الإمام الراحل ونفعنا ببركته. تواضع العلماء ويروي إسماعيل طنطاوي خبير لذوي الإعاقة الذهنية - من محبي الشيخ - موقفاً نبيلاً يدل علي تواضع الشيخ وعظمته مع عامة الشعب: ذهبت إلي مقر المشيخة القديم بالحسين بالقاهرة لفضيلته وتقدمت بطلب افتتاح المعهد الديني الابتدائي بقريتنا بني صريد مركز فاقوس شرقية ووجدت فضيلته يجلس علي "كنبة" عادية ليقابل ضيوفه وقلت لفضيلته: الشيخ محمود أبوهاشم يقرؤك السلام يا فضيلة الإمام ثم قدمت طلبي للموافقة علي افتتاح المعهد مع إجراء مسابقة القبول للصف الأول الاعدادي فقام فضيلته بوضع تأشيرة مازلت اذكرها قال فيها: السيد صاحب الفضيلة وكيل الأزهر الشريف لاتخاذ اللازم نحو اجراء المسابقة وافتتاح المعهد هذا العام بإذن الله وكانت التأشيرة بتاريخ 13/9/1978م ورحل الشيخ في 17/10/78 وسبحان الله اجريت المسابقة بحمد الله يوم 16/9 أي بعدها بثلاثة أيام وقد علمت ان وكيل الأزهر قام باتخاذ اللازم يوم ان قام فضيلة الدكتور عبدالحليم محمود بوضع تأشيرته وبحمد الله اجريت المسابقة وافتتح المعهد الذي تحول إلي مجمع معاهد دينية وصل عددها داخل المجمع إلي 6 معاهد. أضاف: يحسب للإمام الراحل انه ساهم في انتشار المعاهد الدينية علي مستوي الجمهورية ولأنني من محبيه رحمه الله فإني مازلت أتذكر انه حينما تولي مشيخة الأزهر في أوائل السبعينيات ان كان عدد المعاهد 12 معهداً وحين توفاه الله في عام 1978م وصل عدد المعاهد الأزهرية إلي 4700 معهدا كما تم في عهده انشاء أول فرع اقليمي لجامعة الأزهر علي مساحة 35 فداناً بأسيوط عام 75 بتكلفة قدرها 50 مليون دولار منحة من الملك فيصل بن سعود رحمه الله. يقول رامي عزمي محمد المغربي جار الشيخ: لا أنسي يوم ان جاء المهندس عثمان أحمد عثمان إلي القرية فوجد ان قرية السلام - أبو أحمد سابقاً - مسقط رأس الإمام عبدالحليم محمود تقع في البر الشرقي والطريق السريع يقع في البر الغربي والبر في أوسطهما وكان علي من يريد الذهاب للشيخ ان يستخدم معدية صغيرة هنا قرر المهندس عثمان أحمد عثمان عمل كوبري مشاة يسهل عملية الوصول لمجمع الدكتور الإسلامي وبالفعل تم بناء كوبري المشاة في وقت وجيز إكراماً للشيخ الدكتور عبدالحليم محمود. الحفيد الوحيد ويترحم الدكتور حسين محمد عبدالحليم محمود علي جده الذي كان يجمع الأسرة كل يوم جمعة بمنزله الكائن بشارع العزيز بالله بالزيتون - رقم 24 - وكنا نلحظ مودته وحبه للصغار قبل الكبار لدرجة اننا كنا ننتظر يوم الجمعة لنلتقي الإمام وأذكر انه كان يناديني: عامل ايه في دراستك؟ ويقوم برقيتنا تبركاً وكان حينما يسافر إلي خارج البلاد يحضر معه الهدايا للجميع ويضيف الحفيد د. حسين: قامت مجموعة من محبي الإمام قاموا بإنشاء جمعية محبي الإمام عبدالحليم محمود بالإسكندرية كما انشأوا مستشفي وداراً للأيتام ويترأس مجلس إدارتها الحاج محمد تاج الدين هذا بخلاف ما يوجد بمسقط رأس الإمام من مشروعات هائلة يقوم علي رعايتها جميع أفراد أسرة الإمام الراحل منها المركز الإسلامي. دار للمسنين. خمسة معاهد دينية. مدرسة. مستشفي. دارا لتحفيظ القرآن. وقاعة للمؤتمرات ومطعم للوافدين من محبي الإمام. رسالة علمية التقت "عقيدتي" برجل وقوم يرتدي الزي الأزهري وتعرفنا عليه فإذا هو من مواليد 1937م انه الدكتور محمد عبدالهادي إمام الاستاذ المتفرغ بكلية الدعوة بالقاهرة الذي قال بدأت رحلتي مع فضيلة الدكتور عبدالحليم محمود عندما جئت لأداء العزاء في والده في الخمسينيات وكان فضيلته استاذ باصول الدين وقد تعلق قلبي به وبالأسرة جميعاً وتعرفت علي شقيقه عبدالغني يوم ان كان وكيلاً لوزارة الأوقاف بالشرقية.. وفي رؤيا منامية رأيت انني أقوم بصب ماء الوضوء علي لشيخنا الدكتور عبدالحليم محمود وكان تفسيرها فيما بعد اني قدمت رسالة علمية لنيل درجة التخصص الماجستير في الدعوة تحت عنوان "جهود الشيخ عبدالحليم محمود في الدعوة الإسلامية" وكانت هذه أول رسالة علمية تقدم للجامعة آنذاك وكان من أثر هذا الحب والتربية الروحية التي تعايشتها مع شيخنا الأمر الذي أثر في نفسي تجاه الجانب الروحي الذي هو ركيزة التصوف الإسلامي في المجتمع البشري فكنت أقوم بتدريس كتب فضيلته بكلية الدعوة بعد وفاته باعتباري أنا التلميذ وهو الأستاذ.. وسبحان الله حصلت علي الماجستير عقب وفاته رضي الله عنه بشهور وشرفت بحضور جميع أسرته. المجمع الإسلامي يقول محمد أحمد صالح ابن شقيق الإمام وعمدة القرية: نقوم من خلال المجمع الذي يقوم علي ركيزتين أساسيتين هما اطعام الطعام وحفظ القرآن بمساعدة المحتاجين والفقراء ونضع مكتبة الشيخ الخاصة به شخصياً والتي كان أهداها د. عبدالحليم محمود للمجمع قبل وفاته وتضم خمسة آلاف كتاب من الكتب التي كان ينهل منها الشيخ رحمه الله كذلك نقوم بعقد الندوات بقاعة المؤتمرات وتسجيل محاضرات الشيخ وندواته وتقديمها لطلاب العلم ومحبي الشيخ. والمجمع الإسلامي يعتبر مركز اشعاع ثقافي ديني وقريباً ان شاء الله سنقوم بإعادة طبع كتب الشيخ علي نفقة جمعية عبدالحليم محمود وجمعية عبدالغني محمود الخيريتين وبين العمدة ان المجمع يتوسط مجموعة من المعاهد الأزهرية وعددها سبعة معاهد من الابتدائي حتي الثانوي بنين وبنات بالاضافة إلي معاهد القراءات بنين وبنات ومدرسة زراعية فنية ثانوية تبرع بها أسرة الإمام.